أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

محمد البابا .. سفير الألم الفلسطيني لزمان الوصل : كان بداخلي سؤال صعب ومؤلم هل أبكي على زميلي "فضل" أم أتابع مهمتي بالتصوير

«كان بداخلي سؤال صعب ومؤلم هل أبكي على زميلي "فضل" أم أتابع مهمتي بالتصوير، اخترت الخيار الثاني وبقيت أصور لمدة ثلاث دقائق حتى انهارت أعصابي».

 

بهذه الكلمات علق مصور وكالة الأنباء الفرنسية "محمد البابا" الفلسطيني الأصل والفائز بالجائزة الثانية لمسابقة أيام "اليابان" الدولية عندما التقاه  زمان الوصل .

 


الجائزة الفائزة شملت مجموعة من الصور التي التقطها "البابا" للزميل "فضل شناعة" (مصور وكالة رويترز) الذي استشهد بنيران الاحتلال في 16/4/2008.

وقد أعطانا في البداية فكرة عن المسابقة بالقول: «المسابقة الدولية الأولى والتي تنظمها مؤسسة أيام اليابان الدولية، تعتبر من أشهر المسابقات الدولية، في مجال الصورة الصحافية بفئاتها المتنوعة التي تتضمن فئة الأخبار، الرياضية، القصص الصحافية المصورة، الصور الجمالية، وتضم كل منها جوائز مختلفة وتشارك فيها وكالات الأنباء دون علم المصوّر لذلك لم أكن أتوقع الفوز».

الصورة الفائزة


أما عن الظروف التي رافقت التقاط الصورة وظروف استشهاد الزميل "فضل شناعة" يقول "محمد": «في/16/4/2008 علمنا أن قوات الاحتلال تقوم بقصف منطقة وسط "غزة" تدعى "جحر الديك" يومها ضربوا الناس الخارجين من المسجد هناك كنا نقوم بمهمة تصويرية حدث انفجار هائل قربنا وسقط عدد من الشهداء وقتها لم أكن أعلم أن "فضل" من بين الشهداء قمت بتصوير المصابين على الأرض وعندما علمت أن "فضل" استشهد سألت نفسي هل أبكي وأرثي زميلي أم أتابع التصوير ومع وصول سيارات الإسعاف تمالكت نفسي وضبطت أعصابي وقررت المتابعة وبقيت أصوّر لمدة ثلاث دقائق ثم أصبت بانهيار عصبي كامل ودخلت المشفى، الآن أنا مرتاح نفسياً لأني صورت الجريمة وكنت المصور الوحيد لها ولازلت هذه الجريمة تتفاعل في كل أنحاء العالم».


وعن مجموعة الصور التي فازت يقول: «هي قصة مصورة كما تعلمون فيها أطفال حوالي سبعة أطفال البعض منهم يركبون دراجة وفيها صورة "فضل" وسيارات الصحفيين».


أما عن الصعوبات التي رافقت عمله الصحفي في الحرب الأخيرة على غزة أضاف قائلا: «هذه أصعب حرب مرت علينا لقد صورت العديد من الاجتياحات والقصف ولكن الوضع في هذه الحرب كان صعبا للغاية، كنت أودع أبنائي الخمسة وأقبلهم صباحا وأقول لزوجتي بأني قد لا أعود هذا المساء كنا نتنقل في غزة ارواحناعلى أكفنا.

 حدثنا البابا عن اصعب المواقف التي تعرض لها : أصعب موقف فكان ذلك له بتاريخ 15/1 كنا نصوّر "برج الجوهرة" البرج الذي يوجد فيه عدداً من مكاتب المحطات التلفزيونية ووكالات الأنباء كنا نصوّر في البرج والإسرائيليين ضربوا علينا قذيفة تحذيرية وطلبوا خروج الصحافيين من البرج كنا خائفين بالفعل وأخذنا تحذيراتهم على محمل الجد ونزلنا إلى الشارع، كما تعرضت لخطر شديد في مدرسة "بيت لاهيا" أثناء القصف الإسرائيلي بالقنابل الفوسفورية فوق المدرسة ,كنت غير مصدق لما يحدث القنابل تهطل كالمطر علينا .... الحمد لله ولا زلت حيا "

 وعن طريقة تعامله مع وكالة الأنباء التي يعمل معها وهل كانت ترفض بعض الصور في الحرب أجاب "محمد": «لا أبدا، فنظام تعاملي مع الوكالة أنها تأخذ كل ما أصور وهي وفرت لي أثناء الحرب كل ما يمكن وذللت الصعوبات حتى أنهم نقلوني من بيتي في "جباليا" إلى بيت في منطقة أكثر أمانا».


الصورة هي فن التوقيت الجيد في ظل الظروف في "غزة" عن ذلك يقول "محمد": «التوقيت المناسب أمر مهم جداً وهو بالفعل شرط الصورة الناجحة ولكن في "غزة" لا تستطيع أن تأخذ راحتك في التصوير ولا تجلس كيفما تريد نحن في "غزة" (شغلنا حربي) ...أحداث سريعة ومتلاحقة ويجب أن يكون الصحفي على أهبة الاستعداد فقد يحدث أمامك أمراً مهولاً وقصفاً عشوائيا لا تستطيع أن تأخذ الزاوية المناسبة وترتاح لأخذ الصورة يجب أن تضبط أعصابك وتتعامل مع الكاميرا بشكل سريع».


رسالة ما يريد "محمد" إيصالها كمصور فلسطيني عن هذه الرسالة يقول: «رسالتي كمصوّر وكمواطن فلسطيني أوجهها للجميع  أن ينظر العالم جميعا بعينيين لا بعين واحدة نحن كفلسطينيين وليس كصحفيين فقط أريد أن أقول أننا نحيا في سجن من أربعة جدران إنه سجن حقيقي يطلبون منا أن نراعي السلام والقيود علينا ارفعوا القيود و"شوفوا إحنا" الفلسطينية كيف».


سمع "محمد" عن سورية كثيراً ولكن لم تتاح له الفرصة بعد لزيارتها عن ذلك يقول: «سورية هي إحدى الدول التي أتمنى زياراتها، بعد أن سمعت عن الناس الطيبين عندي طموح أن آتي إلى "دمشق" وأصور الوجوه والبيوت القديمة فيها وأقيم معرضا في "سورية"».


من الجدير بالذكر أن "محمد عبد الرزاق عبد الله البابا" من مواليد قطاع غزة عام/1968/ يحمل ليسانس آداب- قسم الصحافة  والإعلام " الجامعة الإسلامية بغزة، عمل كمراسل صحفي منذ أن كان طالباً لعدد من الصحف ووكالات الأنباء في "غزة"، ثم انتقل للعمل كمصور صحفي لدي وكالة "رويترز" عام/1999/ وبقي حتى عام/2001/ حيث أصبح المصور الرسمي لوكالة الأنباء الفرنسية حتى الآن ويعمل إلى جانب التصوير مراسل لصحيفة "الأيام" الفلسطينية


 

همام كدر - زمان الوصل
(97)    هل أعجبتك المقالة (126)

مرح

2010-04-22

رحمك الله يا فارس الحقيقه وجمعك الله مع الانبياء والصالحين .


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي