فقد طفح الكيل من تصريحات ومواقف وتصرفات بعض السياسيين الحمقى في لبنان والذين ينتمون إلى جماعة 14 آذار أو شباط لا يهم ولا يغير بالمضمون شيء... ولم تعد تنفع معهم أحاديث البشر ولا أصوات العقل والضمير والشرف... فقد تنازلوا عن كل ذلك، وعن انتماءاتهم الوطنية، وحتى عن المبادئ التي يتشدقون بها من حرية وسيادة واستقلال من أجل مصالح سياسية فردية وآنية... ولو بقيت تصرفاتهم محصورة في شأنهم الداخلي، لما أعرت لهؤلاء أية نظرة أو أشغلت وقتي بعبثهم وسعيرهم ... ولكن تطاولهم وإساءاتهم لكل ما يمت لسورية وشعبها بصلة فاق حد اللباقة المتعارف عليها بين البشر... والاختلاف بالرأي السياسي أو بالمواقف لا يبرر لهم ولا لغيرهم هذا النوع من الخطاب لا من قريب ولا من بعيد... ولم أعد أنظر أليهم نفس النظرة التي أتبادلها مع الآخرين من البشر... فعذراً إذا خرجت عن المؤلف بالتخاطب والتعبير عن الرأي عند التحدث عنهم... ... فليس في الأمر شتيمة أو تطاول على شخصيات اعتبارية لها قيمة وشرعية فقد فقدتها منذ زمن بعيد... ولست ممن يتبعون المثل القائل" وان جنوا ربعك عقلك ما ينفعك"... فالحديث حديث عقل وفكر وليس موجه لهم لأنهم فقدوا المنطق والعقل وهم بجنونهم وفجورهم وحقدهم وتحريضهم منتشين... بل هو موجه للعقل المحلل، النظيف، البعيد عن الأفكار المشوشة، المسبقة المقولبة ... وهو عبارة عن فكرة علها تصل بمضمونها ولو كانت بقالب ساخر...
خبير الحمير... وجماعة 14 آذار...
في كل عام ومع بداية فصل الصيف يحط الرحال على تخوم قريتنا الجبلية مجموعة من الغجر الرحل الذين يستخدمون الحمير كوسيلة مواصلات في حلهم وترحالهم يطلق عليهم أهل القرية اسم "النور أو القرباط". وكما جرت العادة يعرضون حميرهم الفتية والقوية للمبادلة مع الحمير المسنة والضعيفة التي يقتنيها بعض فلاحي القرية لمساعدتهم في أعمالهم الزراعية حيث لا يمكن لوسائل النقل الأخرى الوصول إليها بهدف الحصول على مبلغ مالي إضافي نتيجة هذه المبادلة بالإضافة إلى الحمار الهرم. وتتم عملية المبادلة بمساومة على المبلغ الإضافي الذي سيدفعه الفلاح للحصول على حمار فتي وقوي أي على كر مميز.. وتترافق مع ضجة وأصوات مرتفعة تتخللها بعض الشتائم بحق الحمير وأشكالها ومن يقتنيها... ينخفض السعر ويعلو حسب مواصفات وميزات الحمار المعروض للمبادلة... وهذه العملية طبيعية وأزلية إلا أنها هذه المرة أخذت منحى آخر تتخلله بعض اللمحات السياسية حول الوضع في المنطقة وصخب لا يقل جلبة وسخونة عن التوتر السائد فيها.. وسأنقل لكم المحادثة التي جرت بين المزارع والنوري بتصرف:
المزارع: لماذا ترفع السعر هكذا... ألا ترى بأن هذا الكر حالته لا تطمئن وهو سنكوح مسلول ويرتعش ويرتجف بين الهينة والأخرى وينط على رجل واحدة وقبيح المنظر والصورة وصوت نهيقه مزعج ونشاز وتصرفاته تشبه تصرفات وليد جنبلاط ... فهذا النوع من الحمير لا يصلح للزراعة بل لألعاب السيرك والتهريج... وهذا لا سمح الله ليس انتقاصاً من قدر الحمير وقيمتها.. وحاشى الحمير وأنسابها من النغال والبغال على هذا التشبيه... وعذراً من كل منظمات وجمعيات الرفق بالحيوان... فأين الثرى من الثريا؟.
النوري: من تفكر نفسك... لماذا تقلل هكذا من قيمة حميري وقدرهم... أم أنك تريدني أن أبيعك حمار يشبه رامبو... والله هذا الكر أحسن من سعد الحريري وسمير جعجع؟.
المزارع: وأين الفرق... حتى بين أنواع الحمير المحلية صار هناك تمييز؟..
النوري: بالطبع... بالطبع... لماذا ألا تعرف بأن للحمير مقامات.. فبعضها مطعم على أصل فرنسي مثل مروان حمادة ..... والبعض الأخر على أصل أمريكي مثل أمين الجميل.. وهناك حمير مطعمة على أصول انكليزية وأخرى على خليط من الأصول لا يعرف لها رأس من أساس مثل احمد فتفت وأكرم شهيب ووليد أبو فاعور ... والقائمة تطول ... ولا تنسى الأتانات الهرمات المستهلكات مثل نائلة معوض وجلول... فلا أصل لهن ... وأنت سيد العارفين بأننا نحن ونحن فقط خبراء حمير.. ولكل أصل من الحمير صفاته النوعية والشكلية وسمعته، ونميزها عن بعضها البعض بلون شعرها وأشكال رؤوسها وحوافرها وطول آذانها وبقوة تحملها العمل وقدرتها، ووفاءها لصاحبها، ونغم نهيقها وطريقة مململتها بالتراب وعنفصتها وقوة رفسها وعضها...
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية