من القلمون إلى الرستن.. "محمود اللوز" ناشط إعلامي أخلص للثورة وقضى على الخطوط الأمامية

اللوز

في الخامس والعشرين من تشرين الأول أكتوبر/2015 ودعت ميادين الثورة في حمص الناشط الإعلامي "محمود اللوز" الذي قضى بعد يوم من إصابته بشظايا صاروخ (اسطوانة) أثناء تغطيته للحملة الروسية على ريف حمص الشمالي، بعد يومين من ارتقاء شقيقه الطبيب "خالد اللوز".

وأشار الناشط "عامر الناصر" لـ"زمان الوصل" إلى أن الشهيد اللوز "كان من النشطاء الفاعلين في حمص ودائماً على الخطوط الأولى في تغطية المعارك، وخاض -كما يقول- معارك عديدة بدءاً من مدينة "القصير" إلى القلمون ويبرود ثم "معركة قادمون".

وكشف "الناصر" أن الشهيد الشاب الذي ينحدر من عائلة مثقفة درس في ابتدائية "تير معلة" بريف حمص، ثم انتقل إلى الإعدادية فالثانوية فحصل على الشهادة التي أتاحت له الدخول إلى الجامعة في قسم الهندسة الكهربائية بجامعة حمص.

واختار النشاط الإعلامي منذ بداية الثورة في قريته الصغيرة قبل أن ينتقل إلى "الرستن" لينقل واقعها الثوري.

وأردف أن الناشط اللوز "كان أحد أهم المصادر الميدانية للتقارير عن ريف حمص الشمالي خلال أكثر من عام"، مضيفاً أنه كان "ودوداً في تعامله مجدّاً في عمله الإعلامي على جبهات القتال، ونشاطاته الإنسانية في إغاثة النازحين بريف حمص الشمالي، متميزاً بعمله مخلصاً لشعبه ووطنه".

وتابع محدثنا أن الناشط الشاب انتقل بعدها إلى مدينة "القصير" أثناء اجتياحها ووثق ونقل واقعها، ثم انتقل إلى القلمون ويبرود وحضر معاركها ثم مع بداية "معركة قادمون" عاد إلى ريف حمص الشمالي بغية المشاركة في فك الحصار عنه.

ولفت "الناصر" إلى أن "اللوز" الذي ينتمي لعائلة معارضة برمتها للنظام عمل مديراً للمكتب الإعلامي في "فيلق حمص"، وعُرف بتغطياته الميدانية للمعارك والمواجهات بين الجيش الحر وقوات النظام في العديد من الجبهات، مضيفاً أنه "لم يبرح مكان تواجده وهو يغطي جميع الجبهات القتالية إعلامياً وحربياً بشجاعة فائقة ومهنية عالية، خصوصاً في المعارك الأخيرة".

وأضاف أنه "كان على الخطوط الأمامية في بلدة تير معلة قبل أن تطاله شظايا صاروخ" وخضع -كما يقول محدثنا- لعملية جراحية تم استئصال الطحال -البنكرياس- فيها ولكنه فارق الحياة، علماً أن الشهيد "اللوز" تعرّض لثلاث إصابات إحداها في معركة تحرير حاجز "التمثال" الواقع في مدخل مدينة "الرستن" الجنوبي عام 2012، ثم في معركة "الهلالية"، حيث أصيبَ في يده، وأخيراً في معركة "وإن استنصروكم" لتحرير كتيبة "زور السوس" بريف حمص الشمالي والتي أُصيبَ فيها أيضاً بيده وقدمه.

وبدوره روى شقيق الشهيد "محمد اللوز" أن محموداً كان في إحدى جولاته في "تير معلة"، وأثناء توثيقه لقصف الطيران الحربي لقريته طلب منه مرافقه وزميله في التوثيق أن يبدلا مكانهما بسرعة، إلا أنه أجابه بنبرة الزاهد الواثق الذي باع لله نفسَه قائلاً له: "ما بدنا.. بدنا نموت؟ أهلا وسهلاً".

وأردف أن "الشهيد اللوز كان رجلاً كهلاً في حكمته التي تجري في جسدِ شابٍ يافع. وعُرِفَ بابتسامته التي لا تغيب، وكان شاباً خلوقاً ودوداً، أينما حلَّ حلَّت معه أجواء المرح والضحك والمزاح، محبوباً من أصدقائه وأهله ومعاشريه".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(248)    هل أعجبتك المقالة (254)

محمد

2018-10-26

الله يتقبله.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي