كثّفت إيران من مساعيها لنشر التشيّع شرق سوريا، من خلال بناء الحسينيّات واستقطاب الوجوه العشائريّة والرموز الدينيّة في المحافظة فضلا عن منح رواتب مغرية لكلّ من يعلن تشيّعه في المحافظة.
وفي حادثة تعتبر الأولى من نوعها، أعلن عن أول حالة "زواج متعة" بين رجل من دير الزور وامرأة من محافظة حلب، في منطقة "عين علي" شرق دير الزور، بعد أن شيّدت إيران فيها مزاراً شيعيّا قبل عدّة أشهر، بحسب ما نقلت شبكة دير الزور 24 المتخصّصة بنقل أخبار المحافظة.
وقال المؤرّخ المختص بمنطقة وادي الفرات أسعد الفارس، إنّ "ما يجري في المنطقة الشرقيّة هو زحف فارسي تحت غطاء شيعي من خلال تزويير تاريخ منطقة وادي الفرات، إذ أنّ الفرس لم يصلوا بحروبهم سابقاً لأبعد من منطقة الخابور ولم يتوغّلوا إلى العمق السوري، إذ تمّ القضاء عليهم في عهد السلطان مراد الرابع، بمساعدة العشائر العربيّة في المنطقة".
وأضاف خلال اتّصال هاتفي أجرته معه "أنا برس" إنّ "دير الزور والبوكمال بالنسبة لإيران هي محطّة للوصول إلى الداخل السوري، حيث ارتكزوا على مزارات وقبور الصحابة في المنطقة مثل الشيخ ويس وأبو عابد لتحقيق هذا الهدف، وما المنطقة الشرقيّة سوى نقطة انطلاق نحو الداخل السوري للربط مع لبنان".
ولفت إلى أنّ "إيران تريد الانتقام من عشائر المنطقة مثل الدليم والجبور بسبب تعاطفها مع العراق خلال حربها ضد إيران، وتريد أن يكون الانتقام على يد عشائر تسعة لتشييعها حاليّا".
إيران تتغلغل داخل المجتمع في دير الزور سواء عن طريق بناء الحسينيّات أو المدارس أو المؤسّسات الأخرى وحتّى المليشيات الفارس
وبدوره، قال الباحث في شؤون العلاقات الدولية والبرلماني العراقي السابق عمر عبد الستار، إنه "نظرا لموقع دير الزور الجغرافي المرتبط مع العراق، فبالتالي هي نقطة ربط الهلال الإيراني ما بين طهران وبغداد وبيروت، وهذه النقطة هي نقطة صراع أمريكي إيراني، وهذا ما يشير إلى احتماليّة نشوب معركة في تلك المنطقة، لقطع الهلال وطرد إيران من شرق سوريا"، مشيرًا إلى أن "وجود كل من إيران وأمريكا في شرق سوريا له علاقة بالملف العراقي، فسوريا هي واسطة عقد إيران المنطقة لكنّها ليست بأهميّة العراق ولبنان بالنسبة لها، لكن أهميّتها تأتي من كونها تحافظ على هيمنة إيران على لبنان والعراق، فإذا تمّ قطع الهلال هذا يعني أنّها ستفقد سيطرتها على تلك الدولتين".
وأشار في تصريحات لـ "أنا برس"، إلى أن "تغلغل إيران داخل المجتمع في دير الزور سواء عن طريق بناء الحسينيّات أو المدارس أو المؤسّسات الأخرى وحتّى المليشيات، لأنّها تسعى أن تكون بديلاً عن الناس، وبالتالي حتّى لو قطع هلالها أو طرد المنطقة فإنّها ستكون موجودة من خلال التغلغل في المجتمع، وبالتالي تحافظ على صلة الوصل لهلالها".
ورأى أنّ الوقت لن يساعد إيران على تنفيذ مشاريعها فمحافظة دير الزور ستكون جزء من الطريق التجاري الذي سيربط الخليج عبر الكويت مرورا بالحدود العراقيّة السوريّة ثمّ تركيا ومنها إلى أوربا، وبالتالي هذه المنطقة ستكون مصلحة استراتيجيّة للبنتاغون ولن تكون إيران جزءا منها.
يذكر أنّ إيران تعتمد في مشروعها على شيخ عشيرة البقّارة "نوّاف راغب البشير" و "ياسين المعيوف" أحد وجهاء قرية حطلة الذي كان رجل إيران في دير الزور قبل انطلاق الثورة السوريّة، بحسب ما ذكرت شبكات متخصّصة بشؤون المنطقة الشرقيّة، وما تطرّقت له "أنا برس" في تقارير سابقة.
مختارات من الصحف عن "أنا برس"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية