تواصل قوات النظام السوري عمليات الهدم الممنهجة التي تستهدف الأبنية السكنية في محيط منطقة "الغوطة" الشرقية بريف "دمشق"، وسط حالة من الاستياء لدى أبناء المنطقة من استمرار تلك الأعمال وعدم حصول المتضررين منهم على أي تعويضات مادية حكومية حتى الآن.
في السياق ذاته قال الناشط الإعلامي "براء محمد" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن قوات النظام كثفت في الآونة الأخيرة من عمليات الهدم في مناطق مختلفة من "الغوطة" الشرقية، لكنها ركزّت بشكلٍ كبير على هدم وإزالة الأبنية العمرانية في "حرستا" بما فيها مساجد المدينة وهي (عمار بن ياسر، خالد بن الوليد، الأفندي)، وذلك بحجة قربها من الطريق الدولي، ووقوعها ضمن المخطط العمراني الجديد الذي وضعته محافظة ريف دمشق لمدن وبلدات "الغوطة" الشرقية.
وأضاف "وصل النظام إلى عمق 300 متر في عمليات الهدم وإزالة الأبنية السكنية في الأحياء الغربية لمدينة "حرستا" المحاذية للأوتوستراد الدولي، خلافاً لمسافة 80 متراً التي أعلنها النظام سابقاً، في ظل عدم تمكن الأهالي المتضررين من الاعتراض على تنفيذ قرارات المحافظة خشية تعرضهم للاعتقال أو المساءلات القانونية".
وأشار محمد إلى أن النظام بدأ وعقب سيطرته على المنطقة بتنفيذ مخططه الرامي إلى الإجهاز على ما تبقى من مساجد الغوطة الشرقية ومراكزها الدينية، حيث تعمد خلال السنوات الماضية استهداف المساجد بالطيران الحربي والبراميل المتفجرة، انتقاماً من المدنيين الذين استخدموا تلك المساجد كنقاط انطلاق للمظاهرات الشعبية المناهضة لنظام الأسد.
بدورها أشارت السيدّة "أم ثائر" وهي من سكان مدينة "حرستا" إلى أن النظام ما يزال يمنع دخول المدنيين إلى الجزء الغربي من مدينة "حرستا"، كما أنه يمنع المزارعين من زيارة أراضيهم الزراعية وبيوتهم المدمرة.
وبينّت في حديثها لـ"زمان الوصل" قائلة "حاولت مراراً الحصول على تصريح أمني لأتمكن بواسطته من الدخول إلى "حرستا"، ورؤية منزلي بعد انتهاء سنوات الحرب، لكن في كل مرّة كنت أفاجأ بقرار النظام أن لا ملكية عقارية لأحد في الأحياء الغربية من المدينة لكونها تحولت إلى منطقة عسكرية خاضعة لسيطرة قوات النظام في الوقت الراهن"، حسب تعبيرها.
كانت قوات النظام شرعت منذ عدّة أشهر بإجراءات مماثلة في حي "جوبر" الدمشقي، إذ نفذّت عمليات هدم وإزالة ممنهجة طالت مساجد (التقوى، الرحمة) وجامع "جوبر" الكبير، وتحظى جميعها بمكانة دينية هامة عند أبناء المنطقة، كما قام أيضاً بتفجير الأبنية السكنية المحيطة بها بحجة قربها من المتحلق الجنوبي.
ووفق "محمد" فإن هدف النظام من وراء أعمال الهدم التي يشهدها حي "جوبر" هو طمس معالم الحي الدينية، وتغيير ملامحه التاريخية الأصلية قبل الشروع ببدء إعادة الإعمار التي يروج لها النظام، ولا سيما في ظل عدم وجود موقف أو اعتراض من قبل "مديرية أوقاف ريف دمشق" ورجال الدين الموالين للنظام على الهدم.
واستدرك بالقول "لم يسمح النظام لأبناء حي (جوبر) حتى اللحظة بالدخول إلى الحي والعودة إلى بيوتهم".
حَرّم النظام على سكان "الغوطة" الشرقية، ترميم أملاكهم، إضافةً إلى أنه فرض عليهم إزالة ركام البيوت المهدّمة على نفقتهم الخاصة، وإلا سيُغرم صاحب المنزل بغرامات مالية كبيرة، نظراً لعجز النظام عن تولي مهمة إعادة الإعمار في سوريا من جهة، وبغية ابتزاز الأهالي المتضررين أو الذين لا يستطيعون العودة إليها ودفعهم في النهاية لبيع ممتلكاتهم بأسعار زهيدة لتجار يعملون مع النظام وحلفائه من جهة أخرى.
جدير بالذكر أن "علاء إبراهيم" محافظة النظام في ريف "دمشق" أعلن في وقتٍ سابق أن "تكلفة إعادة إعمار وتأهيل مدن وبلدات (الغوطة الشرقية)، تقدّر بـ 450 مليار ليرة سورية، وتتضمن تكلفة تأهيل طريق (حرستا) الدولي".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية