زمان الوصل TV (فرانس برس – دونيتسك)
يبدو أن الروس فعلو في شرق أوكرانيا تماماً كما فعلوا في حلب، ففي الأحياء الواقعة في وسط دونيتسك معقل الانفصاليين المؤيدين لموسكو في الشرق الاوكراني، قد ينسى الزوار لوهلة لدى رؤيتهم المطاعم والحانات الحديثة ان المنطقة تشهد منذ اكثر من سنتين نزاعا مسلحا داميا. فعلى ضفاف النهر في وسط المدينة، فتح يفغيني البالغ 36 سنة صالون تزيين وتصفيف شعر يقدم لزبائنه مروحة كبيرة من خدمات التجميل بالاضافة الى مجموعة مشروبات مختارة بعناية لمرافقتهم خلال العناية بهم. غير أن المشكلة الرئيسة التي يواجهها هذا الشاب تكمن في توصيل البضائع التي يحتاجها في محله الواقع في المنطقة الغارقة في الحرب. ويقول يفغيني الذي افتتح صالونه العام الماضي "على رغم الأعمال العسكرية في دونيتسك، تلجأ النساء الى خدمات التجميل بينها عمليات تعديل الشفتين التي تراوح تكلفتها بين 250 و300 دولار". ويشير الى ان "الطلب على المنتجات الفاخرة مستقر. النساء يلجأن الى التوفير في امور اخرى لكن ليس في المظهر. قبل الحرب، كان يفغيني يملك متاجر واقعة في الاراضي الخاضعة حاليا للسيادة الاوكرانية غير أنه اقفلها لفتح صالونه. واختار اخرون مواصلة انشطتهم في الاراضي الاوكرانية مع الابقاء على اقامتهم في دونيتسك ما يسمح لهم بالتمتع بمستوى حياة معين في معقل المتمردين. وتبدي زميلته يفغينيا لازوتكينا سعادتها لكون الصالون يجذب ايضا مقاتلين من جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من طرف واحد. وتقول "فتح صالوننا ابوابه وتطور خلال المعارك. زبائننا يتألفون بشكل رئيس من عسكريين وايضا من اناس يديرون جمهوريتنا". ويتقاضى المسؤولون في "جمهورية دونيتسك الشعبية" رواتب مرتفعة نسبيا ما يسمح لهم بالتمتع بمثل هذه الخدمات. وتشير هذه الشابة البالغة 27 عاما الى ان الخدمات "الاكثر رواجا هي حلق اللحى وتبييض الاسنان". مدينة مقسمة قسمين وتشهد المنطقة منذ نيسان/ابريل 2014 نزاعا يشارك فيه انفصاليون مؤيدون لموسكو يتلقون بحسب كييف والغربيين دعما عسكريا من روسيا، وهو ما تنفيه موسكو. وقد اسفرت اعمال العنف هذه عن اكثر من 9600 قتيل. وفي اوج الحرب، اصابت الغارات دونيتسك في قلبها. لكن منذ التوقيع على اتفاق السلام في مؤتمر مينسك الثاني في شباط/فبراير 2015، تراجعت حدة الغارات لكن المعارك تتواصل خصوصا في الاحياء الواقعة في ضواحي المدينة. وفي الأحياء الرئيسية في معقل المتمردين، لا تزال المنطقة تعج بالرواد حتى أن السكان المحليين يشتكون حتى من رتابة الحياة الليلية. وتقول يوليا البالغة 28 عاما بعد طلبها مشروبات واطباق يابانية في احد المطاعم "بسبب حظر التجول، اغلقت الملاهي الليلية ابوابها وعلي العودة الى المنزل قبل العاشرة مساء". وتضيف "ثمة القليل من الاماكن التي يجتمع فيها زبائن من مستوى راق وحيث بالامكان ارتداء ملابس انيقة وتناسي الحرب". وفي حين يمكن البعض التنعم بترف احتساء مشروباتهم المفضلة في حانات دونيتسك الفخمة، يقاسي سكان من هذه المدينة على بعد بضعة كيلومترات مصاعب شاقة للصمود.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية