زمان الوصل: "عرس سوري" فيلم قصير صامت للمخرج الشاب "عبد الرحمن الدندشي" يحكي قصة كل زوجين سوريين تحابا وفرقتهما آلة القتل والموت.
ويبدأ الفيلم بلقطة لقفل باب يُفتح رويداً رويداً، ثم تبدو عروس بطرحتها البيضاء وهي تدير وجهها عن الكاميرا ثم تلتفت باتجاهها وتدخل إلى الغرفة لتجلس على السرير، وهي تخفض رأسها إلى الأسفل، وتقوم برفع غطاء رأسها وتنظر إلى الكاميرا وعلامات الحزن بادية على وجهها وفي عينها.
ثم تنتقل الكاميرا إلى السرير المطرز والفارغ إلا منها، ليفهم المتلقي أن العروس فقدت شريكها في الحرب، ويظهر ذلك من خلال بدلته المعلقة على الجدار أمام العروس التي تبدو في اللقطة الأخيرة وهي مطرقة وساهمة، دون أن تتفوه بكلمة.
مخرج الفيلم الفنان "عبد الرحمن الدندشي" الذي يعيش في أوكرانيا أشار في حديث لـ "زمان الوصل" إلى أنه أختار أن تكون أفلامه صامتة بشكل عام كي تُفهم من قبل كل الناس".
وأضاف أن "فيلمه "عرس سوري" يعبر عن حوادث عديدة مات فيها أحد الزوجين ليلة عرسه أو قبلها بيوم، وهي حوادث تكررت مئات المرات في سوريا.
وألمح مخرج"عرس سوري" إلى أنه جعل العروس هي التي تبقى في فيلمه لهدف مقصود يوضحه قائلاً :"في مجتمعنا للأسف مشكلة خطيرة وهي عدم تقبل المرأة المطلقة أوالأرملة".
ويستطرد: "إذا كنا الآن ننظر إلى المرأة التي استشهد زوجها نظرة ايجابية وكرمز من رموز البطولة لأن لديها زوجا استشهد في الحرب، فإن ما يُخشى منه بعد الثورة السورية –كما يرى الدندشي- أن يعود العقل الشرقي إلى ما كان عليه ونعود إلى نظرتنا القاصرة إلى المرأة التي استشهد زوجها على أنها أرملة ويتم نسيان أن زوجها ضحى بنفسه وأنها فقدته من أجل الثورة".
ويتابع الدندشي:"اخترت أن تكون المرأة حية في الفيلم وزوجها هو الشهيد للفت النظر إلى مشكلة ستعود إلى المجتمع بعد انتصار الثورة السورية، وأتمنى أن يتم تداركها أو معالجتها، وخصوصاً أن لدينا مالا يقل عن 200 ألف عريس –قضوا في الحرب وهذا برأيي كارثة حقيقية".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية