زمان الوصل TV ـ فرانس برس
يسعى الطفلان ناصر ومحمد درويش علي لكسب رزقهما بالفن، خلافاً لكثير من الأطفال السوريين اللاجئين في لبنان نتيجة ظروف الحرب في سوريا، حيث لا يستجديان المارة بل يجذبانهم برسوماتهما التي يبيعانها على شكل بطاقات بريدية. وتثير هذه البطاقات اهتمام رواد شارع مار مخايل في بيروت، وهو شارع تنتشر على جانبيه المطاعم والحانات، وفيه يعرض ناصر درويش البالغ من العمر 11 عاما وشقيقه محمد علي ذو التسع سنوات، فنهما الطفولي البسيط الذي فضلاه على التسول او بيع الورد. يقول ناصر: مضى عامان على ممارسة هواية الرسم ولكن منذ أربعة أشهر فقط ونحن نرسم في هذا المكان. مضى على وجودنا في لبنان أربع سنوات. بعد ظهر كل يوم سبت، قبيل ساعات الذروة في هذا الشارع الواقع شرق العاصمة، يضع الشقيقان طاولة صغيرة عليها اقلام ودفاتر رسم، ويمدان خلف الطاولة حبلا بين شجرة وعمود كهرباء، يعلقان عليه بطاقاتهما المرسومة، مثبتة بملاقط غسيل. ويعكف ناصر على الرسم والتلوين فيما يجول محمد علي بدراجته الهوائية على المطاعم والمارة في منطقة الجميزة المحاذية. محمد ابن التسع سنوات قال: أريد أن نواصل الرسم أنا وأخي وأن نساعد بعضنا البعض لكي نفتتح محلا خاصا بنا وأن نصبح فنانين" لا يذكر الرسامان الصغيران من سوريا الا اسم حي صلاح الدين في مدينة حلب حيث ولدا فيها. فبعد مقتل والدتهما عند بدء الاحداث قبل خمسة أعوام، حزم الوالد عبد الرحمن درويش حقائبه ولجأ الى لبنان عام 2012 هربا من جحيم الحرب، لكنه عاش في بيروت جحيم الفقر. الوالد ناصر درويش قال بدوره: الحياة صعبة. ماذا عسانا أن نفعل؟! نعم انها صعبة. من لا يعمل ليس باستطاعته أن يعيش. في البداية، بادر صاحب مكتبة في الشارع إلى مساعدة الطفلين بطبع رسومهما بحجم بطاقات معايدة. اما الان فيتولى الوالد دفع نفقة الطباعة. وكلفة كل بطاقة ما يعادل دولارا اميركيا واحدا، ويبيعها الطفلان بأكثر من ستة دولارات.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية