حملت الصحف الأردنية بعنف على قناة «الجزيرة» الفضائية لبثها برنامجا اعتبرت أنه يتضمن «أكاذيب وافتراءات» بحق الملك الراحل الحسين بن طلال، متهمة القناة بـ «نبش الماضي وتسليط الأضواء على ما لا يصب في خانة قوة العرب وتضامنهم». وتأتي هذه الحملة بعد بث قناة الجزيرة الجزء الثاني من برنامج «مع هيكل» حول العائلة المالكة في الأردن، الذي يقدمه الصحافي المصري محمد حسنين هيكل. وكانت هذه الصحف قد شنت حملة عنيفة أيضاً الأسبوع الماضي بعد بث الجزء الأول. وقالت صحيفة «الرأي» الحكومية في افتتاحيتها «لقد كان أولى بالجزيرة أن تصرف النظر عن حديث الفتنة الذي تطرحه ملفات «مع هيكل».
وأوضحت الصحيفة أن «هذه الحلقات من نبش الماضي لا تخدم أي هدف قومي ولا تفضي أيا ما كانت اتجاهاتها إلى توثيق الصلات العربية»، مشيرة إلى أن «توقيتها يؤكد إصرار الجزيرة على لعب دور تخريبي للجهود المبذولة لتنقية الأجواء وتوثيق المصالحة العربية».
من جهتها، رأت صحيفة «الغد» في مقال داخلي أن «الجزيرة التي انهمكت في بث أكاذيبها وافتراءاتها ضد الملك الراحل الحسين لا تقيم أي وازع للعلاقات العربية- العربية، ويسوؤها أن يكون العرب مقبلين على عقد قمتهم التضامنية في الدوحة».
ورأت أن «الجزيرة التي تتغنى صبح مساء بالمهنية والمصداقية تنسى كل هذه الشعارات عندما يتعلق الأمر بطعن تاريخ رجل عظيم كالحسين صنع على نحو أسطوري بلدا وحماه من العواصف والأعاصير رغم أنف هيكل المصاب بعقدة الحسين».
أما صحيفة «الدستور» شبه الحكومية فقالت: «كنا نتمنى على الزملاء في الجزيرة، ألا يقبلوا بمبدأ إهانة ومس من رحلوا، ومس مقام العائلة الهاشمية، عبر الحديث عن إصابة الهاشميين بانفصام الشخصية، وهو تعريض بعائلة حاكمة، ولا تقبل أية عائلة في الدنيا التعريض بها فما بالنا بعائلة تنتسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؟!».
وفي نفس السياق، انتقد صحافيون اردنيون ما جاء في برنامج «مع هيكل»، لما يحمل من روايات «هيكلية» تسيء للاردن ودروه التاريخي، محملين قناة الجزيرة مسؤولية «الافتراءات» التي يقدمها البرنامج، التي من شأنها شق الصف العربي وتعكير العربية- العربية قبيل انعقاد القمة العربية في الدوحة.
واعتبروا في تصريحات مع «العرب» أن توقيت بث هذه الحلقات لا يمكن ان يكون نزيها وبريئا وان «رياح الفتنة» تبدو واضحة من حجم الهجمة «الهيكلية» على الملك الراحل الحسين بن طلال، مشككين في صحة ما يقدمه هيكل من وثائق يدعي انها من ارشيف الدولة البريطانية، الى حد أن احدهم نقل عن المؤرخ البريطاني «يوجين روغن» استاذ التاريخ في جامعة أكسفور قوله انه»قد اكتشف حديثا ان لبريطانيا نوعان من الوثائق الاول مؤرخ ومحفوظ في الارشيف البريطاني والثاني صنعه هيكل».
رئيس تحرير صحيفة الغد الاردنية موسى برهومة اعتبر أن قرار بث هاتين الحلقتين «غير بريء»، وقال «لا انزه الجزيرة ولا هيكل من تهمة الاساءة الى ميراث الراحل الكبير الملك الحسين بن طلال» مشيرا لى أن «هيكل مصاب عقدة الحسين، وهو ما كان واضحا في برنامج إذ كان يذكر ايجابيات الحسين بصعوبة، في حين كان يسهب في عند الاساءة الى تاريخ الحسين، وكأنه يتحدث عن مغنم».
وقال «إذا كانت الجزيرة معنية بتحقيق وفاق عربي، عليها أن تفكر كثير قبل الاستمرار في بث برنامج هيكل الذي لا يقدم لها اي اضافة نوعية».
وهو ما ذهب اليه الكاتب الصحفي فهد خيطان من صحيفة «العرب اليوم»، الذي انتقد الجزيرة في عدم موضوعيتها ومهنيتها فيما يطرحه هيكل من جانب واحد، مشيرا الى ضرورة أن توفر الجزيرة مساحة اعلامية مناسبة لتقديم الرد الاردني على كا طرحه هيكل من انطباعات وافكار.
وقال أن « مقابل ما يطرحه هيكل، هنالك رواية اردنية للوثائق التي قدمها هيكل وكذلك للاحداث التي قبل عام 1967 وأن على الجزيرة أن تكفل حق الرد للدولة الاردنية بأن تسمح لشخصية اردنية الحديث في اي من برامجها لتقديم وجهة النظر الاردنية على ما طرحه هيكل.
من جانبه قال الصحافي عمر محارمة من صحيفة «الدستور» اليومية ان هيكل اعتاد خلال تقديم رواياته التاريخية أن يسيء الى الاردن بمناسبة بدون مناسبة، بطريقة تشير الى انه يحمل ضغينة شخصية للاردن ولقياداته التاريخية.
وقال أن توقيت بث هذه الحلقات الذي يتزامن مع استعدادات الدول العربية التوجه الى العاصمة القطرية الدوحة لا يمكن أن يكون مصادفة ولا يمكن اتن يغيب مثل هذا التزامن عن ذهن القائمين على الجزيرة مما يدفع الى الاعتقاد بأن للبرنامج غاية أخرى غير اعلامية، ربما تكون محاولة تعكير جهود المصالحة العربية - العربية.
ويقول المحلل والكاتب السياسي فالح الطويل ان هيكل كان دائم الكذب ودائم المحاولة لتزوير التاريخ مضيفا « ان هيكل عندما يريد ان يكذب يأخذ من جيبه قصاصات كتبها كما يشتهي وقدمها على انها وثائق» ويشير الى قرار هيكل المعلن قبل سنوات بالاستقالة واعتزال الكتابة والعمل الاعلامي بسبب اصابته بالرعاش الجسدي والذي يبدوا انه قد تحول الى رعاش ذهني جعله يهرف بما لا يعرف وبذات الطريقة التي اعتادها لتحقيق المكاسب والمناصب.
ويقول الطويل « هيكل اصبح خارج التاريخ الذي افترق عنه في منطقة سابقة من حياته ليسير في درب تيه بعيدا عن الحقائق والتاريخ وباحثا عن ادوار من ورق لم يلعبها وعن بطولات وهمية لم يصنعها.
الصحف في عمّان تنظم حملة ضد القناة
العرب - وكالات
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية