أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دية خاشقجي.. حسين الزعبي*

عندما تولى الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم في المملكة العربية السعودية تفاءل الكثير من السوريين والعرب ومنهم ‏جمال خاشقجي بأن يتشكل محور سعودي تركي ينعكس إيجابا على ثورتهم التي تخلى عنها العالم وتركها بين أنياب النظام ‏ومخالب الروس، من دون أن ننسى الحقد الفارسي وبلاهة أصحاب الرايات السود. وتعزز ذلك التفاؤل عندما زار ‏الملك سلمان تركيا ووقع معها اتفاقيات توجت، شكليا على ما كشف لاحق الأيام، بإنشاء مجلس تعاون استراتيجي، يعمل ‏على الدفع باتجاه وضع العلاقات العسكرية والاقتصادية والسياسية والتعليمية والطبية وغيرها في قالب مؤسساتي.‏

وأذكر أن وسائل الإعلام السعودية وصفت الخطوة بأنها جاءت في وقت تنشط فيه "الدبلوماسيتان السعودية والتركية في ‏عديد من الملفات الإقليمية، وسط سعي الجانبين لمجابهة التحديات الآنية في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا، ‏وخطر التدخلات الإيرانية السلبية في شؤون المنطقة".‏

لم يبصر هذا المجلس "الاستراتيجي" النور وكانت الرسالة الأولى من إيران الانقضاض عبر ميليشيات حسن نصر الله ‏على ما تبقى من مناطق حدودية بين سوريا ولبنان وصولا إلى ريف دمشق الشمالي الغربي، وبقية السلسلة لا تخفى على ‏أحد وصولا إلى حلب ومن ثم الغوطة فدرعا.‏

ولأن العرب لا يتعظون ولا يستفيدون لا من تجاربهم ولا من تجارب غيرهم، أصبح ما يفترض أن يكون مجلسا ‏استراتيجيا يدير بعض ملفات المنطقة، بل لنقل يؤثر ببعضها على الأقل، أصبح نسيا منسيا، ودخلت الرياض ومن معها ‏بحالة عداء مع تركيا، حالة عداء يعجز فطاحل السياسة عن إيجاد أي مصلحة للرياض فيها، وهي التي أعلنت حالة شبه ‏حرب مع إيران المتربصة بها وبأنقرة على حد سواء لاسيما بعد أن هضمت العراق وتحاول أن تبتلع سوريا وتستهلك ‏السعودية في اليمن، بل وصلت العلاقات إلى المواجهة السياسية لاسيما خلال الانقلاب الفاشل في تركيا وما رافقه من ‏اشتباك إعلامي.‏

اختفاء جمال خاشقجي، أو مقتله في القنصلية، مطب آخر شهدته العلاقة السعودية التركية خلال الأيام الماضية، لكن ‏تسارع الأحداث يشي بأنه بات من الممكن تجاوزه، فالسعودية بحسب ما يتوارد من أنباء، وما أكثرها، "تعد تقريرا ‏تعترف فيه بأن الصحافي السعودي جمال خاشقجي قتل نتيجة عملية استجواب سارت بشكل خاطئ".‏

ولأن لا أخلاق في السياسة، ومصالح الدول تتقدم على أوجاع الإنسانية، ولأن شعوب المنطقة كُتب عليها ألا تقودها ‏مؤسسات وأن تبقى خاضعة للقائد الوحيد الأوحد الذي يكاد يكون الفرد الصمد، نأمل ألا يُحمل جمال خاشقجي مسؤولية ‏قتل نفسه، وعندها يخسر ذووه في الإنسانية "دية" القتل بدون قصد.‏

أخيرا يروى إن الخليفة "عثمان بن عفان"، رضي الله عنه، لما تولى الحكم وأراد الفصل بقضية قاتل سلفه "عمر بن الخطاب"، قال: "أشيروا علي في هذا ‏الذي قتل في الإسلام ما قتل".‏

فأجابه "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه: "ما من العدل تركه وأرى أن تقتله".‏

فاعترض أحد حضور المجلس بالقول: "قتل عمر بالأمس ويقتل ابنه اليوم!".‏

فقال "عمر بن العاص" وما أدراك من عمرو بن العاص:"إن الله قد أعفاك من هذا الحدث وقد كان، وليس لك على ‏المسلمين سلطان، تلك القضية لم تكن في أيامك فدعها عنك".‏

فقال عثمان: "أنا وليهم وقد جعلتها دية واحتملتها في مالي".‏

*من كتاب "زمان الوصل"
(177)    هل أعجبتك المقالة (179)

محتار بن حيران

2018-10-16

تقول: " لأن شعوب المنطقة كُتب عليها ألا تقودها ‏مؤسسات وأن تبقى خاضعة للقائد الوحيد الأوحد " لا ياعزيزي لم يُكتب عليها بل كتبت على نفسها أول خطوة للتغيير هي تحمل المسؤولية وترك نظرية المؤامرة.


عبده

2018-11-09

الدية الشرعية يدفعها القاتل لعائلة المقتول أن كان هناك تراضي، وفي حالة خاشوقجي، القاتل ولو أن التحريات لم تحدد اسمه فإن الحكومة السعودية تريد أن تدفع الدية لكي لا يقتل القاتل بمعنى أن الحكومة السعودية والحكام هم القتلة ،لذا من الواجب قتل جميع القتلة بمن فيهم الرئيس والأمير والوزراء والمدراء والمنفدين لجريمة قتل خاشوقجي. القصاص واجب ان كنا مسلمون ،والقصاص واجب ان كانت السعودية هي خادمة الحرمين الشريفين، وبدون قصاص في حق الامير والحكام السعوديون يجب علينا ان نفوت خدمة الاسلام والحرمين الشريفين لايران ولتركيا الشريفتين. اطال الله عمر ولينا و مولانا اوردغان نصره الله وايده ورفع سؤدده.ودام له النصر والعزة..


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي