اختتمت أمس أعمال ندوة "من السلاح إلى السلام: التحولات من العمل السياسي المسلح إلى العمل السياسي السلمي" التي عقدها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة على مدى يومي السبت والأحد، اختتمت بجلسة نقاشية حول حالات تحوّل منظمات مسلحة إلى أحزاب سياسية أو حركات اجتماعية سلمية، وشهادات قيادات سابقة في عدد من المنظمات المسلحة التي تحولت إلى العمل السياسي، وذلك بحضور أكاديميين وباحثين متخصصين في تلك الحركات والمنظمات.
وناقشت الجلسة الأولى من أعمال اليوم الثاني تجارب التحول من السلاح إلى السلام في أفريقيا. وقدم ثولا سمبسون مداخلة بعنوان "دعاية مسلحة وحرب الشعب: طريق المؤتمر الوطني الأفريقي إلى السلطة 1984-1994"، ركّز فيها على المرحلة الحاسمة من النضال التحرّري في جنوب أفريقيا، بدءًا من أيلول/ سبتمبر 1984 الذي شهد انتفاضة الضواحي الكبرى ضد نظام الفصل العنصري.
أما المداخلة الثانية فقدّمها ميهري تادل مارو بعنوان "الانتقال في إثيوبيا: من الكفاح المسلح إلى سياسة الائتلاف"، وعرض فيها انتقال المنظمات المسلحة الإثيوبية إلى ائتلاف سياسي حاكم، كما عرض لمحة عامة عن الانتصار العسكري على النظام السابق، وانتقال شركاء الائتلاف من كونهم مقاتلين مسلحين ليُمسوا رجال الدولة.
وخُصصت أعمال الجلسة الثانية لعرض شهادات ثلاث لقيادات سياسية كانت جزءًا من عمليات الانتقال من السلاح إلى السلام في العالم العربي. وكانت الشهادة الأولى لأسامة رشدي، وهو متحدث سابق باسم الجماعة الإسلامية المصرية في الخارج، ومستشار سياسي لحزب البناء والتنمية في مصر. جاءت شهادته بعنوان "الجماعة الإسلامية المصرية: من المواجهة المسلحة إلى العمل السياسي السلمي". وعرض فيها مراحل مركزية في تطور الجماعة الإسلامية في مصر منذ سبعينيات القرن الماضي، مع التركيز على مرحلتَي التحول إلى العنف ومنه إلى السلم، وبيان أسباب هذا التحول والظروف المحيطة به.
وفي السياق ذاته، قدّم "أنيس الشريف"، وهو عضو سابق في الجماعات الإسلامية الليبية المقاتلة والناطق الرسمي باسم المجلس العسكري لطرابلس، الشهادة الثانية التي كانت بعنوان "تحولات الجماعات الإسلامية المقاتلة الليبية".
الشهادة الثالثة، شهادة عبد الله أنس، وهو قائد سابق لبعض الوحدات العسكرية للأفغان العرب ومدير سابق للمكتب التنفيذي للجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر، كانت بعنوان "تحولات الجيش الإسلامي للإنقاذ والتنظيمات المسلحة الحليفة له في الجزائر". وقد تطرقت الشهادة إلى ظاهرة اللجوء إلى حمل السلاح وسيلةً للتغيير السياسي، بالتركيز على حالة جبهة التحرير الجزائرية التي قادت حرب التحرير ضد المستعمر الفرنسي مع الإحالة على بعض التجارب الأخرى التي كان أنس جزءًا فاعلًا فيها.
واختتمت الندوة بجلسة حوار مفتوح وجّهه شفيق الغبرا بحضور قيادات لتنظيمات مسلحة سابقة عاشت تجارب تحوّل إلى الممارسة السياسية السلمية.
وقد حاولت هذه الجلسة مراعاة التنوع من حيث محتوى التجارب وأماكنها.
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية