أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دعوة للقراءة .... محمد عبده العباسي

ماذا ستفعل وأنت جالس علي مقعدك الوثير أو مسترخ تماماً علي كرسي " شيزولونج "علي الشاطئ الذي اخترته وفقاً لوضعك وأنفقت مالاً ً ظللت تدخره لتقضي أياماً معدودوة لتسترخ تماماً وتسترح من العمل الشاق الذي سلبك الراحة علي مدار عام بأسره ، ماذا ستفعل وأنت تري من حولك زحفاً يقوده رجل ظهر لك فجأة ودون مقدمات يرتدي حلة الفارس " دون كيشوت " بكامل عدته وعتاده ، بطل الرواية الشهيرة التي كتبها الأسباني سرفانتس قبل أربعمائة عام أو وأنت تري المربية الشهيرة "ماري بوبنتنز" من رواية كتبت للأطفال بعنوان "بي . إل . ترافيرز" كما وأن العديد من أبطال الروايات الأسبانية سوف يأتون إلي منتجعك الذي اخترت جهاراً نهارا ودون استئذان ليعلنوا عليك الحملة " حملة القراءة علي الشاطئ " التي يسعي فيها الإتحاد الوطني للناشرين الأسبان بدعم من وزارة الثقافة الأسبانية تدعو الناس للقراءة ، حدث هذا وسبب وقع المفاجأة في نفوس المصطافين علي شاطئ " زاروتيز " الواقع في الشمال من أسبانيا ..
فبعد الإحصائيات التي قام بها إتحاد الناشرين هناك أكدت النتائج علي تدني معدلات القراءة لدي المواطن الأسباني مقارنة بنظرائه في البلدان الأوربية الأخري ، كما أكدت دراسة قدمها الإتحاد نفسه بأن 40 بالمئة من الأسبان يمكن أن يطلق عليهم صفة بأنهم لا يقرأون أبداً ..
هذه المقالة أقصد بها إرسال رسالة إلي الأجهزة المعنية سواء علي مستوي المسئولين أوالمواطنين الذين لا يقرأون ولا يفكرون بالمرة في مسألة القراءة رغم أنهم يحملون شهادات تؤكد أنهم تلقوا أعلي درجات العلم في أعتي وأكبر الجامعات ..
تري ماذا تفعل عندما تجد رجلاً مثل السيد أحمد عبد الجواد يقتحم عليك جلستك وهو يرتدي جلبابه الشهير أو عمدة بحجم صلاح منصور بطل فيلم الزوجة الثانية يتفحك ملياً أو سيدة مثل شفعات في فيلم شباب امرأة وهو تلتف بملاءتها الشعبية السوداء أو مصطفي سعيد بطل رواية موسم الجرة إلي الشمال للطيب صالح أو تجد أي بطل من أبطال الروايات العربية يحيطون بك ..
ستسخر حتماً من جراء الإعتداء علي حريتك الشخصية ، والتعدي علي خصوصياتك ..
ولكن السخرية الأشد هي ، ماذا الحال عندنا بالنسبة للقراءة التي تلقي إهمالاً شديداً وكبيراً بحجج واهية رغم قيام مهرجانات عدة ومؤتمرات ودعوات من أجل تنشيط عادة القراءة عند المواطنين .
إن القراءة فعل له عامل السحر بالنسبة للإنسان في هذا العصر خاصة وأننا في وطننا العربي نعاني من أمية خارقة للعادة بالنسبة للمتعلمين ، فما بالك بمن لم ينالوا أي قسط من التعليم ؟؟

(142)    هل أعجبتك المقالة (138)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي