أثارت زيارة رئيس حكومة النظام، عماد خميس، والوفد المرافق له، لمدينة جبلة، حالة من الحنق والغضب لدى موالي النظام في المدينة وريفها، حتى قبل أن تبدأ، حينما استنفر عمال بلدية المدينة وآلياتها لتنظيف الشوارع والطرقات، في مشهد لم يعتاد سكان المنطقة عليه، إلا عندما يأتي المسؤولون لزيارتهم، بغية تدشين صرح ما، تحت رعاية رأس النظام.
إلا أن الجرعة الأكبر من النقد الذي وصل إلى حد السب والشتم لخميس ووفده، أتت بعد تدشين مشروع (متحلق جبلة الشرقي) الذي يربط حي الفيض بقرية الرميلة القريبة من مطار حميميم بطول يصل لحوالي 5 كلم مروراً بالكراج الجديد، وبتكلفة وصلت إلى 3 مليار ليرة سورية.
وكانت المفاجأة الكبرى لسكان المدينة، بعد فتح المتحلق أمام حركة السيارات ليروا أن المشروع الذي تم تدشينه وكل (الزيطة والزمبليطة) التي أثيرت حوله، لم يكن إلا عبارة عن شارع باتجاهين وسطه منصف وعلى جنبيه تتراكم الأتربة والحجارة، ولم ينجز منه إلا حوالي عشرة أمتار لتكون واجهة للتدشين واجتماع وتصفيق المسؤولين فرحاً بهذا "الإنجاز التاريخي في ظل مسيرة التطوير والتحديث".(صورة للإعلام الموالي بعد افتتاح المتحلق)
خبر تدشين المتحلق وفتحه للمرور تلقته الصفحات الإخبارية الموالية للنظام في المدينة بالسخرية، ونشرها لبعض صور المتحلق ومنها صورة لأحد الدورات فيه وهو عبارة عن بعض الحجارة صفت بشكل دائري وعلى رأسها عنوان "الله جعلوا ألف مبروك" و"دوار متحلق كلف 3 مليار ليرة سورية تم تدشينه قبل يومين"، لتنهال على الصور مئات التعليقات الساخرة والشاتمة من (الزنار وتحت) للقائمين على المشروع.
لكن أبرز ما في الحدث أن تسونامي الغضب الفيسبوكي لدى موالي النظام بدأ هذه المرة، كما في كل مرة سابقة، برعاية وتوصية أمنية لتنفيس بالون الاستياء لدى الحانقين والغاضبين قبل الانفجار، وتحميل مسؤولية هذا (المقلب) لخميس ومن رافقه في مهمته التاريخية.
ففي بث مباشر لمدة نصف ساعة قام أدمن إحدى الصفحات الإخبارية الموالية للنظام، والتابعة لأحد فروع الأمن في المدينة، بجولة في المتحلق "المزعوم" بحسب وصفه، ساخراً من التدشين والمتحلق، متهماً القائمين عليه بالسرقة والفساد، على الرغم من معرفته المسبقة بزيارة وفد حكومة النظام ومرافقته له عند التدشين، كما ذكر بعض من علق على البث متسائلاً "ليش ماصار هالحكي لما كان خميس عم يدشن". ووصل عدد التعليقات على البث بعد نهايته إلى حوالي 1350 تعليقاً، و36 ألف مشاهدة، وهو ما يكفي لتنفيس بالون الغضب لدى موالي النظام وهم (يقرقعون كؤوس المتة) ويستمتعون بتأليف النكات الساخرة عن المتحلق، وكيل الشتائم لخميس ووزراء حكومته "اللصوص والفاسدين" وترديد شعارات التأبيد والتمجيد لمن وضعهم في مناصبهم رغم أنهم يعلمون في قرارة أنفسهم أن (الثلم الأعوج من الثور الكبير).
متحلق جبلة الشرقي.. فضيحة بـ 3 مليار ليرة

اقتصاد - أحد مشاريع "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية