أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أوباما يتودّد لإيران وطهران تطلب أفعالاً

في خطوة غير مسبوقة تحمل الكثير من الدلالات، وجّه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، دعوة تاريخيّة مباشرة إلى الشعب الإيراني وقادته حثهم فيها على إنهاء عقود من العداء، عارضاً إجراء حوار «نزيه» مع طهران. وقال، في خطاب مصور لمناسبة السنة 1388 الإيرانية الجديدة «النوروز»، إن إدارته تتعهد «اتّباع دبلوماسية تعالج مجموعة من القضايا التي نواجهها، والسعي إلى إقامة علاقات بنّاءة بين الولايات المتحدة وإيران والمجتمع الدولي»، تمكّنها من أخذ «مكانها الصحيح» في العالم إذا نبذت العنف وتبنّت السلام.
وفي افتراق عن سياسات سلفه جورج بوش، الذي وضع طهران عام 2002 ضمن «محور الشر»، وصف أوباما الاحتفالات بعيد النوروز في إيران بأنها «موسم بدايات جديدة»، مضيفاً إنه يرغب في بدء عهد جديد من «الحوار النزيه والقائم على الاحترام المتبادل».
وأشار البيت الأبيض إلى أنه جرى توزيع نسخة من شريط أوباما المسجّل مع ترجمة بالفارسية، على القنوات الإخبارية في المنطقة.
في المقابل، رحّب مستشار الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، علي أكبر جوانفكر، «برغبة رئيس الولايات المتحدة في وضع خلافات الماضي جانباً». لكنه أضاف «على الإدارة الأميركية أن تدرك أخطاءها الماضية وتصلحها وذلك كوسيلة لوضع الخلافات جانباً». وتابع «أظهرت الأمة الإيرانية أن بمقدورها نسيان السلوك المتسرّع، لكننا ننتظر خطوات عملية من جانب الولايات المتحدة».
وقال جوانفكر، في تصريحات صحافية في طهران، إن أوباما تحدث عن التغيير إلّا أنه «لم يتخذ أي خطوات ملموسة لإصلاح الأخطاء التي ارتُكبت سابقاً بحق إيران»، مضيفاً إن عليه «تجاوز الكلام والقيام بتحرك، وإذا أظهر أوباما استعداداً للقيام بعمل، فإن الحكومة الإيرانية لن تدير ظهرها له».
وأكد جوانفكر أن بلاده ترغب في إنهاء «العداوات» بين البلدين، اللذين لا يقيمان علاقات دبلوماسية منذ عام 1980. لكنه أضاف إن الخلافات التي أشار إليها الرئيس الأميركي، هي نتيجة «التوجهات العدوانية والعدائية والاستعمارية للحكومة الأميركية»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة مسؤولة خصوصاً عن هذه الخلافات وإذا لم تعالجها، فإنها ستبقى ماثلة».
واستعرض جوانفكر ممارسات واشنطن تاريخياً بحق بلاده، قائلاً «إن إيران لن تنسى أبداً الدور الذي أدّته الولايات المتحدة في الانقلاب على رئيس الوزراء الإيراني السابق محمد مصدق عام 1953، كما أنها لن تنسى إسقاط طائرة ركاب إيرانية في عام 1988 بنيران سفينة حربية أميركية»، ما أدى إلى مقتل ركابها الـ 290. وتابع «العقوبات غير المحدودة التي لا تزال قائمة (ضد إيران)، والتي جدّدتها الولايات المتحدة، هي خطأ وينبغي مراجعته»، مشدداً على أن «المصدر الوحيد لحال عدم الاستقرار في المنطقة، هو الوجود العسكري الأميركي في العراق وأفغانستان».
وانتقد جوانفكر أيضاً الدعم الأميركي لإسرائيل، قائلاً إن «دعم إسرائيل ليس إشارة ودودة والعام الجديد (النوروز) فرصة للولايات المتحدة لتغيير هذه السياسة».
ومن جهته، وصف وزير الطاقة الإيراني، برويز فتاح، رسالة أوباما بأنها «إيجابية.. رغم وجود بعض النقاط السلبية فيها». وقال، على هامش مؤتمر المياه العالمي الذي عقد في إسطنبول، إن «القادة الإيرانيين سيقوّمون بدقة هذه الرسالة. نعتقد أننا بحاجة، إضافةً إلى الرسائل، إلى تحرّك إيجابي من أوباما وكذلك من حكومته. إضافةً إلى الأقوال نريد أفعالاً».
وفي المواقف الدولية، وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بادرة الرئيس الأميركي حيال إيران بأنها «نبأ سار»، مضيفاً أمام الصحافيين بعد القمة الأوروبية في بروكسل، «كنا ننتظر لسنوات أن يلتزم الأميركيون مجدداً الملف الإيراني»، كما في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
غير أن ساركوزي أشار الى أنه يبقى «على قناعة بأنه مع تدني سعر برميل (النفط) عن خمسين دولاراً، فإن سياسة العقوبات تبقى ضرورية، بالتزامن مع إجراء محادثات» مع النظام الإسلامي.
وقال منسّق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، للصحافيين على هامش القمة الأوروبية، «أعتقد أن الرسالة بنّاءة للغاية. آمل أن تفتح فصلاً جديداً في العلاقات مع طهران». وأضاف «آمل حقاً أن تعير إيران اهتماماً لما قاله الرئيس أوباما».
أمّا المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، فعبّرت من ناحيتها عن أملها في أن تستغل إيران هذا العرض. وقالت، عقب اجتماع بروكسل، «أعتقد أن الرسالة تُجسّد بدقة ما كان يرغب فيه الأوروبيون دائماً. ألا وهو تقديم عرض لإيران».
كذلك، رحّب وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني «بروح القيادة الكبرى»، التي أبداها أوباما في رسالة الانفتاح على طهران. وقال، لقناة «سكاي تي جي-24» من بروكسل، «أعتقد أنه أبدى روحاً قيادية كبرى»، مضيفاً «إنه تغير كبير في الاتجاه الذي ترغبه إيطاليا». وتابع «سنقوم بما علينا»، مشيراً الى أن الانفتاح على إيران ينبغي ألّا يجري على حساب «دراسة جدية للملف النووي» لهذا البلد.

وكالات - زمان الوصل
(105)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي