أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عرس جماعي يفتح أنظار أهالي درعا على شبيح وقف بوجه ثورتهم ودعم النظام بكل طاقته

سبق للمدعو "تامر البلبيسي" أن رعى ما يسمى "مھرجان المسرح الشبيبي" في درعا - زمان الوصل

قبل أيام ضجت مدينة درعا بأخبار العرس الجماعي لجرحى جيش الأسد وذوي قتلاه، الذي أقيم في صالة الملعب البلدي، حيث اعتقل وقتل تحت التعذيب آلاف السوريين على مدار السنوات الثماني الماضية.

خبر العرس الجماعي أو كما أسماه موالو الأسد بـ"عرس النصر"، سلط الضوء على شخصية جدلية، تضع المرء في حيرة من أمره عند سماع تفاصيل حياة هذا الشخص، ففي الوقت الذي يمول ويدعم مجرمي نظام الأسد من الجيش والميليشيات الطائفية، يشغل مناصب أممية كسفير لـ"النوايا الحسنة"، و "سفيرا للسلام والشؤون الإنسانية" عند المنظمة العالمية لحقوق الإنسان، و"سفيرا للسلام والشؤون الاقتصادية" عن المجلس العالمي للسلام وحقوق الإنسان.

العرس الجماعي هذا مول من قبل رجل طالما وصفه إعلام نظام الأسد بأنه "من رجال الظل" لما قدمه ويقدمه في سبيل الدفاع عن مولاه بشار الأسد، هو رجل الأعمال "تامر البلبيسي"، المليونير الذي لا يترك فرصة واحدة أو محفل لإظهار مدى عبوديته لبشار ونظامه.

"تامر البلبيسي" رجل أعمال من مدينة درعا، يقيم في الكويت حيث أقام غالبية مشاريعه، نقل عنه أن جل ما يريده من هذه الحياة هو رضى بشار الأسد، فالرجل شديد الإعجاب بشخصية قائده، ويعتبره قدوة له أينما حل وارتحل، لدرجة أنه أقام على نفقته الخاصة جسرا جويا بين الكويت ودمشق، أثناء مسرحية انتخابات الرئاسة عام 2014، ونقل عبره عددا كبيرا من السوريين المقيمين في الكويت ليصوتوا لقائدهم "المفدى"، ومن بعد ذلك أعادهم إلى الكويت وعوضهم عن أيام غيابهم من جيبه الخاص.

وعن هذا العمل قال لوسائل إعلام النظام: "إذا كانت الولایات المتحدة الأمیركیة تقترح الدیمقراطیة، نحن في سوریة من نمارس دیمقراطیتنا بشكل حقیقي، وھكذا كان عرساً دیمقراطیاً شھدناه في الطائرة، حیث الأغاني الوطنیة التي ظلت تصدح من مطار الكویت إلى مطار دمشق، ونحن نلتف بعلمنا الوطني، فیكفینا فخراً أننا سوریون وكرامتنا غالیة لأننا تربیة القائد الخالد الراحل حافظ الأسد".

*خدمات بالجملة 
سبق للمدعو "تامر البلبيسي" أن رعى ما يسمى "مھرجان المسرح الشبیبي" في درعا، وكان راعيا لتكریم مجموعة احتفاليات خاصة بـ"الأمھات"، مثل "الأم المثالیة، والأم الكبیرة"، وهن والدات قتلى جيش الأسد، ومول "منتخب البراميل"، وكرم المتفوقین من أبناء الضباط والجيش، والفنانین والإعلاميين الأكثر ولاء لقائده.

وفي حفل واحد كرم 150 شخصا من أبناء قتلى الأسد، كما أعلن في الحفل نفسه عن تقديم خمس بعثات دراسية كل عام للخريجين مما أسماها "مدارس أبناء وبنات الشهداء".

ولأن غالبية قتلى نظام الأسد من الساحل، أعلن "البلبيسي" أنه سيركز خلال الفترة القادمة على إقامة عدد من المشاريع الزراعية والحيوانية الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر في منطقة الساحل السوري لتكون مصدر رزق لعدد من أسر من أسماهم بـ"الشهداء".

ومن المشاريع التي يزمع إقامتها، مزارع أبقار وأسماك وشاليهات وشقق فندقية وفندق ثلاث نجوم وواجهات بحرية من شأنها استيعاب الكثير من الأيدي العاملة كاشفا أن هذا المشروع سيتم البدء به خلال الصيف القادم.

أما في دمشق، فيسعى لإقامة بعض الأكشاك للجرحى الذين أصيبوا بعاهة دائمة وغير قادرين على القيام بأعمال مجهدة وأسر قتلى الجيش لتأمين دخل ثابت لهم.
من أقواله لوسائل إعلام النظام: "دوري في ظل الظروف التي تمر فيها سوريا الحبيبة، ينقسم إلى محورين، الأول هو كأي مواطن سوري عليه أن يدعم جيش بلاده بكل ما أوتي من قوة، أما الثاني فيتمحور حول كوني رجل أعمال سورياً، وهذا الدور يتبلور أكثر في تأمين مقومات الصمود والتصدي، على مختلف المستويات والتعاون التام والمستمر والفاعل في مختلف المؤسسات والإدارات الرسمية دعما لدورها الفعال لاسيّما جيشنا الباسل الذي قدم التضحيات الجسام".

كما قال خلال تكريم ذوي قتلى النظام في اللاذقية: "ما يقدمه أبطال الجيش العربي السوري لحماية الوطن أغلى من أي شيء ومهما قدمنا لا يوازي قطرة دم واحدة من شهيد أو جريح ضحى بحياته لأجل سورية، وإن وفد اللجنة الاغترابية السورية في الكويت يحمل رسالة شكر وعرفان لتضحيات الجيش.

*حب الرئاسة لا يفارقه
حبه لرئيسه بشار الأسد، جعله يطلق على نفسه رئيسا لمجلس إدارة كل مشروع يملكه فهو: رئيس لجنة التجار ورجال الأعمال في الكویت، ورئيس مجلس إدارة شركة "هافانا" للصرافة في الكويت، ومن خلالها كان يرسل الدعم المادي لنظام الأسد، ورئيس مجلس إدارة شركة "مناي" للدعاية والإعلان في سوريا، ورئيس مجلس إدارة مول "ماي سنتر" في سوريا، ورئيس مجلس إدارة مجلة "المجد" في سوريا.

*دور "البلبيسي" في الكويت
مارس "البلبيسي" دور "الشبيحة" ضد المعارضين لنظام الأسد، لدرجة أنه لم يتوانَ في ممارسة دور المخبر على زملائه رجال الأعمال المعارضين، وكان دائم الذكر والمدح بقائده بشار الأسد في أي مجلس كان يذهب إليه. 

وفي هذا الصدد قال في أحد لقاءاته الإعلامية: "النظرة حول ما یجري في سوریا من أحداث، قد تغیرت في الكویت، ولاسیما بعد الانتصارات الباھرة التي حققھا ویحققھا الجیش العربي السوري، فقد أدرك كثیرون ھناك وعلى وجه الخصوص الإعلام، أن ما یجري لیس مسألة حریة وغیرھا، فقد كانت الرؤیة مختلطة وغیر واضحة بسبب من سلوك الإعلام المغرض ودوافعه المعروفة".

وقام بدعم حملة لدعم الليرة السورية في الكويت استمرت ثلاثة أشهر من خلال تحويل أموال إلى سوريا دون عمولات ولا أرباح، فكان لها دور كبير في دعم الليرة المنهارة داخليا وخارجيا.

*تاريخ البلبيسي
بالعودة للسؤال عن "تامر البلبيسي" في المدينة التي عاش طفولته فيها، أكدت مصادر عدة في مدينة "نوى" أن الرجل وعائلته عاشوا حياة الكفاف، قبل أن يسافر إلى الكويت عام 1997، وكانت تمر الأيام الطويلة لا يجدون فيها قوت يومهم، مشيرين إلى أن حجم المشاريع التي يتحدث بها الرجل اليوم، تثير الشبهة وتجعل المرء يطرح أسئلة عديدة تتمحور حول طريقة جمع كل هذه الثروة بوقت قياسي.

وأكدت المصادر على أن عائلة "البلبيسي" رغم عددها القليل، إلا أن غالبية أبنائها لليوم يعيشون في حالة فقر، وأنهم لم يشاهدوا "ابنهم البار" إلا عندما جاء "فاتحا" مع محافظ درعا، في شهر تموز/يوليو الماضي لرفع العلم فوق أنقاض المدينة، رغم أن المدينة عاشت أقسى أنواع الحصار على مدار السنوات الماضية.

زمان الوصل - خاص
(293)    هل أعجبتك المقالة (273)

فارس ابازيد

2018-12-03

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ 36.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي