أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رغم التعتيم الإعلامي.. السترات الصفراء تنشط في الجنوب الفرنسي

شاركت حركة السترات الصفراء في "تارب" بالاحتجاجات منذ الأسبوع الأول - زمان الوصل

من شرفة منزلها في الطابق الثالث، أطلت العجوز المعاقة تلوّح بسترة صفراء، بادلها المحتجّون في الشارع التحية وهتفوا لها، ابتسامة عريضة كانت تملأ وجهها، وكأنها حققت للتوّ حلما هرب منها طويلا، ولم تلبث أن أجهشت بالبكاء فرحا، ليبادر زوجها باحتضانها بحرارة توازي ابتسامتها ونشيجها.

حدث ذلك في مدينة "تارب" جنوبي فرنسا، لكنه يحصل ويتكرر في غير مكان، إنهم أشخاص يشتركون في معاناة يرونها كبيرة، تتمثل في ظاهرها بالفقر الذي تتسبب به الضرائب الكبيرة المنهكة للرقم الإجمالي للراتب التقاعدي، وكذلك ارتفاع الأسعار.

آلاف المحتجين من أصحاب السترات الصفراء جابوا شوارع المدينة الصغيرة، شاركهم بعض سكان الريف المجاور، توقفوا أمام "ميري" المدينة، ثم أمام "بريفكتور" بصحبة الشرطة المحلية، دون حدوث أعمال شغب، كانوا يتبادلون الحديث حول مصير التحركات ودور الشرطة فيها.

عدد المحتجين يبدو كبيرا مقارنة بالمدينة الصغيرة، أرجعه الصحفي "جين فرانسوا" الذي يعمل في صحيفة محلية إلى أن غالبية السكان من كبار السن والمتقاعدين، وهؤلاء هم أكثر الشرائح الاجتماعية تضررا من زيادة الضرائب وارتفاع الأسعار.

وعن مصير الاحتجاجات وما إذا كانت ستحقق أهدافها قال "فرانسوا" في حديث لـ"زمان الوصل" "لا شك أن ما قدمه الرئيس الفرنسي من تنازلات نال رضى البعض، وتسبب بتراجع أعداد المحتجين، ومن المتوقع أن تتناقص أعدادهم في أعياد الميلاد ورأس السنة التي تبدأ الأسبوع القادم".

ولكن الصحفي رجح استمرارها، وإن كان بزخم أقل، حتى تحقيق كل مطالبها التي وصلت إلى الشقّ السياسي، ونصح الرئيس الفرنسي بسرعة الاستجابة لرغباتهم قبل أن يتحولوا للإصرار على تنحيته أو إرغامه على إجراء انتخابات مبكرة.

ورفع المحتجون لافتات تطالب ماكرون بالمغادرة، ووصفته إحداها بأنه سارق أموال الفقراء، فيما حملت لافتة في مقدمة موكب المحتجين تطالب بعالم جديد، إنها لسان حال المحتجين المطالبين بتغيير سياسي إلى جانب الاقتصادي.

بالتوازي مع الاحتجاجات السلمية في المدينة، انتشر بعض أصحاب السترات الصفراء في مداخل ومخارج الطرقات السريعة، ومنعوا سائقي السيارات من دفع أجور الطريق، ورغم تواجد الشرطة لم تبادر لإبعادهم عن أماكن التحصيل.

وبررت "أني" وهي إحدى المشاركات في الاحتجاجات ذلك بأنه نوع من الضغط على الرئيس والحكومة للاستجابة لمطالبهم، وتوعدت بتصعيد الاحتجاج وصولا إلى قطع الطرقات.

وشاركت حركة السترات الصفراء في "تارب" وهي عاصمة البيرنيه الأعلى في الاحتجاجات منذ الأسبوع الأول، ونفّذت إضرابات جزئية بمعدل يوم واحد في الأسبوع، ولم تسجل في المنطقة أي أعمال شغب أو مواجهات مع الشرطة الفرنسية.

وعبّر مشاركون عن غضبهم لعدم الاهتمام الإعلامي بتحركاتهم باستثناء وسائل الإعلام المحلية، واقتصار ذلك على المدن الكبيرة.

جنوب فرنسا - زمان الوصل
(112)    هل أعجبتك المقالة (110)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي