شهدت الفترة الماضية ولادة تشكيل عسكري جديد في الشمال السوري المحرر يتبع لـ"فيلق الشام"، وذلك تحت مسمى "الفرقة 20"، يضم بالدرجة الأولى أبناء المنطقة الشرقية وقسماً من مهجّري منطقة "القلمون" الشرقي بريف "دمشق".
التقت "زمان الوصل" مع "أبو برزان السلطاني" القائد العام للتشكيل الجديد، لشرح بعض القضايا التي تتعلق بمستقبل الأجزاء الشرقية من سوريا، وفيما يلي نص اللقاء:
*هل ما تزال تشغل منصب نائب القائد العام لـ"فصيل أسود الشرقية"، وما هو مشروعكم الجديد في الشمال السوري؟
-لقد استقلت من "أسود الشرقية" دون أي خلاف مع الإخوة هناك على أمل بناء مشروع جديد في الشمال السوري، حيث أعلنا قبل أيام تشكيل "الفرقة 20" كخطوة نحو التأقلم مع المتغيرات السياسية والعسكرية المتسارعة التي تشهدها المنطقة، وللحفاظ على مقاتلينا من التشتت في الشمال السوري، قمنا بالتنسيق مع الإخوة في "فيلق الشام" من أجل تشكيل فرقة عسكرية تحت مسمى "الفرقة 20" تتبع للفيلق، وتضم كوادر من أبناء الشرقية ومن الثوار المهجّرين من "القلمون" ومناطق أخرى.
*ما هو السبب وراء انتقالكم إلى العمل مع تركيا كحليف جديد؟ وماذا عن التصريحات التركية بما يخص شرق الفرات؟
-بعد الانعطافات السياسية الدولية الأخيرة والتي أثرت سلباً على الثورة السورية، ثبت لنا أن تركيا هي من أصدق الحلفاء للثورة، فنحن كأبناء الشرقية (ثوار، مهجّرين) على حدٍ سواء، لم تُقدم لنا يد العون للعودة إلى مناطقنا إلا من تركيا، في وقتٍ نرى فيه الكثير من الدعم الدولي الذي يقدّم لميليشيات "قسد" وللنظام السوري من قبل حلفائه، ولا ننسى أيضاً أن تركيا بذلت دماءً من أبنائها على التراب السوري، ونحن الآن نعمل ضمن المشروع "التركي" في الشمال، وفق الأطر والثوابت الثورية والوطنية، وهدفنا العودة إلى مناطقنا التي هجرنا منها تنظيم الدولة واحتلتها ميليشيات "قسد" فيما بعد.
أما فيما يخص مسألة شرق الفرات ستكون على مراحل ولا يمكن الحديث عنها قبل طرد "قسد" من غرب الفرات "منبج"، وأبناء الشرقية هم المعني الأول بهذه المعركة لكونها طريق العودة إلى بلداتهم، ولن تكون الانطلاقة بعيدة، وبذلك سنشهد تمدد للمنطقة الخضراء على الخارطة السورية.
*ماهي علاقتكم بفصائل الشرقية الموجودة سابقاً في الشمال السوري ولماذا لم تعملوا معهم؟
-نحن نعمل معاً في "الجيش الوطني"، وعلاقتنا معهم جيدة، بل كلهم تربطنا بهم قرابة دمٍ وأخوة ونحن وهم بأمس الحاجة للانسجام التام فيما بيننا، وفي الأيام القادمة سنعمل على تكثيف الجهود لإيجاد رؤية تحقق لنا الأهداف المنشودة بتحرير الشرقية من "قسد".
* كيف تنظرون إلى الأكراد على اعتبار أنهم مكون موجود أساساً في المنطقة الشرقية؟
-نظرتنا إلى السوريين على اختلاف انتمائهم القومي والعقائدي متساوية، وعلى الرغم من ظهور جماعات كردية شبيهة بتنظيم "الدولة"، إلا أن هذا لا يعني أن نحمل كل الأكراد وزر الأعمال التي تقوم بها بعض المجموعات المنتمية لهذا المكون.
خلافنا هو مع الأحزاب الانفصالية "الكردية" فحسب، هم لا يختلفون عن النظام وميليشياته، مشروعهم في السيطرة على مناطق الشرقية أضعف من دور الأغلبية العربية هناك، ونحن نعمل مع شركائنا لإيجاد مشروع سياسي وعسكري وخدمي جامع لأبناء الشرقية على اختلاف قومياتهم ودياناتهم.
*هل لك أن تشرح لنا أكثر عن هذا المشروع؟ ومن حيث إدارة المنطقة هل لديكم أسلوب مغاير لطرق الإدارة المتبعة عند "قسد" والنظام؟
-يعدّ ملف المنطقة الشرقية من أبرز الملفات المعلقة في سوريا وهناك تعقيدات كبيرة، ولهذا فإننا كأبناء منطقة بحاجة إلى جسم سياسي مقبول بين مختلف القوى والفعاليات فيها، توكل إليه مهمة التمثيل السياسي برعاية "تركية" حتى لا يحتكر كل من النظام و"قسد" تمثيل أبناء المنطقة في أي تحركات سياسية قادمة.
وبالنسبة للحراك العسكري سنحتاج إلى تنسيق الجهود مع جميع إخواننا في الفصائل والمجاميع العسكرية في الشمال، وهذه أولويتنا بالوقت الحالي، كما أن أي حل سياسي حقيقي في المنطقة يحتاج الى تفاهم "تركي -أمريكي" و"تركي-روسي"، وعلينا الاستثمار في مساحة تفاهم متاحة ما لم تؤدِ إلى إعادة إنتاج النظام برموزه ومؤسساته الأمنية.
*ما تعليقكم على حوادث الاقتتال المتكررة بين فصائل المقاومة وعلى الاتهامات الموجهة لها بالتعدي على أملاك المدنيين في مدن ريف حلب الشمالي؟
-أصدرنا تعليمات واضحة لجميع قطاعاتنا في ريف حلب الشمالي (عفرين، جرابلس، الباب)، بالالتزام بقوانين وقرارات "الشرطة الحرة" والشرطة العسكرية، فمسؤولية حفظ الأمن تعود لهم وقراراتهم نافذة علينا، كفصائل عسكرية دورنا على الجبهات وفي المعسكرات، فيجب ترك إدارة المدن وحفظ أمنها للمجالس المحلية و"الشرطة الحرة".
تدّخل الفصائل العسكرية بهذه الأمور أولاً وعدم محاسبة المقاتلين المخطئين أو عدم تقديمهم للمحاكم المختصة ثانياً، هي من أهم الأسباب التي أوقعت الفصائل بدوامة نزاع أثرت على حاضنته الشعبية، فأوصي نفسي وإخواني في الفصائل بأن واجبنا هو رفع الظلم عن المدنيين، وجعل الشمال السوري نموذجا للاستقرار والحياة الحرة الكريمة عكس ما يعاني منه بقية شرائح المجتمع السوري تحت حكم الأسد و"قسد".
*أنتم بهذا الخطاب تُبرِئون أنفسكم، لكن في النهاية أنتم من ضمن هذه الفصائل، ما هو دوركم في الحد من هذه التجاوزات؟
-لسنا بصدد تبرئة أنفسنا واتهام غيرنا، لكن نحن حديثو عهد بالشمال السوري ويؤسفنا ما شاهدناه في المنطقة بعد التهجير، الآن نقوم بما أمكن للوقوف بوجه المخطئين، وأنتم كإعلام بموقع المراقب عليكم تسليط الضوء على مثل تلك التجاوزات في حال بدر منا أخطاء.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية