• تنظيم "الدولة" قَبِل في صفوفه عناصر بجوازات مزورة، كما عمل على إصدار جوازات مزيفة أو "شبه مزيفة"
• قضية الجوازات المزورة ستظل حاضرة لسنوات طويلة، وستبقى هاجسا حقيقيا يقض مضجع كل سلطة يقع تحت اختصاصها مطاردة وتعقب "الإرهابيين" و"المتشددين"
• الجواز المزور كان حاضرا في أغلب ساحات المدن التي شهدت تفجيرات حول العالم خلال الماضي القريب.
تتكرر عبارة "جواز مزور" في مستندات مقاتلي تنظيم الدولة، بشكل لافت يدعو للاعتقاد بأن استخدام الوثائق المزيفة أمر مطروق من يريدون الالتحاق بالتنظيم، وهو من جهة أخرى سلوك "مقبول" و"مُقر" من قبل التنظيم الذي يفضل منتسبوه ومناصروه تسميته "دولة الخلافة".
في هذا الجزء الجديد، تكشف "زمان الوصل" عن مجموعة أخرى تحمل وثائق سفر مزيفة، استخدمها راغبو الالتحاق وعبروا بها البلدان دون أن يثيروا شبهة أحد، حتى وصلوا إلى أحضان التنظيم، واعترفوا بواقع تزوير جوازات سفرهم وتم توثيق ذلك بشكل صريح في المستند العائد لصاحب الجواز المزيف، وهو مستند موحد بعنوان "بيانات مجاهد".
*عقدة
وقبل الولوج إلى بيانات أصحاب الجوازات المزيفة، لابد من التنويه بـ"عقدة" الوثائق المزورة، التي جعلت الدول وسلطاتها المخابراتية والأمنية في حيرة من أمرها، وعطلت "أجراس الإنذار" التي تمتلكها تلك الأجهزة وتكون عادة مقترنة بلائحة أسماء محددة.
ففضلا عن قيام التنظيم بقبول أصحاب الجوازات المزيفة، عمد -هو نفسه- إلى تنظيم جوازات مزورة، مستفيدا من سيطرته على أعداد غير معلومة من الجوازات السورية الفارغة، وعلى تجهيزات لطباعة الجواز السوري، جعلت هذا الجواز محط شك وتدقيق من مختلف الدول.
وتنقسم الجوازات التي أصدرها ويصدرها تنظيم الدولة إلى قسمين: قسم مزور البيانات يحمل أسماء وهمية وتواريخ ولادة غير صحيحة وغالبا ما يكون الجواز ممنوحا لشخص من جنسية مختلفة (مثلا تونسي يمنح جوازا سورياً).
وهناك قسم آخر يُلحق بالمزور، أو هكذا تعتبره دول العالم، وهو جواز صحيح في شكله وبياناته، لكنه غير مقيد في سجلات النظام، ولذا يعد مزورا وغير معترف به، حيث إن النظام السوري ما يزال يمثل الحكومة "الشرعية" التي يعتد بوثائق السفر الصادرة عنها.
ولا يكاد يمر حادث تفجير في هذه العاصمة أو تلك، إلا ويظهر أثر الجواز المزور، سواء عبر سماح ذلك الجواز لـ"مطارد" خطير بالإفلات من بوابات التفتيش على الحدود، والوصول إلى مبتغاه، أو عبر التشويش على سلطات التحقيق وحرف مسار التحريات باتجاه مغاير للحقيقة، من خلال جواز سفر متروك في ساحة التفجير، قبل أن تفطن تلك السلطات لحقيقة تزويره، وربما لاتفطن.
وفي الأحداث الأخيرة التي مرت بها بلجيكا، وأدت لقتل واعتقال عدد من المطلوبين على لائحة "الإرهاب"، اختلط الأمر على بعض وسائل الإعلام وهي تنقل عن السلطات البلجيكية قولها بوجود شخص يدعى "أمين شكري"، بينما هو في الحقيقة اسم مزيف وجد في جواز مزور لأحد المطاردين أثناء تعقبه.

ومن هنا فإن قضية الجوازات المزورة ستظل حاضرة لسنوات طويلة على الأغلب، وستبقى هاجسا حقيقيا يقض مضجع كل سلطة يقع تحت اختصاصها مطاردة وتعقب "الإرهابيين" و"المتشددين" المدرجين على قوائمها، ومن هذه النقطة بالذات تأتي أهمية الكشف عن أصحاب الجوازات المزيفة، وأسمائهم الحقيقية والمزورة، بل وحتى "جنسية" الجواز الذي يحملونه، وهي بيانات غاية في الحساسية، تعمل "زمان الوصل" تباعا على كشف خيوطها اعتماد على ما لديها من وثائق.
تقر وثائق صادرة عن تنظيم "الدولة"، تحققت "زمان الوصل" من صحتها ومصداقيتها، بوجود ملتحقين بالتنظيم يحملون جوازات سفر مزورة، وغالبا ما تدون المعلومة الخاصة بهذا الأمر في خانة "ملاحظات" وهي الخانة 23 والأخيرة من نموذج "بيانات مجاهد" الموحد والمعتمد لدى "الإدارة العامة للحدود" التابعة التنظيم، وهي تشابه "إدارة الهجرة والجوازات" في أي بلد.
وقد عرضت "زمان الوصل" في الجزء الأول من موضوع الجوازات المزورة بيانات 10 من منتسبي التنظيم، يحلمون هذه الجوازات، وهاهي تعرض 10 آخرين من جنسيات مختلفة، مع التذكير –كالعادة- بأن الجريدة عمدت إلى حجب المعلومات الحساسة مثل الاسم الحقيقي (اكتفت بالاسم الحركي)، واسم الأم، وأرقام التواصل، وذلك لاعتبارات تخص سياستها التحريرية، وضوابطها التي التزمتها في هذا الملف بالذات.
كما إن الجريدة التزمت في معلوماتها الموردة أدناه بنص الوثائق، بغض النظر عن ما تحويه من أخطاء إملائية أو طباعية.
• أبو أحمد القيرواني، تونسي الجنسية، يحمل جوازا مزورا باسم "علي عبد الله علي"، اسمه الحقيقي مدرج في حقل ملاحظات (حجبته زمان الوصل)، من مواليد 1986، تحصيله الدراسي "اقسام تحضيرية".
• أبو البراء الغريب، فلسطيني الجنسية، يحمل جوازا مزورا وفق ما هو مدرج في حقل ملاحظات، من مواليد 1986، تحصيله الدراسي "هندسة اتصلات (اتصالات)".
• أبو سعد التونسي، تونسي الجنسية، يحمل جواز سفر مزورا باسم "صالح سالم علي"، اسمه الحقيقي مدرج في حقل ملاحظات (حجبته زمان الوصل)، من مواليد 1992، التحصيل الدراسي "ثانوي".
• أبو صهيب القيرواني، ليبي الجنسية من أصل تونسي، يحمل جواز سفر ليبي مزورا باسم "سالم حسين علي دسري"، اسمه الحقيقي مدرج في حقل ملاحظات (حجبته زمان الوصل)، من مواليد 1987، التحصيل الدراسي "ماجيستر – اعلامية صناعي".
• أبو عبيدة الليبي، ليبي الجنسية، يحمل جواز سفر مزورا "سالم محمد سالم"، اسمه الحقيقي مدرج في حقل ملاحظات (حجبته زمان الوصل)، من مواليد 1994، التحصيل الدراسي "معهد تدريب على الصناعات النفطية".
• أبو مالك المهاجر، ليبي الجنسية من أصل فلسطيني، يحمل جواز سفر ليبي مزورا باسم "سليم محمد سليم عبد الله"، اسمه الحقيقي مدرج في حقل ملاحظات (حجبته زمان الوصل)، من مواليد 1989، التحصيل الدراسي "المرحلة المتوسطة".
• أبو يوسف التونسي، تونسي الجنسية، يحمل جواز سفر ليبي مزورا وفق ما هو مدرج في حقل ملاحظات، من مواليد 1990، التحصيل الدراسي "مرحلة هندسة اعلامية".
• أبو الوليد الليبي، ليبي الجنسية، يحمل جواز سفر مزورا باسم "سعيد حسن علي بن علي"، اسمه الحقيقي مدرج في حقل ملاحظات (حجبته زمان الوصل)، من مواليد 1990، التحصيل الدراسي "ابتدائي".
• أبو حفص المهاجر، تونسي الجنسية، يحمل جواز سفر ليبي مزورا باسم "مفتاح سعد سالم العبيدي"، اسمه الحقيقي مدرج في حقل ملاحظات (حجبته زمان الوصل)، مواليد 1987ـ، التحصيل الدراسي "ابتدائي".
• أبو خطاب التونسي، ليبي الجنسية من أصل تونسي، يحمل جواز سفر مزورا "حسن علي محمد بن علي"، اسمه الحقيقي مدرج في حقل ملاحظات (حجبته زمان الوصل)، من مواليد 1988، التحصيل الدراسي "المرحلة المتوسطة".
إيثار عبدالحق - نائب رئيس التحرير - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية