أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

زمان الوصل TV (خاص)
تصوير ومتابعة: عبدالله الغضوي
سرعان ما خفتت الأصوات التي صدحت حين قتل مدير سد الفرات أحمد الحسين، وتعالت أكثر فأكثر حول مخاطر انهيار السد وتأثيره على الجزيرة السورية. في ذلك الحين خاض الجميع في حديث السد بعلم ومن دون علم، وبالطبع كل التحليلات والتأويلات انهارت ولم ينْهرْ السد المنيع.
زمان الوصل في تحقيقها هذا تكون الأولى بين وسائل الإعلام العالمية التي تكشف ما جري ويجري في سد الفرات اليوم.
تجولت زمان الوصل في جميع أركان السد حتى الطوابق السفلية التي تغمرها المياه، ووقفت على حجم الخراب والدمار الذي لحق به بعد خروج تنظيم الدولة. وكشفت آلية عمله الآن وما هي الوسيلة الوحيدة للحفاظ على هذا السد وإعادة ترميمه.

تفخيخ السد
كشف العاملون في سد الفرات خلال حكم النظام وحكم تنظيم الدولة وحتى الآن، عن محاولة التنظيم تفخيخ سد الفرات بالكامل. وقال العاملون إن التنظيم كان يريد تفخيخ السد بكل هدوء ودون الإعلان عن ذلك، لذلك أمرنا بالذهاب لاستلام رواتبنا من الطبقة، وحين ذهبنا إلى هناك تم احتجازنا يوما كاملا إلى أن أرسل التنظيم بطلب خبراء ألغام ومتفجرات من مدينة الرقة.
ويضيف العاملون؛ بالفعل جلب التنظيم هؤلاء وبدأوا يفخخون السد، بينما حاول أبو هشام أقدم عامل في سد الفرات، وهو الآن العقل العملي في السد ويدير أمور السد خطوة بخطوة بحكم غياب الخبراء. حاول أن يمنعهم واشتبك معهم وتمكنوا من تفجير بعد جوانب السد. وفي هذه الأثناء خرج العاملون من المعتقل بعد عدة أيام وتسارعت وتيرة المعارك على الطبقة ولم ينجح عمل التفجير للسد، لكنهم لجأوا إلى أعمال تخريبية أخرى.

تخريب المعدات
رصدت "زمان الوصل" في جولتها داخل الطوابق السفلية في سد الفرات آثار التدمير الذي نفذه تنظيم الدولة في هذا السد.
ويقول أبو هشام إن هدف التنظيم من عمليات التخريب هو حرمان أي قوة تسيطر على المدينة الاستفادة من السد وما يقدمه، ويؤكد أنه طالما ناقش التنظيم بأهمية السد للمدنيين إلا أنهم كانوا يقولون إذا لم نحصل نحن الجهاديين على الفائدة فحصول الآخرين على أي نوع من الاستفادة خسارة.
ومن بعض جوانب التخريب التي التقطتها كاميرا "زمان الوصل" تحطيم أكثر من 200 مما يسمى بـ"فنجان" كهربائي وهي تعمل بالغاز، وهو فنجان حديث متطور عن الآليات المولدة للكهرباء سابقا، قدمتها إيران قبل عام من سقوط الرقة بيد التنظيم وبقيت دون استعمال حتى سيطر التنظيم على المدينة وحين غادر قام بتدميرها بالكامل.
ويؤكد العاملون في سد الفرات أن قيمة هذه الفناجين الكهربائية تصل إلى ملايين الدولارات. 
وفي الطابق الأول من مبنى السد، وجدت "زمان الوصل" ساترا ترابيا ومواقع لقناصة من التنظيم، بينما عثرنا على قناعات مضادة للكيماوي، ويشير أبو هشام إلى أن التنظيم كان يحضر لكل السيناريوهات في الحرب خصوصا في سد الفرات. موضحا أنهم كانوا يحضرون لحرب كيماوية بعد فشلهم في التفخيخ، وعملوا على تسميم مياه نهر الفرات لكن شيئا ما حال دون ذلك.. يكرر أبو هشام قائلا: فعلا لا أعلم .. لقد تم إنقاذ مياه النهر بقدرة إلهية. 

الزيت الروسي .. الحل الوحيد

بحسب شهادات فنييين وخبراء في السد، أكدوا لزمان الوصل أن الحل الوحيد للسد هو حضور خبراء روس إلى موقع السد وإجراء الإصلاحات، باعتبار أن تأسيس وبناء السد تم بالاعتماد على الطريقة الروسية.
وأضاف الفنيون أن الجانب الأمريكي حاول إجراء إصلاحات لكنهم فشلوا تماما لعدم معرفتهم بتركيبة وآلية عمل السد. 
يؤكد العامل أبو هشام، أنه لا يوجد جهة في العالم قادرة على ترميم السد إلا الروس، ذلك أن الخارطة والمعدات والزيت المستخدم في السد هو صناعة روسية، ولا يمكن أن تعمل المحركات والآلات بدون إشراف الخبراء الروس، وبطبيعة الحال إن عملية الإصلاح بحسب تقدير الخبراء تحتاج من عامين إلى ثلاثة أعوام حتى يعود السد إلى سابق عهده.
وكشف أبو هشام أن الصينيين أيضا عندما بنوا سد تشرين اتبعوا ذات الأسلوب، حيث برمجوا السد على الطريقة الصينية ولا يمكن لأي فني معرفة صيانة السد إلا عبر الفريق الصيني المختص.

أين كانت مشكلة السد
ويؤكد أبو هشام العقل التاريخي للسد، إن العاملين في السد بذلوا جهود جبارة جدا من أجل إيصال منسوب المياه إلى 248 وهو الحد المقبول في السد، لافتا إلى انه تحت هذا المنسوب هناك طوابق أخرها غمرتها المياه المتسربة إلى الأسفل نتيجة خروج بعض الأجزاء عن العمل.
وعلى الرغم من أن ما يسمى بـ"طابق الكابلات الكهربائية تحت الأرض" إلا أن السد مازال يعمل دون أعطال كلية، ويعلل العاملون الامر بقوة البناء الروسي للسد وإتقانه بشكل يقاوم الكوارث الطبيعيات والصدمات.

زمان الوصل في غرفة العمليات
قادتنا الجولة في أروقة السد إلى غرفة العمليات الرئيسة لتنظيم عمل السد، وكانت المفاجأة أن وجدنا هذه الغرفة بقايا قطع حديدية جراء تعرضها للحريق الكامل وتخريب كل أدوات العمل، ومن خلال معاينة الدمار وجدنا أن عملية الحرق كانت منظمة. الضربة الكبرى كانت باستهداف غرفة التحكم الرئيسية، إذ يلفت "أبو هشام" إلى أن نظيم "الدولة" تسبب بضرر يفوق قصف التحالف الدولي. مبينا أن فرقة من الخبراء الأمريكيين أزالت ما يزيد عن 70 % من الألغام في السد، كاشفا عن وجود بقايا ألغام في بعض أركان السد.
وأكد أبو هشام أن حجم الضرر والخراب الذي تعرض له السد يكلّف مبالغ ضخمة بحسب تقييم الفنيين والخبراء، مشيرا إلى أن القدرات الفنية الآن تقتصر على إدارة خراب السد فقط، إلا أن ذلك لن يدوم أكثر من عام، إذ أن السد بات بحاجة ضرورية إلى الصيانة الكاملة.
 ومن خلال تحقيق زمان الوصل "المصور" تبين أن التنظيم كان يهدف إلى إبطال عمل السد بالكامل، من خلال إطلاق الرصاص على العنفات الثمانية في السد، وقد بدت آثار الرصاص واضحة عليها.

التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي