أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

We fight fanaticism, violence and hate speech, providing a credible content away from biased and misleading information.

اشترك في قناة #زمان_الوصلTV

https://goo.gl/TdgHGI

زمان الوصل TV (فرانس برس)

يتيح متحف التاريخ الأميركي للراغبين في الذهاب في رحلة إلى أيام الحرب الباردة، دخول واحد من الملاجئ النووية التي أعدّت في واشنطن تخوّفا من وقوع حرب نووية، مع ما فيه من مؤن وأدوات طبية تحمل تواريخ ذلك الزمن.

يجول فرانك بلازيتش القيّم على معرض التاريخ الأميركي في أرجاء الملجأ الذي كان معدّاً ليقيم فيه عدد من سكان واشنطن في حال تعرّض بلدهم لهجوم نووي سوفياتي، ويتفقّد الطعام والشراب والأدوية المخزّنة، ثم يتذوّق قطعة من البسكويت من علبة كتب عليها تاريخ انتهاء الصلاحية "تشرين الثاني/نوفمبر 1962".

ظلّ كلّ شيء في هذا الملجأ على حاله منذ أيام القلق التي سادت العالم في ذروة الحرب الباردة. يشعر الداخل إلى هذا الملجأ أنه عاد بالزمن إلى ذلك العهد الذي كانت البشرية كلها تعيش فيه قلق تبادل الهجمات النووية بين العملاقين الأميركي والسوفياتي، وما يعنيه ذلك من دمار كبير وتلوّث قاتل. في إحدى زوايا الملجأ، ما زالت كمية من الماء قدرها ستون ليترا على حالها، حين وضعت في هذا الخزّان ليشربها الهاربون من حرب نهاية العالم.

ويقع هذا الملجأ على مرمى حجر من البيت الأبيض، وهو واحد من مئات الملاجئ التي جهّزت في ذلك الوقت.

مدينة يسكنها القلق

وكان العالم في ذلك الوقت يترقّب بعين القلق سباق التسلّح بين واشنطن وموسكو، وصراع النفوذ بين الغرب والكتلة الشرقية في أرجاء الأرض.

وفي العام 1961، أمر الرئيس جون كينيدي برصد أموال لإنشاء هذه الملاجئ. ومع نشوء أزمة الصواريخ الكوبية في العام 1962، بدأ الأميركيون يخزّنون الطعام في الملاجئ المقامة تحت المباني السكنية والمدارس والكنائس. أما مقرّ الرئاسة الأميركية فقد نال عناية خاصّة، ونفّذت فيه مناورات واسعة النطاق منها تدريبات على إخراج الرئيس في حال وقوع هجوم صاروخي أو نووي، وصارت المباني الرسمية على تلة الكابيتول حيث يقع البرلمان، جاهزة لاستقبال 36 الف شخص.

ما زالت جدران ملجأ مدرسة أويستر أدامز في واشنطن تحمل تاريخي "15/4/64" و"23/4/64"، اللذين يشيران إلى يوم ملء الخزانات بالمياه.

وفي زوايا الملجأ ايضا، أدوات طبية ومهدّئات أعصاب كان الهدف من وضعها في الملجأ تسكين روع السكان من هول ما سيجري في الخارج.

ويقول ديفيد كروغلر أستاذ التاريخ في جامعة ويسكونسن بلاتفيل إن هذه الملاجئ وما فيها توثّق أياما كانت المدينة فيها "مسكونة بخوف حقيقي".

ملاجئ لا قيمة لها

كانت كمية الغذاء الموضوعة في الملجأ محسوبة بحيث تؤمن لكل شخص 700 وحدة حرارية يوميا على مدى أسبوعين، لكن كل هذه الإجراءات "كانت ستذهب سدى" لو وقع هجوم نووي، بحسب ديفيد كروغلر.

ويقول "لو انخرطت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في حرب نووية كانت واشنطن ستُدمّر بالكامل، وكان هذا الملجأ لا قيمة له، بل كان سيُدمّر مع أول انفجار نووي".

أما السبب الحقيقي وراء إنشاء هذه الملاجئ، بحسب المؤرخ، فهو طمأنة السكان إلى أنهم سينجون في حال وقوع حرب نووية، وجعلهم يتقبّلون فكرة وجود الأسلحة النووية.

وبعد انحسار التوتّر بين واشنطن وموسكو، بدأت هذه الملاجئ تدخل حيّز النسيان، وفي السبعينيات صدرت أوامر بتفريغها مما فيها.

لكن "لسبب مجهل، ظلّ هذا الملجأ على حاله تماما"، بحسب فرانك بلازيتش. واليوم، تزداد الأهمية التاريخية لهذا الملجأ مع بلوغ التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا حدا كبيرا يذكّر بالحرب الباردة، ومع القلق من اندلاع حرب نووية أو باليستية مع كوريا الشمالية، حتى وإن كان الناس لا يشعرون بقلق وبحاجة لملاجئ كهذه، كما يقول.

التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي