We fight fanaticism, violence and hate speech, providing a credible content away from biased and misleading information.
اشترك في قناة #زمان_الوصلTV
زمان الوصل TV (متابعات)
كلما تسارعت وتيرة "المصالحات" واتفاقات التسليم والتهجير، وجد السوريون أكثر إدراكا إلى أي مدى لوث النظام ومن خلفه ثورتهم وتحكموا بمصائر مناطق كاملة، عبر عملاء أُلبسوا بزة "الجيش الحر".
وقد جاءت "التسوية" التي شهدتها مناطق القلمون الشرقي، لتعيد إلى الواجهة أحاديث "خبث الثورة" أو "ضفادعها" (نسبة إلى العميل بسام ضفدع)، ومنهم "حسين شريدة" العميل الذي ثبتت خيانته منذ سنوات، وتم التوعد حينها بملاحقته ومحاكمته، لكنه بقي يسرح ويمرح حتى أتم دوره في عملية تسليم "القلمون الشرقي"، ولاسيما مدينة الرحيبة.
*75 يوما
يعود تاريخ انكشاف عمالة "شريدة" إلى صيف 2016، وتحديدا بعيد تعيين "خالد السليم" قائدا عاما لـ"قوات الشهيد أحمد العبدو"، خلفا لأخيه "العقيد بكور السليم"، الذي قضى بعملية لعناصر من تنظيم "الدولة".
ولكن "خالد السليم" الملقب "أبو عمر" لم يبق في منصبه سوى 75 يوما تقريبا، حيث تم عزله نهاية آب/أغسطس 2016 من قيادة "قوات العبدو"، بسبب "عدم امتلاكه المؤهلات القيادية والعلمية والأخلاقية... وخيانته لمبادئ وثوابت الثورة السورية"، وقد تم تعيين "أحمد التامر" الملقب "أبو زيد الشيشاني". ولم تفصح "قوات العبدو" حينها عن معنى ولا طبيعة "الخيانة" التي ارتكبها "خالد السليم" بحق الثورة، ليتبين لاحقا أن العميل "حسين الشريدة"، هو كلمة السر في صفقة الخيانة، استنادا لمكالمة مسجلة بين الأخير وأحد ضباط النظام. ففي تلك المكالمة، يتحدث "شريدة" (العنصر في صفوف قوات العبدو) مع أحد ضباط النظام بكل أريحية عن أشخاص قياديين في بعض الفصائل، وفي مقدمتهم "خالد السليم" الذي يلقبه "أبو عمر"، ويؤكد للضابط أنه قادم للقائه من أجل أن "تشوف بعينك وتسمع بأذنك".
وتركز المكالمة على شخص يدعى "بشار باكير" حيث يبدي ضابط النظام قلقه من عدم تسلم "باكير" للرواتب منذ أشهر، فيرد عليه "شريدة" نافيا ومستغربا، ومؤكدا في نفس الوقت أنه على تواصل دائم مع "باكير" وأنه سلمه سيارتين مزودتين برشاش متوسط وآخر دوشكا.
ويشرح الضباط مبعث كلامه وقلقه، قائلا: "ما بدي ياكن تضعفوا بدي ياكن تضلوا أقوياء.. بسمع أنو أبو زيد الشيشاني بطّل (ترك).. وهاد بشار كمان معتبر حاله أنو لاذخيرة ولا.."، مظهرا تململه من عدم وجود عملاء في "الضمير": "وهي جماعة الضمير مالكم حدا هنيك كمان.. هدول الكلاب عم يقووا، عاملين هدنة مع الدواعش".
*وسيط
ويوجه الضابط سؤالا لـ"شريدة" عن قائد "جيش الإسلام" في الرحيبة، خالد بكرش، ومدى صحة قيام الأخير بتوزيع 200 دولار على عناصره، فيرد العميل "شريدة" مؤكدا أن الكلام غير صحيح وأن عناصر "بكرش" لم يقبضوا رواتبهم منذ 5 شهور.
ويشدد "شريدة" للضابط أنه "مسؤول" عن كل ما قال، معقبا: "بشار ليكو بالناصرية، بكرة بيجي ابو عمر (خالد السليم) وبتشوف بعينك وبتسمع بأذنك". وقد كانت هذه المكالمة المسجلة كافية لملاحقة "شريدة" ومحاكمته بعد أن باتت عمالته موثقة، لكن العميل المكشوف بقي حرا طليقا يعيش في مدينته "الرحيبة" دون أن يتعرض له أحد، حسب مصادر "زمان الوصل" التي ترجع الأمر إلى رغبة الفصائل في الاستفادة من "شريدة" كوسيط بينها وبين النظام حين يستجد شيء يستدعي تدخله، وهي نفس الحجة التي سمحت من قبل ببقاء "بسام دفضع" وجماعته بين ظهراني الفصائل المقاتلة سنوات طويلة، حتى أتم هؤلاء "الضفادع" مهمتهم في المساعدة على تسليم الغوطة.
ويبدو أن المساس بـ"شريدة" كان خطا أحمر لدى الفصائل المتحكمة بمدينة الرحيبة كما لدى النظام، وصولا إلى تنفيذ المهمة الأكبر عبر استخدامه مروجا وضامنا لاتفاق التسوية والتسليم، حيث أعلن "شريدة" على الملأ قبل أيام: "كل واحد بدو تسوية لح نجبلكم لجنة لعندكم، بجوز ما تنزلوش على الشام، الأمور بخير.. عفو من سيادة الرئيس، أنا حسين شريدة عم أحكي، ما حدا بيصير له شي، كل واحد بفكر بالطلعة لعندنا إله اسم شو ما كان عامل مسامح، من عند سيادة الرئيس خالصين". وهكذا أسدل الستار ولو إلى حين على فصل جديد من فصول العمالة التي نخرت جسد الثورة في أكثر من موضع، مع فارق بسيط في حالة "شريدة" وهو أنه كان يمارس دوره تحت بصر النظام الذي جنده، وبصر من يفترض أنهم يقاتلون هذا النظام.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية