أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

 زمان الوصل TV  (فرانس برس – خان شيخون)

خلال دقائق، خسر محمد والده ثم والدته وابن شقيقته (أربع سنوات)، سقطوا أمام عينيه واحداً تلو الآخر من دون أن يتمكن من إنقاذهم.
في مدينة خان شيخون بريف ادلب، تخيم حالة من الحزن على السكان الذين لم يستفيقوا بعد من هول الصدمة، فيما فتحت بعض المنازل أبوابها لاستقبال المعزين او المطمئنين الى المصابين.
غداة الهجوم، بالكاد يقوى محمد، شاب في العشرينات من عمره، على فتح عينيه الزرقاوين. ويقول بصوت متقطع "امس استشهد ثلاثة من افراد عائلتي، ابي وامي وابن اختي الصغير.. ذهبوا جميعاً الى ربهم".
 يستعيد محمد بحزن اللحظات الصعبة التي عاشها وعائلته. يروي انه بعد سماع صوت "خرج ابي من المنزل بعدما رأى احدهم على الارض.. وما أن وصل اليه حتى وقع بدوره أرضاً وبدأ يرتجف".
ويتابع بصوت خافت: بعدما ذهبت امي اليه بدأت تصرخ "تعالوا لتروا والدكم" خرجت وشقيقتي وابنها الصغير، وكانت امي تصرخ وهي واقفة ثم ما لبثت أن سقطت ارضاً، تبعها الصغير ثم شقيقت.
ويوضح "كانوا جميعهم يرجفون ثم يخرج الزبد من فمهم" ولم ينج احد منهم الا شقيقته.
ورغم تفكيره للحظات بامكانية استخدام غازات سامة في القصف، لم يفكر محمد بالاحتماء او الهرب. ويقول "لا يخطر على بالك ان تهرب بل تفكر بان تسعف الناس".  
لا تقل معاناة محمد عن مأساة عبد الحميد يوسف (28 عاما) الذي خسر 19 فرداً من عائلته واقاربه، بينهم زوجته وطفلاه.
جالسا على فراش على الارض والمصل معلق في يده داخل منزل احد اقربائه، يقول عبد الحميد وعيناه مغرورقتان بالدموع "استشهد ولداي أحمد وآية وزوجتي دلال" مضيفا بحسرة "الشكوى لله فقط".
ويروي كيف سارع الى منزله ثم منزل شقيقه القريب منه بعد القصف لإسعاف افراد العائلة قائلاً "اعتقدنا في البدء انها كجميع الضربات او غارة عادية، اسعفت عائلتي وعائلة الجيران الى الخارج".
ويتابع "ذهبت بعدها الى بيت شقيقي، اسعفت اول مجموعة واردت اسعاف الثانية، لكنني لم اعد اقوى على ذلك وانهرت هنا".
يستعيد عبد الحميد محاطا باقربائه الذين يلتزمون صمتا مطبقا، كيف كان جيرانه يفقدون الوعي. ويقول "بدأ يغمى على الناس الواحد تلو الاخر، لم يعد احد يقوى على اسعاف الاخر" مضيفا "الشخص الذي يحمل معنا ينهار ثم الثاني وهكذا.. حتى سيطر الغاز على الجميع".
وعلى غرار عبد الحميد، انهار قريبه عبد القادر (28 عاماً) خلال اسعافه الضحايا لكنه سرعان ما تعافى.
ويوضح اثناء وقوفه امام مبنى استهدفه القصف انه خلال مساهمته في نقل الضحايا "لم تكن هناك اي اصابات او شظايا" على اجسامهم مضيفاً "رأيت اعراض انهيار عصبي وارتجاف وسقوط على الارض ثم يخرج زبد من الفم".

وتحدثت منظمة الصحة العالمية الاربعاء في جنيف عن "مؤشرات تتناسب مع التعرض لمواد عضوية فوسفورية، وهي فئة من المواد الكيميائية تشمل غازات أعصاب سامة".
واكدت منظمة اطباء بلا حدود بدورها ان اعراض بعض الضحايا في خان شيخون "تظهر التعرض لعنصر سام من نوع غاز السارين" على غرار "حريق في العيون وتشنج في العضلات وتقيؤ".

 
جمع عينات


أثار الهجوم على مدينة خان شيخون تنديداً دولياً واسع النطاق واستدعى عقد مجلس الامن اجتماعاً طارئاً في وقت أعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول حقوق الانسان في سوريا الثلاثاء انها "تحقق" في الهجوم.
وفي موقع احدى الغارات في شارع رئيسي في المدينة، عمل طبيب الاربعاء بوسائل بدائية مع احد مساعديه على رفع عينات من حفرة احدثها القصف ووضعها داخل اكياس بلاستيكية.
ويقول الطبيب حازم، مدير المكتب الطبي في المجلس المحلي في المدينة "اخذنا من موقع الضربة إسفلتا وعينة من الصاروخ المنفجر وعينات حيوانية ونباتية".

ونقل عن سكان في المدينة عثورهم الاربعاء على عائلة بأكملها متوفاة داخل مغارة كانت قد لجأت اليها خشية من القصف.
وأدى الهجوم الذي شنته طائرات النظام بصواريخ تحمل غازات سامة إلى مقتل نحو 100 مدني بينهم عدد كبير من ألأطفال، وإصابة أكثر من 400 لازال كثير منهم يتلقى العلاج في مشاف داخل وخارج سوريا.

التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي