أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"جو أودونيل " الشاهد الوحيد علي الدمار في هيروشيما ونجازاكي .. مات مؤخراً ..

عن عمر يناهز الخامسة والثمانين توفي المصور الوثائقي الأمريكي " جو أودونيل " الذي يعد بحق الشاهد الأول علي ذلك الدمار الذي لحق بالبشر والحجر في مدينتي هيروشيما ونجازاكي في اليابان بعد قيام أمريكا بإلقاء قنبلتين ذرتين بواقع قنبلة علي كل مدينة .
ألقيت القنبلة الأولي علي هيروشيما يوم السادس من أغسطس عام 1945م فحصدت أرواح 40 ألفاً من البشر ، وبعدها بثلاثة أيام لحقتها القنبلة الثانية التي ألقيت يوم التاسع من ذات الشهر علي مدينة نجازاكي فأودت بحياة أكثر من 70 ألفاً ...

مات "أودونيل " يوم السادس من أغسطس من العام الحالي 2007م في نفس يوم الذكري لذلك الدمار الرهيب ، بعد معاناة طويلة مع المرض ألذي عاني فيه من آثار ماتعرض له من إشعاعات نتيجة إلقاء القنبلتين ..
جو أودونيل ولد في جونستون في يوم السابع من مايو من العام 1922 م ، وعمل في أول حياته كمصور رسمي للبيت الأبيض في العام 1949 م ، عاصر في خلال عمله رؤساء أمريكيين منهم هاري ترومان ، جون كينيدي ، ليندون جونسون ..
تذكر زوجته المصورة اليابانية الأصل كيميكو ساكاي أن الصور التي إلتقطها زوجها أظهرت مدي بشاعة الدمار الذي حدث نتيجة القصف الذري ..
استطاع جو أودونيل أن يلتقط قرابة الثلاثمائة صورة بالكاميرا الخاصة التي كان يعمل بها .
وجدير بالذكر أن أودونيل قد عمل مصوراً مع عناصر سلاح المشاة البحرية الأمريكية في اليابان وكان في عمر الثالثة والعشرين .
بقي أودونيل في اليابان فترة وبعدها عاد لبلاده يحمل حصيلة ما قام بتصويره من أفلام احتفظ بـ " النيجاتيف " الخاص بها في حقيبة قام بإغلاقها ولم يستطع أن يفتحها حتي لا يري تلك الصور بعد أن ظل يعاني بسببها من حالة نفسية سيئة .
لعل من أكثر الصور بشاعة تلك التي إلتقطتهاعدسة كاميرا أودونيل لطفل ياباني كان يحمل علي ظهره جثة أخيه ليقوم علي دفنها في المقابر ، وصورة أخري لتلاميذ صغار جلوس في فصلهم المدرسي وهم يتلقون العلم ..
في العام 1995 م أصدر أودونيل كتاباً في اليابان يحوي عدداً من تلك الصور ، لحقه بكتاب آخر صدر بعد عشر سنوات في أمريكا ، كما قام بإلقاء العديد من المحاضرات ، وأقام الكثير من المعارض في اليابان وأمريكا .
إلا أن ذلك النشاط الذي قام به أودونيل لقي الكثير من الإعتراضات علي ماقدمه من صور من قبل قدامي المحاربين في أمريكا الذين أكدوا بأن هذه الصور والكلمات المرفقة معها تجاهلت تماماً ما قامت به اليابان من هجوم علي الجنود الأمريكيين مع إغفالها دور القنابل في إنهاء الحرب .
ويذكر أن هؤلاء المحاربين قد مارسوا ضغوطاً كبيرة لتجنب وجود مستندات تدينهم وتثبت بالتالي حجم الدمار الذي قاموا به .
جدير بالذكر أن أودونيل كان لا يتقاضي أجراً عن هذه الصور من الحكومةالأمريكية حيث كان يعد من موظفيها ، ولكنه في الفترة التي أعقبت تقاعده في العام 1968 م بدأ في بيع نسخ من هذه الصور .


بورسعيد ـ مصر

محمد عبده العباسي
(262)    هل أعجبتك المقالة (177)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي