أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من اليمن إلى السعودية.. عشرات العائلات السورية في مهب "عاصفة الحزم"

أرشيف

عاصفة الحزم التي أطلقتها المملكة العربية السعودية عام 2015 ضد الحوثيين في اليمن تأًثر بها عدد كبير من السوريين المقيمين هناك قبل هذا التاريخ، وكان بعضهم يدرس بالمدارس أو الجامعات، وآخرون لديهم أعمال ومشاريع تجارية مختلفة، إضافة لمهن أخرى كالأطباء والمهندسين.

وبعد شهرين من انطلاق العملية العسكرية صدر قرار من السلطات السعودية تم بموجبه السماح للسوريين المقيمين في اليمن بدخول السعودية دون تأشيرة دخول (فيزا)، وقد وصلت مناشدة إلى "زمان الوصل" من هؤلاء السوريين لعرض معاناتهم.

*200 من أصل 400 عائلة
في شهر حزيران يونيو لعام/ 2015 دخلت أول دفعة من العائلات السورية عبر معبر "الطوال" الحدودي مع اليمن، وبعد إغلاقه دخل البقية عبر معبر "الوديعة" ليصل عدد العائلات جميعها إلى 400 عائلة أقاموا في منطقة "جيزان" السعودية في أقصى الجنوب الغربي للمملكة، وخصصت لهم السلطات السعودية فنادق لإقامتهم مجاناً، وفي الأشهر الأولى كان يقدم لهم وجبات طعام، وبعض المساعدات العينية البسيطة من جمعيات سعودية مختلفة، وخلال هذه الفترة كل من استطاع الحصول على عمل مناسب غادر الفندق مع عائلته، والتحق بعمله معتمداً على نفسه، وبخاصة الأطباء والمهندسين منهم، وأصحاب الشهادات الدراسية، والبعض سافر إلى دول أخرى، ليبقى قرابة 200 عائلة فقط.

*تبدل المعاملة
أحد السوريين المقيمين في "جازان" قال "بعد وصولنا إلى السعودية أقمنا بهذه الفنادق وحاولنا إيجاد أعمال بسيطة تكفينا مصاريف الحياة، لغياب أي مساعدة مالية تقدم لنا من أي جهة كانت، وبعد ستة أشهر قطعت كل الخدمات المقدمة لنا في الفنادق بما فيها وجبات الطعام التي كانت توزع ثلاث مرات في اليوم".

وأضاف المصدر الذي تحفظ على ذكر اسمه لـ"زمان الوصل" قائلا "حتى الجمعيات التي كانت ترسل سلالا غذائية للعوائل توقفت عنها منذ وقت طويل، ولم يتبقَّ ما يقدم لنا إلا السكن، ومؤخراً تعرضنا لعدة محاولات لإخراجنا منه عبر التضييق علينا بتقييد ساعات وفترات مغادرة الفنادق، وبطرق أخرى مثل قطع الماء والكهرباء لأيام عديدة، وكان آخرها الشهر الفائت وحالياً يتحدثون عن إخراجنا قريباً من هذه الفنادق، ولا نعلم بعدها أين نسكن أو نقيم بعد طردنا".

*كارثة المدارس والإقامة
ويشرح معاناته والسوريين هناك بالقول "معنا الآن هوية زائر نجددها كل ستة شهور وندفع على الهوية الواحدة رسوم تجديد 100 ريال سعودي كل 6 أشهر، وهذا يعني أن عائلة مؤلفة من 5 أشخاص ستدفع 1000 ريال سنوياً، وبعضنا لا يجد عملاً أو من كبار السن ولا يملك مالا كافيا، وبالتالي نعيش دون تجديد هوية الإقامة لعدم توافر هذه المبالغ التي تتراكم سنوياً".

وأردف "منذ سنتين صدر قرار بالمملكة بمنع أي طالب مستجد من دخول المدارس الحكومية، والتسجيل فقط بالمدارس الخاصة بالخاص ولارتفاع تكاليف التعليم الخاص هناك أكثر من 50 طالبا سوريا في جيزان لم يدخلوا المدارس خلال هاتين السنتين، وكذلك لم يتم قبول أي طالب أنهى الثانوية من التحاق بالدراسة الجامعية كونه يحمل بطاقة زائر".

ويستطرد محدثنا في شرح المشكلة "الوثائق التي بحوزتنا من جوازات قد انتهت اغلبها، وذلك لعدم وجود قنصلية سورية، إضافة لارتفاع تكاليف الحصول على جوازات جديدة، وكذلك لدينا مشكلة في تسجيل المواليد الجدد والحصول على جوزات سفر لهم، والمعاناة كبيرة لدى كبار السن، فهم دون دخل ولا قدرة لديهم على العمل ولا أحد يقدم لهم مساعدات تعينهم".

وفي الجانب الصحي ورغم وجود قرار حكومي بعلاج السوريين مجانا، إلا أن هناك مراكز ومستشفيات تضايقهم، حسب المصدر، وتطلب رسوما لدخولها، يضاف إلى كل هذا شتات بين عوائل سورية انقسمت بعضها في اليمن لم يتح له الدخول وغير مسموح لهم ذلك، وقسم آخر دخل السعودية ويريد العودة لليمن للالتحاق بعائلته ولا يسمح له بذلك.

ونقل المتحدث أمنيات معظم هؤلاء السوريين بأن تنظر السلطات السعودية بأوضاعهم لمعالجتها عبر السماح للأطفال الالتحاق بالمدارس، والحصول على الخدمات الطبية الأساسية، وتسهيل حصولهم على إقامة وتجديدها وإعفائهم من رسومها، والسماح للشباب بالحصول على تراخيص عمل.

وختم "لا يسمح لنا التواصل مع المنظمات أو الوكالات الدولية كمفوضية اللاجئين وبالتالي لا تقدم لنا هذه الوكالات أي خدمات".

فراس حاج يحيى - زمان الوصل
(324)    هل أعجبتك المقالة (320)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي