زمان الوصل TV – حمص تصوير : حاتم الحمصي
حاصر حصارك لا مفر، هذه الكلمات التي خطها محمود درويش، لم يخطر ببالنا يوما أنها ستعبر عن حالة بشر سوريين يحاصرهم أبناء جلدتهم بعدما قرروا الاصطفاف بجانب المجرم في قتل وتهجير شعب حكمه هو وأبوه نصف قرن من الزمن، حتى بات التأقلم مع الجوع وضنك العيش حالة عامّة، واقعاً لا بد من التعايش معه، وهذا ما فعله أبو أحمد عندما تجاوز إعاقته محولا فِناء بيته إلى مزرعة صغيرة. أضطر هذا الرجل الخمسيني لتحمل آلامه اليومية، جسدية كانت أم نفسية، والاستمرار في عمله داخل مزرعته الصغيرة ليسد رمق أطفاله السبعة، نتيجة استمرار الحصار على حي الوعر الحمصي للعام الثالث على التوالي، وعدم تجاوب المجتمع الدولي مع النداءات المستمرة لإنهائه. إذا إرادة البقاء هي ما تدفع أبو أحمد ومن بقي من سكان الوعر لإبعاد شبح الموت جوعاً، مع مخاطر أخرى تحيط بهم من كل حدب وصوب. أبو أحمد واحد من ذوي الإرادة القوية، هؤلاء الذين تحايلوا على ضيق المساحة، وتشبثوا ببيوتهم، فزرعوها لتأمين قوت يومهم أو جزء منه بدل انتظار المساعدات منتهية الصلاحية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية