أثارت الحكومة اليمينية الإسرائيلية الجديدة التي وقع حزبا الليكود وإسرائيل بيتنا اتفاقا لتشكيلها برئاسة بنيامين نتنياهو زعيم الليكود حالة من الترقب الأوروبي، والقلق العربي، خاصة أن الاتفاق وضع الإطاحة بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مقدمة أولوياتها.
ولوح المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا بتغيير الاتحاد الأوروبي لسياسته تجاه إسرائيل في حال عدم التزام حكومتها بالمبادئ المتفق عليها.
وقال إن "الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل مع أي حكومة إسرائيلية مستعدة لقبول الحل على أساس الدولتين وإذا لم يحدث هذا فسيكون الوضع مختلفا وهم يعلمون هذا".
وأضاف أن الاتحاد سيتعاون مع وزير الخارجية الإسرائيلي المكلف أفيغدور ليبرمان إذا أبدى استعداده للحوار مع الفلسطينيين والاعتراف بدولة فلسطينية.
وأوضح سولانا أمس الاثنين في بروكسل "نحن على استعداد للتعاون بشكل طبيعي مع حكومة إسرائيلية تستكمل المحادثات وتعمل على أساس حل الدولتين" مؤكدا أنه "سيتبدل الأمر في حال عدم حدوث ذلك".
وفي اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في بروكسل قال وزير خارجية التشيك كارل شفارتسينبيرغ -الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد- إن الاتحاد سيحاكم ليبرمان عبر أفعاله.
تحذيرات عربية
وفي بروكسل أيضا حذر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط من وصول اليمين الإسرائيلي إلى الحكم في إسرائيل.
وقال أبو الغيط في كلمة أمام البرلمان الأوروبي إن هناك عنصرا سلبيا وربما مدمرا وهو ظهور حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل وإذا نفذ اليمينيون ما يقولونه منذ بضعة أعوام فسنواجه جميعا عواقب بالغة الخطورة وأوضاعا في غاية الصعوبة.
وكان الوزير المصري قد ناقش تشكيل الحكومة اليمينية في إسرائيل مع المسؤولين في الاتحاد الأوروبي أثناء لقاء بهم الأحد.
وفي القاهرة أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن إعلان حزبي الليكود وإسرائيل بيتنا عن الاتفاق على تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي تمثل اليمين المتطرف هي رسالة إسرائيلية واضحة برفض كل أشكال السلام والتركيز على السلام الاقتصادي وهو الأمر الذي حذرت منه الجامعة العربية أكثر من مرة.
وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي المحتلة في الجامعة العربية محمد صبيح إن وصول ليمين المتطرف لسدة الحكم يؤكد أنه لم يعد هنالك ألوان مادية في إسرائيل، وهذا يضع مسؤولية كبيرة على القمة العربية الدورية المقبلة في الدوحة وعلى عاتق الأطراف الفلسطينية المتحاورة في القاهرة.
ملامح الاتفاق
وبموجب الاتفاق فإن حزب إسرائيل بيتنا سيحصل على خمس حقائب من بينها الخارجية التي ستوكل لزعيمه أفيغدور ليبرمان، أما بقية الحقائب التي سيتولاها فهي الأمن الداخلي والبنية التحتية والسياحة ودمج المهاجرين الجدد.
كما شمل الاتفاق تفاصيل توزيع الحقائب والخطوط السياسية العريضة للحكومة المقبلة التي ستضم أحزاب اليمين المتطرف, التي ترفض مبدأ حل الدولتين والانسحاب من الضفة الغربية.
وجاء في الاتفاق "الإطاحة بحكومة حماس في قطاع غزة ستكون هدفا إستراتيجيا إسرائيليا، تعمل الحكومة بعزم لوقف أي قصف على إسرائيل مع التركيز على النيران القادمة من قطاع غزة، ولن تجري الحكومة أي مفاوضات سياسية مع منظمات أو عناصر إرهابية".
كما جاء في الاتفاق أيضا "تبذل إسرائيل قصارى جهدها خاصة على صعيد المجتمع الدولي للحيلولة دون تسلح إيران نوويا مع التأكيد على أن امتلاكها للسلاح النووي الذي سيمثل خطرا على إسرائيل ودول المنطقة والعالم الحر بأسره أمر غير مقبول".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية