حصلت "زمان الوصل" على لوائح بمئات أسماء الرجال من الغوطة المطلوبين من نظام الأسد للالتحاق بجيشه، وهي اللوائح التي بدأ النظام ومنذ شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري بنشرها في العديد من مدن وبلدات الغوطة.
وعمد النظام إلى تعليق لوائح طويلة بمن يتوجب عليهم الالتحاق بـ"الخدمة الاحتياطية"، في أماكن مختلفة مثل شعب التجنيد والمخافر وإدارات المناطق، وقد أكد الشاب "ف.ز" من مدينة سقبا لجريدتنا أن النظام قام بإرسال مذكرات السوق إلى بيوت الشبان المطلوبين، ممن تتراوح أعمارهم بين 26 و40 سنة".
وتابع: "بما إن عمري 30 عاما فقد وجدت اسمي على لوحة الإعلانات في مخفر مدينة سقبا، وهو الأمر الذي جعلني حبيس المنزل، خائفا من كل ما يتحرك حولي، منتظرا أن يتم اعتقالي في أي لحظة وسوقي للخدمة الاحتياطية".
ورغم أنه يستهدف بالدرجة الأولى الشباب المدرجين على لوائح الالتحاق بالخدمة في جيش النظام، فإن جحيم الاعتقال يبقى مفتوحا على مصراعيه في "سوريا الأسد"، ويبقى لأهل الغوطة منه نصيب معلوم، وهذا ما يفصله لنا "ح.ع"، الذي يقول: "تم اعتقال ابني البالغ من العمر 43 عاما على أحد الحواجز التابعة للنظام السوري داخل دمشق، ثم سيق إلى مركز التجمع في النبك دون سابق إنذار، علما بأنه تجاوز السن المنصوص عليها للسوق، كما إن اسمه لم يرد أصلا على لوائح المطلوبين للخدمة".
ويؤكد من بقوا في غوطة دمشق أن النظام لم يلتزم بمهلة الستة أشهر، التي تحدث عنها بداية تهجير الأهالي، وتعهد بمنحها للشبان لتسوية أوضاعهم، بل إنه سارع منذ إعادة سيطرته على الغوطة إلى اصطياد مجموعات من شبابها وسوقهم إلى جيشه، وزج بهم مباشرة على جبهات القتال في درعا (قبيل السيطرة عليها)، ومنهم الشاب "محمد"، 27 عاما، الذي سقط في فخ "حاجز طيار" للنظام هو و4 من رفاقه، وسيقوا موجودين إلى "الجيش" ومن ثم إلى جبهات درعا.
وعلى وجه الإجمال، يبقى القبض على الشباب والرجال هو الشغل الشاغل للنظام في هذه المرحلة، الذي يريد تعبئة قدراته العسكرية البشرية من جديد، ليعيد إنتاج معادلة القمع والقبضة الحديدية، ويستطيع فرض نفسه كرقم صعب عند الحديث عن أي "انتقال سياسي"، ويتجنب أي اختلال قد يلحق به جراء انسحاب المليشيات التي عاونته طويلا، وأتت من وراء الحدود لنجدته (العراق، لبنان، إيران).
والحقيقة الواضحة للجميع اليوم، أن النظام "لا يوفر" أحدا لا من مواليه ولا معارضيه، عندما يتعلق الأمر بالسوق إلى جيشه، بل إنه لايعفي أصحاب الإصابات ولا حتى الإعاقات، وقد باتت شواهد هذا الأمر حاضرة في مناطق الموالاة كما مناطق المعارضة، مع فارق يترك للشاب في مناطق الموالاة هامش "توار" أو "تمنع" مستقويا بأقارب "مدعومين" أو "زملاء" مسلحين، بخلاف ما هو عليه الأمر في مناطق المعارضة التي أعادها الأسد إلى قبضته.
ويدرك الشباب السوريون اليوم أن الحديث عن إيقاف أو تجميد قرار الاستدعاء للاحتياط، لم يكن سوى خدعة وإبرة مخدر من النظام، الذي لم يجد يوما أسهل من النكث بتعهداته "ولحس كلامه"، وها هو يجسد من جديد هذا الدور، وينقض على عشرات آلاف الشباب، بعد أن طحنت حرب الأسد مئات الآلاف من أقرانهم، وحولتهم إلى قتلى أو معاقي حرب.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية