أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سر الحملة على سوريا والسيد فاروق الشرع ... العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

الحملة الظالمة على سوريا, بشعبها ورئيسها وقيادتها. باتت تثير الشكوك حول أسبابها ودوافعها ومآربها وحتى توقيتها.
مع أمل كل حر ووطني وشريف ومخلص لوطنه ومعتقده أن تكون رمانة, وليست قلوب مليانة تنضح بالحقد والضغينة. وإن كان العكس هو الأصح, والاحتمال الأكثر واقعية,والذي بات مستهجن ومستغرب لدى كل إنسان في أصقاع الأرض.
فالهجوم على نائب الرئيس فاروق الشرع,جاء مترافق مع الحملات المسعورة ضد سوريا ورئيسها وقيادتها حفظهم الله ورعاهم, التي يشنها بعض زعماء تيار المستقبل وما يسمى بتيار الأكثرية في لبنان. ومضامينها الأكاذيب والترهات.
فاللباقة والكياسة والأدب, وتقدير واحترام الغير,والابتعاد عن النيل والتجريح ,هي ما يشتهر فيها السيد فاروق الشرع.
وهذه بعض من صفاته, منذ أن كان طالب , وإلى أن أصبح نائب للرئيس, وحتى عندما كان موظفا, ووزيرا للخارجية.
فلم يأخذ عليه مأخذ , بل كان تعاطيه بالسياسة مدرسة بطريقتها المثلى التي مازالت تعطي مهنة الدبلوماسية كامل أبعادها.
فلم يخدش أو يجرح أحدا ممن التقاهم ويلتقيهم في أي مستوى من اللقاءات,حتى ولو كانوا مرؤوسيه وضيوفه ومضيفه. وأننا لا نعطيه حتى القليل مما يستحقه. إن قلنا انه كان أفضل وانجح وزير للخارجية السورية منذ فجر الاستقلال وحتى تعينه في منصب نائب للسيد الرئيس. وانه كان في مواقفه وتصريحاته ولقاءاته واجتماعاته واضح وصريح لأبعد الحدود.
أما سر الهجوم عليه, ومن قبله على السيد الوزير وليد المعلم,فسببه على ما يبدوا أن قلوب البعض مليانة ومتوترة ومنزعجة من موقف سوريا بشعبها ورئيسها وقيادتها. وخاصة بعد أن فشلوا في حلبها وجلبها لتكون مصطفة في رتل المصالح الاستعمارية , وخادمة مطواعة لكل ما تطلبه الإدارة الأمريكية والامبريالية وإسرائيل والصهيونية.وأنها أهملت كل وكلائهم وأجرائهم المعتمدين في بعض العواصم العربية والإسلامية, وحتى حلفائهم في الشمال والجنوب إلى الشرق والغرب.فاندفع البعض عن حسن نية, والبعض الآخر عن سؤ نية ليدلي بتصريحات بعيدة كل البعد عن قواعد التخاطب واللباقة والعرف. وليس لها من مبرر, وإنما كان أشبه بردات فعل غير متزنة, لما فيها من تحامل وتجني وتحريف لما قاله ويقوله السيد نائب الرئيس فاروق الشرع. فجاءت أشبه بفشات خلق في غير محلها.
فالسيد نائب الرئيس السيد فاروق الشرع الذي نحبه ونعتز فيه, ونقدر جميع جهوده لم يجلس جلسة شاذة وغير طبيعية بحضور مضيفيه أو مستضيفيه. أو حتى في أي زيارة من زياراته الخاصة والرسمية لرئيس كما فعلها البعض. والسيد الشرع كباقي السوريين والمسلمين والعرب كذب نبوة الرئيس الأميركي الذي يعتبر نفسه نبي مرسل من الله. ليعلم المسلمين الإسلام الصحيح ويحل بعضا مما حرمه الله. ويحرم على المسلمين بعضا مما أحله الله. وينسخ بعض آيات القرآن ويعيد لنا طبعه من جديد, وبنسخة ترضي الصهيونية وقوى الامبريالية والاستعمار. في حين صدقه البعض وبقي يلازمه كأحد حواريه, ويعتز بصداقته, وكأنهم بذلك يصدقون نبوته, ليدحضوا ويكذبوا كل ما قاله النبي العربي محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه. ولم يسبق للسيد فاروق الشرع, أو للسيد خالد المعلم أن تبجحوا بقول أو عمل, أو أنذروا وهددوا وتوعدوا من أحد, أو غالطوا أنفسهم وغشوا ضميرهم, أو خدعوا الشعب السوري وأي شعب, ولم يسبق لهم أن غرروا بأحد. ولم يحملوا لأحد في قلوبهم من حقد أو ضغينة. وما اصطادوا يوما ما في ماء عكر. وهي الأفعال القبيحة التي ينتهجها المسبوكين من قبل الموساد أو وكالة المخابرات الأمريكية والبريطانية وأجهزة مخابرات بعض الدول. والذين بات كل همهم محصور في إرضاء الإدارة الأمريكية ومسئولي الكيان الصهيوني بذل ما بعده من ذل.
وكان السيد الشرع والوزير المعلم على الدوام كالسيد الرئيس وباقي رموز القيادة السورية يتجنبون كل ما يعكر صفو الأجواء, أو يوتر العلاقات بين الأشقاء والأصدقاء,ويعتبروهم من المحرمات.فكل هم القيادة السورية كان منذ قيام الحركة التصحيحية ومازال, وصل ما انقطع, وتمتين أواصر الموصول بكافة الصلات. وردم الخنادق والحفر. وتعبيد كل الطرق لتكون سالكة. والقضاء على بذور الخلاف والشك أينما زرعت , أو نمت أو أينعت أو أزهرت, وتبني الدفاع عن أي قطر عربي وبلد من بلدان العالم يتعرض لتهديد أو اعتداء آثم. فأبواب سوريا مشرعة لكل من يعمل ليحقق العزة للعرب, ويحقق وحدة العرب, ويعزز التضامن العربي, ويعيد الحقوق العربية المغتصبة لأصحابها. وفي نفس الوقت أبوابها موصدة في وجه كل كذاب ونمام ومثير للشغب والخلاف, ويهوى إثارة الفتن والنعرات الطائفية والمذهبية والعشائرية.أو من عشاق عصور الجاهلية, وحروب داحس والغبراء, وأنصار الزير سالم والمهلل.
وهذا الكلام هو خلاصة موجزة لما صرح به بعض من يشنون حملاتهم المغرضة على سوريا الآن. والمضحك أن بعض العملاء راحوا يلبسون جلد النمور والفهود والضباع والذئاب ليخيفوا سوريا وفصائل المقاومة,وباعتقادهم أنهم بهذه الجلود يرهبون الأحرار والوطنيين وسوريا وشعبها ورئيسها وقيادتها. ويتناسون أن سوريا لم ترهبها الأساطيل والجيوش, لتحسب حسابا لمثل هؤلاء الذين قرر الواحد منهم أن يتنازل عن رجولته ليتلطى ويختبئ في فروة وحش. وبات كل حر ووطني وشريف حائرا حتى عن تفسير سر هذا الغضب والنقمة والتحامل على سوريا وشعبها ورئيسها وقيادتها أولا (وما افلح يوما من كان طبعه الغضب). ويتساءل عن سر وسبب هذا الحقد والغضب ثانيا. ومن بعض التساؤلات التي تؤرقه:
1. هل البعض حزانى وثكالى على كل من هزيمة الرئيس جورج بوش في العراق,ويهود أولمرت في لبنان. وأنهم يحملون الموقف السوري الرافض للعدوان والاحتلال مسئولية الهزيمة؟
2. وهل البعض منزعج أن يجد نفسه مع المهزومين والعملاء, بينما يجد سوريا في مركز ساحة المنتصرين؟
3. وهل البعض بنا مجده معتمدا على آل بوش والقوة الأمريكية, وصداقته للخونة والعملاء,وزعماء المافيا والفساد . فصعق وفغر فاه كمن أخذته الصاعقة حين يرى ما بناه طيلة حياته إنما هو قش تذروه الرياح؟
4. وهل أن البعض متحامل على سوريا بشعبها وقياداتها ورئيسها.لأنها وقفت ضد الاحتلال الأمريكي للعراق, ووقفت ضد العدوان الاسرائيلي على لبنان, وتساند فصائل المقاومة,وتقف حجر عثرة في طريق دعاة الاستسلام, والمتلهفين للاستسلام, وتجهض معظم محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني؟
5. وهل أن البعض لم يستوعب بعد كيف حولت فصائل المقاومة العراقية واللبنانية والفلسطينية بفضل من الله جيوش المعتدين والغزاة إلى يباب, وحتى انهم فجروا مشروع الشرق الوسط فتناثر شظايا وأشلاء؟
6. وهل البعض صدم حين نجح الشعب السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد, في إجهاض محاولة من أراد أن يكون سادات آخر جديد في سوريا. ينهي تجربة الرئيس حافظ الأسد, وينقلب على نهجه, ويصفي حزب البعث العربي الاشتراكي, ويعيد سوريا إلى حضن قوى الاستعمار مكررا تجربة أنور السادات؟
7. وهل أن البعض يكاد يتفجر من الغيظ حين لم تفلح جهود الإدارة الأمريكية, في عزل وحصار سوريا, وحتى تجويعها ووضعها على لائحة محور الشر والإرهاب, في محاولة يائسة لثني عزيمة الشعب السوري عن طبعه التي فطره الله عليها.وهي النضال لتكون كلمة الله هي العليا,و تحقيق عزة الأمتين العربية والإسلامية؟
8. وهل أن البعض متضايق من الموقف السوري الذي بات محترما من الشعب الأمريكي, وباقي الشعوب ؟
9. وهل يعتبر البعض أن وجود سوريا قوية منيعة سيحطم ويحبط مساعيه في فرض نظم الوصاية والتبعية؟
10. وهل بات البعض يعتبر شفافية الرئيس بشار الأسد وموضوعيته وحكمته إنما باتت تشكل خطرا كبيرا عليه؟
ولكن ما يؤرق الوطنيين والأحرار والشرفاء, أمام هذا السيل الإعلامي الجارف. ويجعلهم حيارى في فهم كنه المواقف والتصريحات الغريبة والمستغربة والمستهجنة, والتي باتت تثير الشكوك, جملة أمور أهمها:
• أن كل من يربط دفاعه عن سوريا بدفاعه عن قطر عربي فهو وطني وحر وشريف. أما من يدافع عن قطر أو نظام وهو ينتهج سياسة العداء لسوريا أو قيادتها ورئيسها فهو عميل. لا يحب ولا يحترم من يدافع عنهم .وإنما يتلطى بدفاعه ليستر عمالته. فسوريا لم تك في يوم من الأيام خصما لقطر عربي أو أي دولة سوى إسرائيل. وسوريا هي من كانت ومازالت تعتز بعلاقتها المميزة مع باقي الدول العربية والإسلامية وباقي دول العالم.
• أن لجوء بعض القتلة والمجرمين ذوي التاريخ الأسود الملطخ بدماء اللبنانيين في الحرب الأهلية اللبنانية, والذين صداقتهم وطيدة مع حكام إسرائيل المجرمين, وصقور الإدارة الأمريكية المعادين للعروبة والإسلام بالدفاع عن قطر عربي أو دولة أو نظام ما كما يفعل سمير جعجع ووليد وجنبلاط وأمين الجميل إنما هو انتقاص من سمعة وهيبة هذا القطر أو الدولة والنظام. فالمدح أو الذم من ناقص ومجرم وعميل وخائن وفاسد يعطي معنى العكس في كل الأحوال. وهذا معروف في الأدب العربي والشعر والحكم والأمثال.
• أن الصمت العربي على تهجم العملاء والخونة على سوريا ورئيسها, وتقديمهم الدعم لهؤلاء العملاء بات يثير الشكوك و الاستغراب. وخاصة أن الخونة والعملاء والصهيونية وإسرائيل والإدارة الأمريكية مشاركون في مؤامرة تستهدف الإسلام أولا ,والعروبة ثانيا , وقوى التحرر وفصائل المقاومة ثالثا, وسوريا رابعا.
• أن سوريا بشعبها وقيادتها ورئيسها كانوا ومازالوا يكنون أواصر المحبة والاحترام لكافة الأقطار العربية وللشعب العربي وخاصة المملكة العربية السعودية بشعبها ونظامها ومليكها وأمرائها والأسرة السعودية. وأن التصريحات الأخيرة لبعض المسئولين السعوديين تتناقض والواقع,وتكتنفها الكثير من المغالطات.
• إن لجوء البعض بين فترة وأخرى وخاصة من بعض الفنانين في التهجم على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر , دليل على أن هذا البعض متفق مع السادات في أطروحاته الاستسلامية, و متواطئ مع الخونة والعملاء وتيار سعد الحريري في التآمر على سوريا والمقاومة, وأنه يغب من أموالهم بدون رقيب أو حسيب.
هذا باختصار ما يتداول في الشارع عالمي كان أم عربي أو ودولي وإسلامي. فالأحرار والوطنيين والشرفاء يعتبرون أن الحملة على سوريا لا داعي ولا مبرر لها, وفبركة الأكاذيب ضد قيادتها إنما هو تنفيذ لإرادة صهيونية وإسرائيلية وإدارة جورج بوش. فسوريا لم تخطأ في موقف , ولم تقصر في واجب,ولم تتآمر على صديق أو أخ وجار وحليف. وكانت ومازالت قبلة المظلوم والمعتدى عليه. وهي من تنصر وتنتصر لإخوتها وأصدقائها وحلفائها, وحتى أنها تعتبر أن ردعهم عن ظلمهم إنما هو انتصار لهم. ولذلك فمن يناصب سوريا العداء, إنما هو واحد من أربعة:
ـــ واحد تلبدت أجواء الغيوم السوداء في عقله وقلبه بعدما أحس بغدر الإدارة الأمريكية له. فبات لا يميز بين لون ولون
بحيث صارت كل الألوان لديه سواء ولونها حالك السواد. بحيث بات حاله حال من هو أعمى البصر والبصيرة.
ـــ وآخر خانته الذاكرة حين لم يأخذ موقف سوريا بشكله ومضمونه الصحيح والسليم.أو هو ممن التبست عليه الأمور,
فبات يفسر التصريحات والخطابات للمسئولين السوريين على العكس مما ترمي وترنوا إليهم في هذا الظرف. ومثل
هذا الموقف مبرر, وحتى مقبول ومعذور. فكل أبن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابين.
ـــ وآخر يبدوا أنه مرتبط مع أعداء العروبة والإسلام . وينفذ ما هو مطلوب منه حرفيا كي لا تفتح ملفاته ويشهر فيه.
ـــ وخائن وعميل,وهو من لا يعتد برأيه, ولا يؤخذ بموقفه وتصريحاته. وأرتضى لنفسه أن يكون من حلف الشيطان.
وأخيرا وليس آخرا نتمنى على الجميع أن يستوعبوا درس احتلال العراق. والذي بات وضعه مقلق ومحير للجميع. بعد أن تبين لهم أن أمنهم بات مهدد, ووضعهم لا يسرهم ولا يسر ولا يريح صديق ووطني وحر وشريف. وان يتوقفوا عن معاداة سوريا. وأن يقفوا صفا واحدا معها. فما يضر سوريا سيصيب الجميع بأضرار لا عد ولها ولا حصر . وعنده سيعضون أصابعهم ندما على ما فعلوا , أوحين صمتوا على عهر العملاء.لأنهم فرضوا بحق الله, كحق الأخوة والرحم.
الخميس 23/8/2007م

 

البريد الإلكتروني: [email protected]
: [email protected]
: [email protected]


(144)    هل أعجبتك المقالة (129)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي