أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إستئناف محاكمة منتظر الزيدي للاستماع لشهود الاعتداء على بوش

تستأنف في بغداد اليوم محاكمة الصحافي العراقي منتظر الزيدي المتهم بالاعتداء على الرئيس الاميركي السابق جورج بوش في واقعة رميه بحذائه.. فيما بدأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كانبيرا اليوم مباحثات رسمية مع نظيره الاسترالي كيفن رود وعدد من كبار البرلمانيين والمسؤولين تتناول تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين ومساهمة الشركات الاسترالية في اعادة تعمير العراق.

ومن المنتظر ان تستمع المحكمة الجنائية العراقية المركزية في جلستها اليوم الى شهود جدد في واقعة رمي الزيدي بفردتي حذائه على بوش بعد ان كانت قد استمعت لدى بدء محاكمته في التاسع عشر من الشهر الماضي الى اثنين من الشهود والى افادة الصحافي نفسه. فبعد جلسة لم تستغرق طويلا مثل خلالها الصحافي في فضائية البغدادية العراقية منتظر الزيدي المولود في 15 كانون الثاني (يناير) عام 1979 امام المحكمة التي تقع بالقرب من المنطقة الخضراء وسط بغداد والمسؤولة عن المتهمين بقضايا ارهاب بتهمة رشقه بوش بحذائيه خلال زيارته الى بغداد قبل انتهاء ولايته أواخر العام الماضي ففد اعلن قاضي المحكمة فائق العليان عن تأجيل المحاكمة بعد ان اثار محامو الزيدي عدم شرعية زيارة بوش الى العراق بصفته رئيس الدولة المحتلة. وقال القاضي انه سيتم الكتابة الى مجلس الوزراء من اجل توصيف الزيارة قانونا وهل هي لرئيس دولة الى اخرى ذات سيادة ام انها لرئيس دولة محتلة للبلد الذي تحتله.

ويعتمد دفاع فريق محامي الزيدي البالغ عددهم 25 محاميا في دفاعه لائحة تركزعلى عدم وجود مادة في القانون العراقي تحاسب على قيام الزيدي برمي حذائه في وجه بوش وان زيارة الرئيس الاميركي غير قانونية اصلا لانه رئيس الدولة التي تحتل العراق باعترافها واقرار الامم المتحدة لذلك.

 وقد ادلى الزيدي بافادته امام المحكمة انذاك مؤكدا انه قام بهذا العمل لان الرئيس الاميركي السابق هو "المسؤول عن الجرائم التي حدثت في العراق".. مضيفا انه لاحظ بوش يتحدث ويبتسم وينظر الى رئيس الوزراء نوري المالكي بابتسامة جليدية بلا دم وبلا روح واخذ يمزح مع المالكي ويقول انه سوف يتناول العشاء معه بعد المؤتمر". واضاف "في تلك اللحظة لم ار الا بوش. اسودت الدنيا في عيني وكنت اشعر ان دماء الابرياء تسير من تحت اقدامي وهو يبتسم تلك الابتسامة قادما ليودع العراق في العشاء الاخير بعد اكثر من مليون شهيد والخراب الاقتصادي والاجتماعي في البلد". وقال "في تلك اللحظة شعرت ان هذا الشخص هو القاتل الاول لشعبي وانا جزء من هذا الشعب لذا حاولت ان ارد ولو بجزء يسير فانفعلت وضربته بالحذاء لانه المسؤول عن الجرائم التي حصلت في العراق". واضاف الزيدي "رميت الحذاء بوجه بوش فلم تصبه الفردة الاولى". واضاف ان الفردة "الثانية جاءت لا ارادية ورميته بها ولم تصبه وانا لم ارد المساس برئيس الوزراء العراقي او احراجه". واكد قائلا " اردت ان اعبر عما في داخلي وداخل الشعب العراقي كله بكل اتجاهاته وما يكنه لهذا الرجل بالذات من كراهية بهذه الطريقة".

وقال "في ذلك اليوم لم اكن ابيت النية لغرض الاعتداء عليه (بوش) ولدى بدء المؤتمر كان المالكي يتحدث وبعد الانتهاء من كلامه بدأ بوش بالحديث". وتابع ان بوش "تحدث عن انتصاراته ومنجزاته في العراق..اي منجزات يتحدث عنها. قتل اكثر من مليون وبحار من الدماء وانتهاك مساجد وقتل من فيها واغتصاب النساء واذلال العراقيين في كل يوم وساعة". واضاف ان "هناك اكثر خمسة ملايين يتيم عراقي ومليون ارملة وثكلى، بسب الاحتلال".

وجادل الزيدي القاضي الذي صرح ان بوش كان ضيفا على العراق فكيف تفعل ذلك قائلا "هذا غير صحيح لان كان يحضر في المنطقة الخضراء وهي تحت حمايته وحماية جيشه وهو يقود هذه القوات ومن غير المنطق ان يكون ضيفا على مكان هو مسيطر عليه". وردا على سؤال القاضي حول تصميمه على ضرب الرئيس الاميركي و تدربه على رمي الحذاء قال منتظر ان "ما حصل في المؤتمر الاخير كان آنيا".

والشهر الماضي رفضت محكمة التمييز الاتحادية العراقية تغيير التهمة الموجهة الى الزيدي  من الاعتداء على رئيس دولة اجنبية إلى اهانة رئيس الدولة وهو ما سيعرضه الى السجن 15 عاما. وكانت هيئة الدفاع قدمت لائحة الى محكمة التمييز الاتحادية طالبت بموجبها تغيير الوصف القانوني من المادة القانونية 227 والتي تتضمن الاعتداء على رئيس دولة اجنبية الى المادة 223 والمتضمنة اهانة رئيس دولة اجنبية. وتنص المادة "223 ف2" على انه يعاقب بالسجن لمدة لاتتعدى العامين او بالغرامة إذا ارتكبت اهانة ضد رئيس دولة أجنبية أثناء وجوده في العراق بينما تشير المادة 227 الى اصدار حكم بالسجن لمدة تتراوح بين 7 و15 عاما على مرتكب "جريمة" الاعتداء على رئيس دولة اجنبية خلال وجوده في العراق.

وقد وجه مالك قناة البغدادية عون حسين الخشلوك رسالة الى قضاة المحكمة طالب فيها ببراءة الزيدي وقال " انتم تقفون اليوم في دار العدالة العراقية تحاكمون العراقي مراسل البغدادية منتظر الزيدي على فعل لم يعد قضية جنائية او جنحة يصفها قانون بل قضية ودلالة اخذت ابعادا وطنية ودولية". واكد ان الزيدي يتمتع "بحسن السيرة ووطنية الانتماء ونقاء السريرة وكان بحكم عمله يعيش مع العراقيين ويدخل بيوتهم ويطلع عن قرب على معاناتهم وماسببه الاحتلال من ماس وما انتجه من ارضيات صالحة لنمو الجريمة والفساد وكان مدججا بالغيرة والحمية على اهله وشعبه مشحونا بكل معاني الرفض للاحتلال وممارساته بوضوح حاد ودون نفاق او تردد ولذلك كان ماقام به ردا تلقائيا منسجما مع هذا التراكم الانساني والوطني الذي اتصف به دالا دلالة صريحة حية صارخة على الاحتجاج والتعبير السلمي عن رفض الظلم والاذلال الذي طال ابناء بلده".

وكان الصحافي منتظر الزيدي الذي يعمل مراسلا قناة البغدادية العراقية التي تبث من القاهرة قد رشق بوش بالحذاء خلال مؤتمر صحافي مشترك كان يعقده في بغداد مع رئيس الوزراء نوري المالكي في الثالث عشر من كانون الاول (ديسمبر) الماضي. وأعلن المالكي أنه"سيتنازل عن حقه الشخصي في قضية الزيدي لكن لن يتنازل عن حق الدولة العراقية وضيفها في مقاضاة الزيدي عن تصرفاته". كما طالب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر القضاء العراقي والحكومة العراقية باطلاق سراح الزيدي معتبرا عدم تنفيذ ذلك "وصمة عار في جبينها".

ايلاف - اسامة مهدي
(90)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي