أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تركيا..لاجئ سوري يحلم باستعادة بصره وسمعه وأطرافه المبتورة

دموع ووالدها - زمان الوصل

"خذوا عينيّ وأعطوها لأبي كي يراني ويتمكن من معانقتي"، بهذه الكلمات البريئة ناشدت الطفلة "دموع" ذات السنوات الثماني أطباء والدها المصاب "أيمن سلامة" الذي فقد قدميه وبصره وسمعه وأصابع من يده في إحدى المعارك التي خاضها مع المقاومة السورية ضد نظام الأسد والمليشيات المقاتلة إلى جانبه منذ سنوات، وتجلس "دموع" التي أخذت من اسمها نصيباً إلى جانب والدها المصاب تحاول مواساته ومساعدته بما تستطيع، فيما اضطر شقيقها الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره للعمل في جني المحاصيل ليعيل عائلته، ويحلم سلامة أن يسترجع بصره ويستعيد أطرافه المفقودة ليعيش ككل الأسوياء ويتمكن من إعالة أطفاله السبعة، حيث يعيش في بلدة "قومليا" القريبة من مدينة "الريحانية" على الحدود السورية التركية بعد دخوله إلى تركيا للعلاج منذ سنتين.

وروى المصاب الذي ينحدر من بلدة "ماعين" بريف إدلب لـ"زمان الوصل" أنه أصيب برصاصة في رأسه بريف حلب الجنوبي وبعد تمكنه من الخروج من المكان بحوالي 1 كم تم استهداف السيارة التي كان داخلها بصاروخ "كورنيت" حراري أطلقته حركة النجباء الشيعية العراقية أثناء المعارك مع المقاومة السورية ففقد -كما يقول- قدمه اليمنى وبصره وأصيب بكسر في كف يده اليمنى وكسر في الساق وبعد إدخاله إلى تركيا للعلاج واستعادة وعيه فوجئ أن قدمه اليسرى مبتورة أيضاً، وكان وجهه -كما يقول- ملفوفاً بالشاش بسبب إصابته في الرأس، وبعد أن تم نزع الشاش فوجئ بأنه فقد البصر في كلتا عينيه.

وتابع الشاب المصاب أنه خضع لعمليتين في عينيه ولكن دون جدوى، وأُوقف العلاج بعد أن أخبره الأطباء أن لا أمل في الشفاء واستعادة البصر إلا بنسبة ضئيلة جداً.

وأشار محدثنا إلى أنه يخضع حالياً لعلاج سمعه الذي فقد جزءاً كبيراً منه جرّاء صوت الصاروخ ولا يرغب حالياً بتركيب أطراف صناعية نظراً لعدم حاجته لها بسبب فقدانه للبصر وعدم وجود من يساعده في المشي، علماً أنه بحاجة إلى أطراف ذكية وليست عادية في حال أراد تركيبها.

الشاب المصاب كشف أن أكبر أبنائه الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره يعمل ليعيل عائلته، لافتاً إلى أنه بدأ بقبض راتب بسيط من الهلال الأحمر منذ شهرين لا يكاد يسد أجار منزله وفواتير الكهرباء، ويضطر للاستدانة من المعارف والجيران ليغطي النفقات الأخرى.
وأضاف بنبرة مؤثرة "عايشين تحت رحمة الله تراكمت علينا الديون وحالتنا لا يعلم بها غير الله" وتابع أنه بحاجة دائمة لأدوية التهاب ومسكنات لأن غشاء الطبل في الأذن اليسرى مثقوب -كما يقول- بينما الأذن اليمنى لا يسمع بها إطلاقاً وتحتاج لزراعة حلزون.

وأشار محدثنا إلى أن "هيئة الإغاثة الإنسانية التركية" IHH كانت تهتم بعلاج عينيه وأطرافه وعندما رأوا أن لا جدوى من العلاج أوقفوه ويضطر -حسب قوله- لعلاج سمعه في المشافي الحكومية على نفقته الخاصة دون تغطية من أي مؤسسة أو جهة إغاثية وإنسانية.

ولفت "سلامة" إلى أنه التقى بالرئيس التركي "طيب رجب أردوغان" منذ سنتين في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، ووعده بجنسية تركية له ولعائلته ومنزل وراتب شهري وتسديد ديونه، ولكنه لم يحصل على أي من هذه الوعود باستثناء أجار منزله الذي بدؤوا بدفعه دون انتظام، مضيفاً أن صاحب المنزل هدد بإخراجه منه بسبب التأخر في دفع الآجار.

ونوّه محدثنا إلى أن بعض المنظمات الإغاثية كانت تعطيه في بداية إصابته ما بين 200 -300 ليرة تركية في فترات متقطعة، مشيراً إلى أن مندوبي هذه الجمعيات دأبوا عل زيارته في منزله والتقاط الصور ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعي دون أي مساعدة أو اهتمام باستثناء فحم للمدفأة قدمه له أحدهم السنة الماضية.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(210)    هل أعجبتك المقالة (215)

كمال الشامي

2018-11-07

أين الطيب رجب أردوغان من وعده للمسكين ولفت "سلامة" إلى أنه التقى بالرئيس التركي "طيب رجب أردوغان" منذ سنتين في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، ووعده بجنسية تركية له ولعائلته ومنزل وراتب شهري وتسديد ديونه، ولكنه لم يحصل على أي من هذه الوعود باستثناء أجار منزله الذي بدؤوا بدفعه دون انتظام، مضيفاً أن صاحب المنزل هدد بإخراجه منه بسبب التأخر في دفع الآجار..


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي