نموذج نديم قطيش: الارتزاق بدم الزملاء!*
![](CustomImage/get/700/500/35066a7508facf36de81e7f0.jpg)
يستخدم الإعلامي اللبناني نديم قطيش، لتبرئة السعودية من جريمة اغتيال جمال خاشقجي، الأسلوبَ ذاته الذي استعمله "حزب الله" لتبرئة نفسه من جريمة اغتيال رفيق الحريري. يستخدم قطيش الأسلوب ذاته الذي طالما انتقده وسخر منه!
ما يقوله قطيش في قضية خاشقجي يبدو وكأنه مجرَّد اقتباس من كلام نائب "حزب الله" نوّاف الموسوي في قضية الحريري.
لو فرَّغنا، كتابةً، كلام قطيش وكلام الموسوي، وخلطنا بينهما مع تبديل مواضع الأسماء والضحايا والمتهمين والتواريخ... لما استطعنا أن نفرز كلام هذا عن كلام ذاك.
حال المدافعين عن براءة السعودية من دم جمال خاشقجي، يتطابق – وياللسخرية – مع حال المدافعين عن براءة "حزب الله" من دم الحريري.
مع ذلك تبقى حالة نديم قطيش،بين جميع هؤلاء، حالةً خاصةً.
ليس لأنّ قطيش كان من أكثر المدافعين عن "المحكمة الدولية" في قضية الحريري، وهو يهاجم اليوم كلَّ من يفتح فمه في قضية الخاشقجي ويطالب بترك مصيرها للسلطات السعودية التي هي المتهم الأول في القضية.
وليس لأنَّ قطيش يقوم بليّ عنق الحقائق الساطعة عبر أسلوب "التقريق" و"القفشات" اللفظية المبتذلة (بنى حلقتَيْن كاملتَيْن من برنامجه التلفزيوني "دي. أن. أيه" على السخرية من كلمتَي "ربما" و"إذا" اللتين تكرَّرتا في وسائل الإعلام أثناء تناولها قضية خاشقجي).
بل لأنَّ "إعلامياً"، هو نديم قطيش، يدافع عن قَتَلَة إعلامي زميل له، هو جمال خاشقجي!
ما قدَّمه قطيش عن قضية خاشقجي، حتى الآن، هو عارٌ يتعدَّى أن يكون عارَه الشخصيَّ، ليكون عارَ إعلام عربي كامل لا يرى في ارتزاق الصحافيّ أيَّ غضاضةٍ ليحاول، على الأقلّ، إخفاءه وتجميله.
إنَّ انحياز الصحافي، خوفاً، إلى الحاكم القاتل ضدَّ زميلٍ مقتولٍ، هو فعلُ نذالةٍ. فما بالكم حين يكون هذا الانحياز عن طيب خاطر وتصميمٍ وَقِحٍ مدفوع الثمن!
"تصريف" دم خاشقجي إلى ريالات سعودية في جيب قطيش أمرٌ مقزّز، يفوق في قبحه كلَّ ما شهدناه في الصحافة العربية من انحطاط وارتزاق غير مسبوقَيْن في العقد الأخير.
ماذا ترك نديم قطيش لأبواق نظام بشار الأسد كي يقولوه؟ بل هل يمكننا بعد اليوم أن نُصدِّق "انحياز" قطيش وأمثاله إلى القضية السورية؟، بل هل لأحدٍ أن يُشكَّ الآن بأن نديم قطيش ما كان ليحوّل برنامجه إلى آلة دعاية ودفاع عن جرائم بشار الأسد لو كان موقف السعودية مختلفاً في بداية الثورة؟!
نموذج نديم قطيش كـ"إعلامي" هو نموذج مروِّع. نموذج يُخيفني شخصياً. فهذا الارتزاق بدمِ زميلٍ لنا، فعلٌ لا يمكن تشبيهه إلا بقيام الضباع بنهش جثث بعضها بعضاً.
لقد ظهر نديم قطيش بمظهر الضواري القمَّامة التي تعتاش على نهش الجثث.
نهشَ جثَّة زميله جمال خاشقجي. حملَ منشاره الإعلامي وساعد المجرمين على تقطيع الجثَّة. ساعدهم في إخفائها، وهو بكامل وعيه!
نموذج نديم قطيش مرعب... وحين تابعتُ حلقته الأخيرة سَرَت القشعريرة في جسدي.
*ماهر شرف الدين - من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية