أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وفد «فتح» إلى غزة يتفق مع قيادة «حماس» على البحث في صيغة لتجاوز أزمة الحكومة

اتفق وفد حركة «فتح» إلى قطاع غزة مع عدد من قادة حركة «حماس» خلال اجتماع، على «البحث عن صيغ سياسية للخروج من أزمة برنامج الحكومة» الذي يعرقل عدم التوافق عليه إنجاز اتفاق للمصالحة بين الطرفين في الحوار الذي ترعاه القاهرة.

وقال عضو المجلس الثوري لـ «فتح» إبراهيم أبو النجا لـ «الحياة» إن الاجتماع تناول مختلف القضايا العالقة بين الطرفين اللذين اتفقا على البحث عن مخرج لأزمة برنامج الحكومة، «خصوصاً أن وفد حماس قال إن التزام الحكومة بالاتفاقات مع إسرائيل يعني تراجعاً عن برنامج الحركة، وهم لا يستطيعون التراجع عن هذا البرنامج، لأن ذلك سيحرجهم». وأضاف أن الاجتماع، وهو الأول من نوعه في غزة منذ عامين، ناقش «عدداً من القضايا الخلافية»، أهمها الحوار الوطني الشامل، وإعادة إعمار غزة، وممارسات الطرفين في الضفة الغربية وقطاع غزة، والحملات الإعلامية المتبادلة بينهما. وأشار إلى أن الطرفين اتفقا على عقد لقاء آخر قبل مغادرة القياديين الفتحاويين عبدالله الافرنجي ومروان عبدالحميد إلى مدينة رام الله، كما اتفقا «على ضرورة وقف الحملات الإعلامية التي من شأنها أن تعكر الأجواء الايجابية بين جميع الأطراف».

وعُقد الاجتماع الذي دام نحو ثلاث ساعات في مكتب القيادي في «حماس» أيمن طه في مدينة غزة. ووصف الافرنجي الاجتماع بأنه «كان إيجابياً وصريحاً وتطرق إلى جميع القضايا الخلافية وضرورة وضع آليات لإنهائها، إضافة إلى القضايا التي تم التوافق عليها في حوارات القاهرة وضرورة تعميمها على القاعدة لتجسيد الوحدة».

وأشار إلى أن وفد حركته «خلق جواً ساهم في تنفيس الاحتقان السائد في غزة بين الحركتين». وقال: «جئنا بقلوب مفتوحة وعقل مفتوح لنتحاور مع حماس ومع جميع فصائل المقاومة الفلسطينية، تطرقنا إلى جميع القضايا العالقة واتفقنا على الاستمرار في هذه اللقاءات والحوارات، وهناك نقاط عدة ثبتناها، وهي دعم حوار القاهرة وتثمين الدور المصري والمناخ الذي خلقه ليصل الحوار إلى ما وصل إليه». وتابع: «نستطيع أن نقول أننا تحدثنا مع بعضنا بعضاً بصراحة مطلقة وانفتاح مطلق في اتجاه تعميق الوحدة الوطنية والوصول إليها، ووجدنا أنه لا يوجد خيار إلا أن نثبت الوحدة، كي نستطيع مواجهة الهجمة الكبيرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة من قبل الاحتلال».

من جهته، قال القيادي في «حماس» الدكتور صلاح البردويل إن «استمرار عقد اللقاءات مع حركة فتح وتطورها يهدف إلى التوصل إلى حال من الوئام الاجتماعي، تمهيداً لحال من الوئام الوطني والوصول إلى البرنامج السياسي الذي نستطيع من خلاله الوصول إلى ذهنية العالم ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني». وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الإفرنجي عقب الاجتماع في وقت متقدم من مساء أول من أمس: «أكدنا ضرورة التواصل واللقاءات، ففي مثل هذه الجلسات لابد من أن نعمل باستمرار على طرح كل الملفات العالقة الموجودة سواء في الضفة أو غزة لتفكيكها والوصول من خلالها إلى صيغة للتعامل على الأرض. مطلوب مواجهتها ملفاً ملفاً والمساعدة على حلها ثم التفكير بصوت عال في ما يتعلق بمستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته في ظل الهجمة التي يشنها العدو الصهيوني».

ووصف اللقاء بأنه «جيد ومثمر»، لكنه شدد على أنه «ليس بديلاً من حوار القاهرة، ومن المفاوضين في حوار القاهرة، لكنه عامل مساعد على إنجاحه... أعتقد أن هذه الصيغة ستساهم في شكل كبير جداً في بناء الثقة، ونحن نحتاج إلى بناء الثقة بين أبناء الشعب الفلسطيني وترميم ما علق وما لحق من خراب في النسيج الاجتماعي الفلسطيني والعلاقات الوطنية». وشدد على أن «المسألة ليست مشكلة جملة سياسية ولا خلاف فقط في الجملة السياسية، إنما هناك على أرض الواقع جراحات وإشكالات حدثت وتراكمت من خلال الصدامات التي حصلت بين الحركتين. لابد من أن نواجه الأمر الواقع وأن تكون الصراحة بيننا دائماً». ورفض الحديث عن فشل الحوار، معتبراً أنه «نجح بنسبة معينة وبقيت هناك قضايا عالقة لا ينبغي أن نبقى واقفين عندها».

وعقد وفد «فتح» لقاءً مع وفد من «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» التي طرحت مجدداً «رؤيتها لفض الإشكال الخاص ببرنامج الحكومة» على الوفد. وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة كايد الغول لـ «الحياة» إن هذه الرؤية تمثلت في «تشكيل حكومة من دون برنامج سياسي، نظراً إلى كونها حكومة انتقالية وذات مهمات محددة، أهمها توحيد المؤسسة الرسمية والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية وإعادة الإعمار».

وأضاف الغول أن الجبهة طالبت وفد «فتح» بالعمل على «تخفيف الضغوط عن الفلسطينيين وتسهيل وصولهم إلى الحاجات المعيشية لتعزيز صموده، ووقف كل أشكال الانتهاكات للحريات الديموقراطية والاعتقالات السياسية في الضفة والقطاع بغض النظر عن نتائج الحوار»، كما طرحت «تسهيل إعادة إعمار غزة عبر تشكيل لجنة وطنية من القوى السياسية والمجتمع المدني والقطاع الخاص».

الحياة
(95)    هل أعجبتك المقالة (94)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي