أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من الميادين إلى لبنان.. فنان سوري يجسد "أبجدية الحطام" في أعماله الحروفية

ولد "الهجر" في مدينة "الميادين" بدير الزور - زمان الوصل

تبدو أعمال الفنان السوري "صالح الهجر" الحروفية أشبه بالغيوم الماطرة أو الثريات المعلقة أو العناقيد المدلاة التي تكتنز بين ثناياها الكثير من الغوامض والأسرار اللونية والرمزية، متجاوزاً فيها حدود العادي والمألوف الذي اعتدناه في الكثير من التجارب الحروفية التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة.

ورغم تطور التقنيات وتنوع الأدوات يصرّ الفنان الثلاثيني على استخدام القصب والحبر لأن الحنين للمحبرة وصرير القلم هو الأساس في كل تجارب الاتجاه الحديث للخط العربي وإنجاز العمل الصحيح الذي يتجاوز حدود اللغة. 

ولد "الهجر" في مدينة "الميادين" التابعة لمحافظة دير الزور عام 1979، حيث عاش وتعلّم في مدارسها، وأولع منذ طفولته بالكتابة قبل دخوله المدرسة.

يتذكر "الهجر" في حديث لـ"زمان الوصل" كيف كان يسرق دفاتر إخوته وأقلامهم ليمارس هوايته، ما دفع والده لتخصيص قرطاسية له خاصة بالرسم، وبعد دخوله المدرسة كان معلم الصف يستغرب من جودة خطه ويسأله عمن يكتب له، ولم يكن يصدق أنه صاحب الخط حتى طلب منه أن يكتب أمامه.

وأوضح أن بدايته الحقيقية كانت عام 1995 حين شارك بمعرض جماعي في مدينة "الميادين"، وكان وقتها أصغر فنان يعرض أعماله بصالة المركز الثقافي في مدينته.

وتتالت معارضه ومشاركاته الفنية فيما بعد، حيث أقام معرضه الفردي اﻷول بدمشق في المركز الثقافي العربي بالمزة برعاية وزارة الثقافة بعنوان "الكلمة بين الخط والشعر" في 2001، والمعرض الفردي الثاني في المركز الثقافي اﻹسباني كان بعنوان "من وحي الفؤاد" 2003 ليليه المعرض الفردي الثالث بدمشق "غاليري فري هاند" 2010، أما المعرض الفردي الرابع في رحلته الفنية فجاء تحت عنوان "نسيج الحروف"، وأُقيم في رواق "الشارقة" للفنون ضمن فعاليات مهرجان الفنون بدولة الإمارات 2010 والمعرض الفردي الخامس بعنوان "من وحي رمضان" في غاليري "إيتاليان بورتريه" فندق "كورنيش البحيرة" بدولة اﻹمارات 2011 ومعرضه الفردي السادس "أسماء الله الحسنى" حطّ ضمن فعاليات مهرجان الفنون بالشارقة 2012 قبل أن يعود ليقيم معرضه الفردي "أمطار الروح" في المركز الثقافي العربي بدمشق 2014 وخلال ذات العام حاز الهجر على الجائزة التقديرية في ملتقى "الشارقة" لفن الخط العربي (اتجاه الحروف) بدورته السادسة، وحصل على العديد من شهادات التقدير من سوريا لبنان ومن جامعة "سيدة اللويزة" ومن دولة اﻹمارات العربية المتحدة والكويت.
 
خلال تجربته الممتدة استمر الفنان المقيم في لبنان بالبحث عن جماليات الحرف وتكويناته والبحث في الأدوات والتقنيات، ومرّت تجربته خلال هذا البحث بعدة مراحل -كما يقول- بدءاً من المزج بين الخط والشعر، مروراً بتجربة "الصورة والتصور" و"صورة الصوت" وصولاً إلى تجربة "نسيج الحروف" وليس انتهاء بتجربة "الحرف المقدس" التي قدمها في ثلاثة معارض الأول في الشارقة والثاني في جمعية الإمارات للفنون والثالث في طرابلس اللبنانية، وكان له تجربة في صياغة صورة بصرية تجاوز بها حدود اللغة -حسب تعبيره- وقدمها في معرض فردي بغاليري "إيتاليان بورتريه" في فندق كورنيش البحيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب تجربة ثرة اختار لها عنوان "أمطار الروح" وهي عبارة عن نصوص بصرية عرضها في المركز الثقافي العربي بدمشق.

وحول مغزى اختياره لأسماء وتعابير صوفية كعناوين لتجاربه أشار الفنان القادم من ضفاف الفرات إلى أن "الصوفية حالة نفسية أكثر من أن تكون حالة دينية وهي تنم عن صفاء الروح".

وأردف موضحاً أن عناوينه "بمثابة اختصار لكل مرحلة، ولكل لوحة من لوحاته عنوان يروي حكاية سواء عن مدينة أو صورة شعرية بصيغة بصرية غير لفظية وهناك صورة للصوت كالموسيقى هناك نينوى وهناك إذا غنى القمر".

خلال سنوات الحرب فقد الفنان الشاب مرسمه الذي تدمر مع منزله ومكتبته في مدينة "الميادين" مع 150 عملاً فنياً من أعماله، وكان من بينها بعض الأعمال التي تحاكي الدمار الذي وصلنا إليه قبل أن تتحول إلى جزء منه، ومن الأعمال المدمّرة -كما يقول- عمله "أبجدية الحطام" الذي نال إحدى الجوائز عام 2014. 

ومما يعزي الروح –حسب قوله- أن بعض أعماله التي أنجزها في سوريا لا زالت سليمة ومقتناة في كل من وزارة ثقافة في حكومة النظام و"مجلس مدينة دبي" و"مركز الدراسات المريمية" بجامعة "سيدة اللويزة" وفي كل من لبنان والكويت والرياض وقطر والإمارات وباريس وكاليفورنيا وواشنطن وإسبانيا والمغرب وتونس إلى جانب العديد من اﻷعمال الجدارية المنفذة بالحرف العربي داخل وخارج سوريا.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(245)    هل أعجبتك المقالة (242)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي