أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

في معرض تشكيلي جريء بدمشق

فنانات سوريا يحتفين بيوم المرأة العالمي


أقامت صالة السيد للفنون التشكيلية بالتعاون مع وزارة الثقافة في دمشق معرضا تشكيليا لفنانات سوريات بمناسبة يوم المرأة العالمي، شارك فيهحوالي ثلاث عشرة فنانة من أجيال مختلفة، وضم المعرض عشرات اللوحات الزيتية والمنحوتات التي تناولت جمالية المرأة والحرية الشخصية، إضافة
إلى الحرمان والحقوق المسلوبة للمرأة.


"إلهام باكير" صاحبة صالة السيد للفنون التشكيلية والمشرفة على المعرض قالت لزمان الوصل : هذا المعرض تقليد أقيمه كل عام تقريبا، وقبل هذه المرة كان المعرض على مستوى عربي، وهو تذكير بعيد المرأة العالمي، وأوجاع المرأة وهمومها، حيث طلبت من الفنانات وهن من أجيال مختلفة عملا ما عن المرأة، فترجمت كل فنانة ماتراه وتشعر به بالرسم والنحت،ورغم أن المرأة وصلت إلى مناصب
وتولت إدارات عديدة ، إلا أنه لاتزال هنالك بعض الحقوق المسلوبة، لكني أقول أن الفنانات السوريات استطعن إغناء الساحة التشكيلية في سوريا ووصل فنهن إلى آفاق بعيدة وتميزن.


ويلاحظ زائر المعرض مدى الجرأة التي تميزت بها بعض الفنانات، كلوحات الفنانة "سوسن جلال" التي أبرزت في عملها جمالية جسد المرأة في لوحات أعجبت البعض، وأثارت سخط البعض الآخر على اعتبار أنه ليس هنالك داعي لرسم هذه اللوحات الصريحة خاصة أن المجتمع السوري مجتمع محافظ، ورغم أن
الفنانة تعرضت لانتقادات واسعة إلا أن تصر على الرسم بحرية كما تقول.

وتضيف جلال : نعم أنا ركزت على الجانب الجمالي فالمرأة أجمل مافي الكون واعتز بنفسي كوني امرأة ، وأنا أعشق رسم البورتريه، وأحب أن أظهر المرأة في اللوحات، رغم أنني واجهت انتقادات لاذعة، كقولهم : لماذا هذه اللوحات؟


وأقول إنها حرية شخصية، لابد أن ترسم المرأة بحرية لتظهر المعاناة الحقيقية خاصة إذا كانت متزوجة ولديها التزامات وواجبات ولاتستطيع الرسم دائما،صحيح أن الرجل لديه حرية أكثر لكن الناس قد لايتحدثون عنه إذا ما رسم بحرية.


وتكمل جلال : الفنان الغربي يرسم بحرية أكثر ، ونحن مقيدون من المجتمع ونظرة المجتمع، والموضوع الذي طرحته في لوحاتي لو أنني أخاف من المجتمع لما رسمته ، لابد أن يتجرأ الفنان قليلا ويرسم بحرية أكثر ، وعلى الدولة أن تهتم بالفن التشكيلي أكثر لأنه فن يعطي صورة حضارية للبلد.

 


الفنانة التشكيلية والمطربة سهام ابراهيم شاركت بثلاثة أعمال تتحدث عن النساء اللواتي تركن بصمة في حياتهن، فأخذت من الغناء أسمهان ومن الملكات زنوبيا ، وعمل آخر عن الطبيعة والورد.


وتقول ابراهيم عن مشاركتها: شعرت أنه إذا مرت امرأة في هذه الحياة وتركت بصمتها فلابد أن نبرزها، والمرأة ممكن أن تكون في أي مجال ناجحة ومميزة جداً، مثل "الزبّاء" ملكة تدمر، والفنانة أسمهان رغم أنها توفت منذ 60 عاما لكن بصمتها لا تزال واضحة في الغناء، وقد تناولت أغنيتها "ياطيور" ووظفت العمل في اللوحة وأتمنى أن تكون فكرتي قد وصلت.

 


وعن مكانة المرأة في الفن التشكيلي السوري تعتقد ابراهيم : أن الفنانات السوريات تركن بصمة واضحة وبرزن في الفن التشكيلي في الكثير من المواضيع، وأن اللمسة الأنثوية التي تضعها المرأة لايضعها الرجل والعكس صحيح، كل شخص له خصوصيته.


فيما اختارت الفنانة "غادة دهني" موضوعات الحرية والسلام لتتحدث عنها في لوحاتها الزيتية الثلاث، مبرزة الحمام والورد الأبيض الذي تحلم به المرأة كرمز للسلام والمحبة.


وتقول دهني : نقيم هذا المعرض الخاص بالمراة تكريما لها، وطرح مواضيع قد تكون معاناة بالنسبة لها ، وقد طرحت في لوحاتي مواضيع إنسانية تحلم بها المرأة وهي الحرية والسلام، وأمل المرأة بالحمام الذي هو السلام، والبياض الذي هو النور لها ولعائلتها ولمجتمعها ،خاصة بعد المعاناة التي شهدناها
لدى نساء العراق ونساء غزة بالذات، وقد وضعت الورد الأبيض في لوحاتي لأسأل من خلاله عن النقاء الأسري والاجتماعي.


في حين قدمت الفنانة "مي أبو جيب" ست لوحات صغيرة، كان موضوعها عن المرأة التي تظهر خجولة قليلا ، حيث نرى الكثير من الضبابية والشفافية، واللون الذي يطغى فيها على الشكل.


تقول أبوجيب: رغم أن اللون طاغي على الشكل لكنه خجول،و لايوجد ألوان صارخة ، وبالتالي كل فنان يعبر عن شخصيته وعن أسلوبه، فالمرأة هي الجمال، إنها مشاركة لطيفة مع الفنانات، وهي أول مرة أشارك فيها بمناسبة عيد المرأة، لكنني أعرض لوحاتي منذ 12 عاما.


كما أقيمت على هامش المعرض ندوة بعنوان "المرأة العربية بين حرية القرار و قرار الحرية"، شارك فيها العديد من الأديبات والكتاب مثل: ناديا خوست،
نهى الحافظ، ندى الكحال، نهلة السوسو، والدكتور سهيل ملاذي.
يشار إلى أن العالم يحتفل كل عام بعيد المرأة الذي يصادف الثامن من مارس، ويعود بدء الاحتفال بهذه المناسبة إلى عام 1910، وذلك بعد أن خرج نسوة من مدينة نيويورك الأمريكية في 8 مارس 1857 ليطالبن بحقوقهن في تحديد ساعات العمل ، ويعترف ميثاق الأمم المتحدة الموقع عام 1945 في سان فرانسيسكو بالمساواة بين الرجل والمرأة كحق أساسي من حقوق الإنسان.

 

عمر عبد اللطيف - زمان الوصل
(216)    هل أعجبتك المقالة (264)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي