أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الفنانة السورية "لمى نصر".. آلة العود ملاذي الوحيد عندما أحتاج لأن أحلم

تجهز "لمى" لألبومها الأول وهو بعنوان "مد وجزر" واقتبست عنوانه من إحدى قصائد زوجها الشاعر "لورنس مراد"


تمكّنت المغنية السورية الشابة "لمى نصر" من أن تختط لنفسها مساراً فنياً خاصاً في السنوات الماضية من خلال تقديمها لألوان غنائية عدة وتعاملها مع عدد من ملحني العالم العربي المهمين، واستطاعت عبر امكانيتها الصوتية الثرة وموهبتها في العزف على آلة العود أن تحجز مكاناً مميزاً في زحمة التجارب والمواهب وفي زمن يغني فيه الكثيرون. 

لم تكن لمى المتحدّرة من بلدة "نجران" بريف السويداء قد تجاوزت الخامسة من عمرها عندما كانت تحمل العود خلسة لأن شقيقها كان يحذرها من أن تلمسه خوفاً من أن تكسره، وحينها كانت تحاكي بأناملها أغنية أم كلثوم "بعيد عنك" لتفاجأ بأن شقيقها كان يقف وراءها ويتصنت مبدياً دهشته من طريقة عزفها، وساهم الجو الأسري الذي نشأت فيه والذي تنوعت اهتمامات أفراده بين الفن والموسيقى والقراءة والثقافة في تسرب هذه الفنون إلى عروقها -كما تقول لـ"زمان الوصل"- مضيفة أن اهتمامها بالموسيقى والغناء بدأ قبل أن تتعلم الحبو والكلام، وكانت -حسب قولها- تبكي عند سماع أي لحن حزين، ولم يكن بمقدورها شرح هذه الحالة للآخرين لأنها كانت في عمر صغير جداً.
وروت "لمى" أن شقيقها كان المشجع الأول رغم تحذيراته لها بأن لا تمسك العود، ولكنه كان يسألها كيف تعزف رغم أنها المرة الأولى التي تحمل فيها آلة العود فكانت تجيبه "لا أعرف".

خلال مراحل دراستها الأولى بدأت ابنة السويداء بالمشاركة ضمن الحفلات المدرسية عزفاً وغناءً، وفي المرحلة الثانوية نالت المركز الأول بالغناء على مستوى المحافظة وترشحت لمسابقة على مستوى سوريا، لكن ظروفها لم تسمح لها بالمشاركة فضاعت عليها الفرصة، وبعدها بدأت بالمشاركة في حفلات نقابة الفنانين في المدينة. 

عندما غادرت لمى إلى الإمارات العربية المتحدة بهدف العمل ابتعدت عن الموسيقى بسبب ظروف عملها إلى أن قابلت الموسيقار "عامر عموري" وكان قد شاهد لها مقطع عزف وغناء لدى بعض الأصدقاء فطلب رؤيتها سنة 2012 وعندما التقاها بدأ يشجعها على العودة إلى الغناء ومتابعة الاهتمام بالموسيقى، وفعلاً -كما تقول- عاودت نشاطاتها الفنية في الإمارات، وفي سنة 2016 أطلقت أغنيتها الأولى بعنوان "يا شام" التي صورتها في دمشق وهي من كلمات الدكتور "إياد قحوش" وألحان الأستاذ "ميشيل شلهوب" وتوزيع "محمد عصفور" وإخراج "سامر برقاوي"، وبثت على العديد من المحطات، وكانت بمثابة هدية لبلدها الجريح وشعبها المكلوم الذي يعاني ويلات الحرب. 

تعمل "لمى ناصر" كمنتجة منفذة في قناة "الفجيرة" الإماراتية ورغم انشغالها المهني آثرت أن تدرس الموسيقا أكاديمياً لأنها تصقل الموهبة وتثري الإمكانيات الفنية والتحقت بـ"معهد بيت العود العربي" في "أبو ظبي" لتعلم أصول العزف تحت إشراف الموسيقار "نصير شمة" كما التحقت مؤخراً بأكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة (قسم الغناء) لكي لا تبتعد عن الموسيقى التي تعشقها منذ نعومة أظفارها.

كما تجهز "لمى" لألبومها الأول وهو بعنوان "مد وجزر" واقتبست عنوانه من إحدى قصائد زوجها الشاعر "لورنس مراد" ويتضمن الألبوم الذي من المتوقع أن يصدر العام القادم 2019 قصيدتين من ألحان الفنان السعودي "ابراهيم الدخيل" وقصيدة بعنوان "الغزلية الناعمة" للشاعر "هايل مراد"، بالإضافة إلى أغنية من تلحين الفنان "علي سرحان" وكلمات الشاعرة "رنا حميدان".

وحول تجربتها في العزف على العود رغم قلة من يجدنْ العزف عليه من النساء أشارت "لمى" إلى أن هذه الموهبة رافقتها منذ الصغر بشكل فطري ودون تعليم، ولكنها تطورت -فيما بعد- بالخبرة والدراسة.

وأردفت محدثتنا أن العزف على العود ليس حكراً على الرجال وبخاصة في مدينتها السويداء، فهناك نساء كثيرات يعزفن على آلة العود ويبدعن في هذا المجال، ونوّهت محدثتنا إلى أن آلة العود هي ملاذها الوحيد عندما تحتاج لأن تحلم أو تغضب أو تفرح أو حتى تبكي، فتلجأ إلى هذه الآلة الشرقية التي تشعرها بالدفء والأمان النفسي.

وعبرت الفنانة الشابة عن طموحها لتقديم تراث مدينتها السويداء إلى العالم لأنه أصيل وجميل وبحاجة إلى توزيع موسيقي جديد دون أن يتشوّه، وترغب -كما تقول- في أن يعود الطرب الأصيل إلى المسارح العالمية لأنه منبع كبير لكل من يريد أن يتذوق أو يقدم الموسيقى، وتحرص أن يكون الهدف مما تقدمه نشر رسالة السلام دون التمييز في العرق واللون والشكل فأينما وجدت الموسيقى وجد الأمان وعم السلام.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(195)    هل أعجبتك المقالة (373)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي