تابعت صحيفة الأوبزرفر ما تسرب في إسرائيل عن اتهامات للجيش الإسرائيلي بانتهاكات جسيمة اثناء الحرب التي شنها على قطاع غزة قبل ثلاثة شهور والتي أطلق عليها اسم عملية الرصاص المصبوب.
تنشر الصحيفة تقريرا لمراسلها بيتر بومونت عن تسارع الاتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب في حربها الأخيرة على غزة مع تزايد عدد الجنود الذين يدلون بشهاداتهم بعد الخدمة في الحرب.
تقول الصحيفة إن هناك أسئلة مقلقة جديدة تطرح حول ثقافة الجيش الإسرائيلي والتي تشير إلى درجة عالية من نزع صفة الإنسانية عن الفلسطينيين واللامبالاة بهم من قبل القادة وحتى الحاخامات في الجيش الإسرائيلي.
وتشير الصحيفة إلى أن تحقيقا في صحيفة هآرتس يروي كيف أن جنودا إسرائيليين يحتفون بانتهاء الحرب بشراء قمصان يطلبون أن تطبع عليها صورا بشعة منها صور أطفال ميتين، وأمهات يبكين على قبور أبنائهن، ومدفع موجه إلى طفل، وصور مساجد تم تفجيرها.
قمصان أخرى ـ وفقا للصحيفة ـ طلبها القناصة في سلاح المشاة مطبوع عليها عبارة "من الأفضل استخدام ديوريكس" إشارة لوسائل منع الحمل، وذلك إلى جانب صورة لطفل فلسطيني ميت، وبقربه أمه الباكية ودمية على شكل دب. كذلك ـ كما ينقل الكاتب ـ هناك طلبات أخرى لقمصان لأفراد "فرقة جيفاتي بكتيبة شاكيد" وتصور امرأة فلسطينية حامل بهدف مرسوم على بطنها، وكتب عليها بالإنكليزية "1 طلقة، 2 قتيل".
ويقول بومونت إن مجموعة تحمل اسم "كسر جدار الصمت" وتتألف من جنود سابقين في الجيش الإسرائيلي قد كشفت عن أدلة جديدة عن السلوك الإسرائيلي خلال الحرب.
وفقا للأوبزرفر فإن المجموعة تقول إن شهادات 15 جنديا تقدموا ليعبروا عن قلقهم عما جرى في عملية الرصاص المصبوب يبدو أنها تعزز الاتهامات التي وجهتها مجموعة أخرى من الجنود في ندوة بإحدى الكليات العسكرية الأسبوع الماضي والتي تتهم أفراد الجيش الإسرائيلي بممارسة القتل العشوائي وتخريب الممتلكات أثناء الحرب على القطاع.
مايكل مانيكين أحد أفراد المجموعة يقول "نحن لا نحكي عن كون بعض الوحدات أشد عدوانية من أخرى، وإنما عن السياسة وراءها، إلى حد أن بعض الجنود كانوا يتحدثون عن أنهم كانوا يضطرون إلى تخفيف الأوامر التي كانت تصدر لهم". مانيكين ينقل أن بعض الجنود "شهدوا بأن بعض الضباط قد حذروا وحداتهم من الحديث عما شاهدوه وفعلوه في غزة".
وينقل بومونت عن صحيفة النيويورك تايمز مقابلة أجرتها مع جندي احتياطي في الجيش الإسرائيلي اسمه أمير مرمور والتي قال فيها إنه صعق عندما اكتشف الطريقة التي تتم فيها مناقشة موضوع الضحايا المدنيين أثناء التدريب وقبل دخول وحدة الدبابات التي خدم فيها إلى غزة. "أطلق الرصاص، ولا تلق بالا للعواقب"، كانت رسالة قادته كما قال مرمور، "فنحن لن نترك الأمور للصدف، دع الأخلاق جانبا، فعلينا أن نؤدي عملنا، وسنبكي عليها بعد ذلك".
ويشير بومونت إلى أنه منذ بدء ظهور هذه الشهادات أخذت الصحافة الإسرائيلية في نشر مقالات تنتقد رئيس الأكاديمية العسكرية التي كشفت شهادات الجنود، بينما نشرت أخرى مقابلات مع جنود ينفون فيها تورط الجيش الإسرائيلي في أي عمل خاطئ، ويتم طرح تساؤلات حول أهداف أولئك الذين تقدموا للإدلاء بشهاداتهم.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية