أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حيلة رئيس تحرير "الشرق الأوسط"*

الكاتب: إنها لنهاية حزينة لغسان شربل وهو يحاول - بلا جدوى - طَمْرَ منشار بن سلمان بالكلمات

حين لم يجد رئيس تحرير جريدة "الشرق الأوسط" غسان شربل شيئاً يختبئ خلفه، هرباً من إعلان موقفه في قضية اغتيال "زميله" جمال خاشقجي، حفرَ حفرةً على شكل مقالٍ عن "القواعد الصحافية" واختبأ فيها.

ولكن لسوء حظّه كانت الحفرة (المقال) أصغر بكثير من أن تتسع لصحافي شهير مثله ورئيس تحرير أبرز الصحف السعودية. كانت الحفرة بالكاد تصلح ليختبئ فيها صحافي مغمور يكتب باسم مستعار.

فمن بين كلّ وقائع الجريمة المروّعة التي حصلت لـ"زميله"، لم ينزعج شربل سوى من كسر القواعد المهنية في الصحافة التي تناولت الحدث!

لم ينزعج من كسر "القواعد" في الجريمة العادية (استعمال منشار).
لم ينزعج من كسر "القواعد" في الدبلوماسية (خطف مواطن في قنصلية بلاده).
لم ينزعج من كسر "القواعد" في الأعراف الدولية (تحويل مبنى دبلوماسي إلى مسلخ).
لم ينزعج من كسر "القواعد" في التصريحات الرسمية (تغيير الرواية أكثر من مرَّة).
بل إنه حتَّى لم ينزعج من كسر "القواعد" في التعاطف الإنساني (خوف الصحافيين العاملين في الإعلام السعودي من التعاطف مع زميلهم المغدور).

ذلك كلُّه لم يُزعج غسان شربل، بل أزعجه فقط "كسر القواعد" في الصحافة!

***

في مقاله الأول عن الجريمة، والمعنون بـ"اختفاء خاشقجي والحقيقة وتصفية الحسابات"، أراد غسان شربل اختراع قضية موازية لقضية الجريمة من أجل التلطّي خلفها. أراد الحفاظ على صورته كصحافي مرموق لا يمكن أن يقول إلا الحقيقة، ولا يمكن أن يُمالئ السلاطين على حساب دماء الزملاء.

لو بسَّطنا الحيلة التي استعملها غسان شربل في مقاله المذكور لوجدنا الآتي: جريمة في منزل استغلَّها أحد الجيران. المشكلة في نظر غسان شربل ليست في الجريمة، بل في الاستغلال! دم الضحية لا يُعتبر شيئاً أمام ثرثرات الجار الاستغلالي.

منشار الإعلام الافتراضي أهم من منشار بن سلمان الحقيقي. هي ذي خلاصة مقاله.

***

في مقاله الثاني عن الجريمة، والمعنون بـ"الحادث المؤلم وخيار المحاسبة"، كتبَ غسان شربل بلغةٍ متينةٍ ما يقوله سعود القحطاني بلغةٍ ركيكةٍ. أعاد صياغة الكلام الذي يقوله موظَّفو الديوان في قالب الرأي الذي كُتِبَ بيدٍ حرَّة.

أشاد شربل بـ"شفافية" السعودية في تعاملها مع الحدث، وأشاد بفتحها أبواب القنصلية ومنزل القنصل للتفتيش، بل وأشاد "بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان"!! معتبراً ذلك "عدلاً" و"شفافية"!! مختتماً مقاله بالقول: "إنه منطق الدولة والمسؤولية والمؤسسات"!!

***

إنها لنهاية حزينة لغسان شربل وهو يحاول - بلا جدوى - طَمْرَ منشار بن سلمان بالكلمات... واستغفالَ القارئ بمصطلحات منمَّقة... وحَجْبَ برْكة الدم بلوغو "الجزيرة".

*من كتاب "زمان الوصل"
(406)    هل أعجبتك المقالة (451)

عبدالحكيم احمد

2018-11-01

كغيره من المأجورين للسلطه.


سعيد

2018-11-09

قلم مأجور يكتب باحر عن قلم مأجور ..النهاية مجرور .. ماهم بتكتب منيح بس تكون من راسك ..اما هيك ماجور.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي