أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المركز العربي يفتتح ندوة تناقش الانتقال من السلاح إلى السلام

ركزت أعمال اليوم الأولى من الندوة على دراسة حالات عربية

انطلقت أعمال ندوة "من السلاح إلى السلام: التحوّلات من العمل السياسي المسلّح إلى العمل السياسي السلمي"، التي يعقدها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات وتستمر يومي 3-4 تشرين الثاني/ نوفمبر، في مقره بالدوحة.

الندوة، التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة العربية لجهة المضمون العلمي، تبحث في حالات الانتقال من العمل السياسي المسلّح إلى النشاط السياسي غير المسلّح، من خلال نماذج مختلفة من العالم، ومن ناحية الخبرات السياسية والأكاديمية المشاركة في أعمالها من خلال أوراق ودراسات علمية معمّقة. 

وقدم الباحث "حمزة المصطفى" مداخلة بعنوان "من السلاح إلى المفاوضات: تقييم تحولات الحركات الإسلامية السورية: (دراسة مقارنة بين "أحرار الشام"، و"جيش الإسلام"، و"فيلق الشام").

وعرض خلالها التغيرات الخطابية والسلوكية والهيكلية التي مست الحركات الإسلامية المسلحة في سوريا منذ التدخل الروسي في 2015 وتغير موازين القوى لصالح نظام الأسد.

وركز الباحث على نماذج "حركة أحرار الشام" و"جيش الإسلام" و"فيلق الشام" في محاولة لاستقصاء آليات عملها السياسي ومحدداته وسياقاته الظرفية والبنيوية، وتقييم مدى تأثيرها في استراتيجيتها الراهنة والمستقبلية".

وافتتح المفكر العربي "عزمي بشارة" الندوة بمحاضرة تحت عنوان "أربع ملاحظات في موضوع التحول من العمل السياسي المسلح إلى العمل السياسي السلمي".

وأشار "بشارة" إلى أن هذا الموضوع يتطلب مقاربة منهجية تكاملية ومركبة الأبعاد في العلوم السياسية وعلم الاجتماع والتاريخ الراهن، مشيرا إلى أن أسوأ ما جرى لهذا الموضوع بوصفه موضوعًا للدراسة والبحث هو أنّه يُقارَب منذ بداية قرننا الحالي من زاوية ما نمّطته تسمية "الحرب على الإرهاب" وما أفرزته من أفكار وسياسات عملية، ما عرقل دراستَه بمنهجٍ علمي، وأخضعه إلى أجندات سياسيّة مباشرة من دول كبرى وأنظمة إقليمية ومحلية دخلت في لعبة تبادل المصالح في شراكات واتفاقات، أو معاهدات حول ما يدعى بـ"محاربة الإرهاب".

وأكد بشارة أنه لا يجب أن يطمس الفوارق بين أنواع العمل المسلح وأنواع العمل السياسي السلمي. والعلوم السياسيّة في سعيها للتخلص مما تسميه أحكام القيمة، غالبًا ما تنزلقُ إلى عدم التمييز بين سلاحٍ وآخر. 

وطرح موضوع الانتقال إلى السلم ضمن إطار فروع العلوم السياسية المقارنة، فهي تبحث في الانتقال جميعها، مؤكدا أنه بحث غايته الوصول إلى السلم، مشيرا إلى أنه "مهما أنكر العاملون فيه والمهتمون به انحيازاتهم، فإنهم منحازون غالبًا إلى ما ينظّرون للانتقال إليه بأدوات العلوم الاجتماعية".

كما ناقش بشارة التحول من العمل السلمي إلى العمل المسلح، معتبرا أن التجربة العربيّة في الأعوام الأخيرة تُبيّنُ أنّ الاستبداد الذي لا يترك أي مجالٍ للإصلاح السياسي والتغيير السلمي، إذا اجتمع مع سياسة تهميش اجتماعي وممارسات إذلال جسدي ونفسي لفئات واسعة من المواطنين يخلقُ بيئة مناسبة للعمل المسلح.

في اليوم الأول أيضا قدم "عمر عاشور" منسق الندوة، ورئيس برنامج الدراسات الأمنية النقدية في معهد الدوحة للدراسات العليا، دراسة بعنوان "من مسلحين إلى سلميين: كيف ولماذا تتحول الجماعات المسلحة إلى النشاط السياسي اللاعنفي؟" 

وعقب كلمة عاشور محاضرة قدمها فرانك بيرل بعنوان "محاورة المسلحين: ملاحظات حول تنظيم القوات المسلحة الثورية "الفارك" واتّفاقات السلام الكولومبية".

وركزت أعمال اليوم الأولى من الندوة على دراسة حالات عربية في كل من مصر والعراق وسوريا، وتجارب في أوروبا لحركات وأحزاب مسلحة، وأميركا اللاتينية والكاريبي.

زمان الوصل - رصد
(205)    هل أعجبتك المقالة (211)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي