أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سجن "الفرقة الرابعة".. براءة اختراع في القتل تحت التعذيب

خريطة من غوغل للسجن - زمان الوصل

سجن آخر لا يقل فظاعة ووحشية، عن عشرات السجون والمعتقلات الأخرى، في دولة أرادها نظام الأسد مزرعة خاصة، وفي جيش يدار بعقلية العصابة، "زمان الوصل" تضع بين يدي قرائها، دراسة خاصة، أعدها مصدر عسكري مختص، تكشف عن سجن خاص بـ"الفرقة الرابعة"، التي ذاع صيتها كميليشيا خاصة، أكثر من كونها فرقة عسكرية، وهو ما يتأكد من خلال هذه الدراسة، التي تكشف مكان السجن، ومساحته، وشكل زنازينه، وأسماء مجرميه، وأساليب التعذيب الوحشية فيه.

*سلطة "الرابعة"
بسبب السلطة التي تتمتع بها "الفرقة الرابعة" والمعطاة أساسا من سليل النظام الحاكم ماهر الأسد، وتحاشي مؤسسات الدولة الاعتراض على ما تقوم به ميليشيات ومنتسبو هذه الفرقة، خارج دائرة القانون، فقد أصبح للفرقة سجن مستقل عن باقي مؤسسات ومحاكم الدولة.
ويؤكد المصدر أن سجن الفرقة الرابعة يتبع مباشرة لمكتب الأمن ويرأسه العقيد "حسين مريشة"، وهو المسؤول عن إزهاق أرواح المئات، وربما الآلاف من الأرواح يساعده في إجرامه، المجرم ذائع الصيت المساعد أول أبو يوشع، كما يقول المصدر.

ويكشف المصدر، الذي نتحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن هناك "مجرما آخر لا يقل فتكا بالمعتقلين هو المقدم ياسر سلهب التابع لمكتب الأمن"، مؤكدا أنه (سلهب) كان يحضر إلى السجن من وقت إلى آخر ليقوم بتنفيذ الكثير من الإعدامات داخل السجن وبطرق إجرامية عديدة.
 
*طوابق تحت الأرض
يقع سجن "الفرقة الرابعة" كما هو موضح في الخريطة في الجهة المقابلة لنادي الضباط القديم للفرقة، وهو عبارة عن بناء مؤلف من عدة طوابق يقع بالكامل تحت الأرض، ويمتد على مساحة كبيرة، حيث كان هذا السجن فيما سبق، مقر قيادة قديما عائدا للفرقة، تم تحويله إلى سجن خاص بالفرقة الرابعة.

يقول مصدرنا "يتألف السجن من ثلاثة طوابق، في الطابق السفلي توجد الزنزانات الفردية وصالة تنفيذ الإعدامات، أما في الطابق الأوسط توجد (المهاجع الجماعية)، وفي الطابق العلوي مكاتب إدارة وحراس السجن وغرف التحقيق والتعذيب.

ولا يقتصر سجن الفرقة الرابعة على عناصر الفرقة من العسكريين، كما هو الحال في بقية الفرق العسكرية قبل الثورة، بل يتعداه ليشمل عسكريين ومدنيين من خارج ملاك الفرقة الرابعة، حتى أن هناك سجناء داخل هذا السجن أمضوا عشرات السنين هناك".

والغريب، كما يضيف، أن كل القطعات العسكرية التي تعتقل المدنيين يتم تحويلهم إلى أفرع المخابرات حسب الاختصاص (مسؤولية المنطقة الجغرافية)، وهذا هو ترتيب العمل الطبيعي عند النظام، عدا الفرقة الرابعة، فإن بعض المعتقلين قد تم تحويلهم من أفرع المخابرات، وخاصة المخابرات الجوية إلى سجن الفرقة، وهذا الأمر غير مفهوم بالمطلق سوى لجهة التشفي بتصفية هؤلاء المعتقلين داخل سجن الفرقة، أو لجهة قبض مبالغ باهظة من بعض ذوي هؤلاء المعتقلين ذوي الغنى والثراء المعروفين.

ويتألف سجن "الفرقة الرابعة" سيئ الذكر من عدد كبير من الزنزانات الفردية التي تقع في الطابق السفلي، وهذه الزنازين دون إنارة ولا تراها الشمس مطلقاً، وتتم تهويتها عن طريق مراوح صغيرة (توربين صغير)، يتم ضخ الهواء في الكريدور الطويل الواصل بين هذه الزنازين.
وهناك عشرات الأشخاص ممن أمضوا سنين طويلة هناك، حيث تحاط أسماؤهم بسرية تامة من قبل القائمين على السجن، ويتم التعامل معهم عن طريق الأرقام التي تعطى لهم منذ دخولهم. كما يوجد في الطابق الأوسط عدة مهاجع جماعية مرقمة بالأحرف الأبجدية (أ – ب- د – ج-......).

*مصير المعتقلين الجدد
ويوضح المصدر أن المهجع المسمى ج (الجماعية ج) كما يسميها السجانون هي عبارة عن غرفتين كبيرتين متصلتين ببعضهما البعض، ويتم في هذه الجماعية استقبال المعتقلين الجدد الذين هم قيد التحقيق، حيث يتعرض هؤلاء لأشد أنواع التعذيب التي عرفتها البشرية القديمة والحديثة، حينا من أجل انتزاع اعترافات قد لا تكون موجودة، إلا في مخيلة المحقق، وأحيانا لإشباع غريزة التعذيب فقط، وكثر من المعتقلين قضوا نحبهم واستشهدوا في هذا الجناح تحت التعذيب.

ويردف قائلا "لا يحوي هذا المهجع على تواليت أو حمام بل يتم إخراج المعتقلين مرتين في اليوم إلى التواليت المتواجد خارج المهجع، بطريقة بشعة جداً وغير إنسانية، ففي الصباح يأمر المعتقلين بالاستلقاء أرضا، وهم عراة، ويتم استدعاء رقمين من الأرقام الموجودة، ليسرع صاحبا هذين الرقمين إلى الحمام لقضاء حاجتهما سوية في نفس الحمام وخلال مدة لا تتجاوز نصف دقيقة أو أقل أحيانا، ويكرر هذا الأمر في المساء كل يوم، حيث يعبر المعتقلون إلى الحمام على أجساد ورؤوس بعضهم البعض عند الخروج والدخول، فيما السياط (الكرباج) يطالهم في الذهاب والعودة". 

ويوزع لكل 10 أشخاص بطانية واحدة فقط، ولذلك فإن برد الشتاء يمثل عاملاً إضافياً في عذابات هؤلاء المعتقلين.

ويشير المصدر أن عدد المعتقلين في هذا المهجع يزيد أو ينقص، ولكن كعدد وسطي يمكن القول بتواجد حوالي 75 معتقلاً وسطياً بشكل دائم داخل هذه الجماعية قيد التحقيق. 

ويضيف "بعد الانتهاء من التحقيق مع المعتقل، يتم البت بأمره وتوزيعه إما على أحد الزنازين الفردية، أو الجماعية، أو يتم اتخاذ القرار بالقضاء عليه، أو تحويله إلى سجن عدرا، أو لجهة أمنية أخرى. ولا يتم ذلك وفقا لجدول زمني محدد، بل لمزاج المحقق وإدارة السجن.
في المهاجع الجماعية (الجماعيات) يحشر في كل منها حوالي 200-300 شخص، يتواجد في كل مهجع حمام واحد بدون باب ومغسلة واحدة صغيرة".

*قوت على حدود الموت
تُقدم للمعتقلين، كما يقول المصدر، وجبتان تحويان الحد الأدنى من الطعام، صباحية عبارة عن نصف رغيف خبز، وبضع حبات من الزيتون أو بيضة واحدة، أما وجبة الغذاء فهي عبارة رغيف خبز يابس عموما عليه قليل من البرغل المسلوق، وأحيانا بدل البرغل حبة واحدة من البطاطا.

أما الطبابة والدواء، حسب المصدر، فإنها معدومة، مع استمرار التعذيب بشكل منهجي ودائم، حيث يستخدم كل ما يخطر على البال، من أدوات قسوة ووحشية تصل حتى انتزاع الأعضاء التناسلية..!
وكشف المصدر أن الإحالة إلى المحكمة لا تمثل سوى نسبة 20% من المعتقلين فقط، مشيرا إلى أن الذين يقتلون بسبب التعذيب يتم تسليمهم للمشفى (601) في "المزة" على أساس أنهم "إرهابيون قتلوا خلال المواجهات".
يقدر عدد الذين قتلوا تحت التعذيب في سجن الفرقة من بداية العام 2011 بأكثر من 700-900 معتقل، حسب المصدر.

*وسائل التعذيب
وعدد بعض الأساليب الشائعة التي يستخدمها مسؤولو الرابعة ضد المعتقلين وهي:
1-خلع الملابس والبقاء عاريا تماما.
2-الذهاب إلى الخلاء بوجود أشخاص آخرين، بل حتى مع شخص آخر في أغلب الأحيان.
3-الحرمان من الطبابة.
4-الحرمان من النوم.
5-الجلد والضرب بالعصا الكهربائية
6-الشبح والتعليق بـ(البلنكو)
7-الدولاب- والكرسي
8-التعذيب بالصعق بالتيار الكهربائي.
9-التعذيب في منطقة الأعضاء التناسلية كان يستخدم بشكل كبير، وأدى لوفاة كثير من المعتقلين.
10-الطعن والحرق بآلات معدنية ملتهبة.
11-الجلد والضرب بوساطة أكبال رباعية

*العلامة الفارقة "المجرم أبو يوشع"
عدا عن كل ما ذكر آنفاً من أساليب تعذيب متبعة داخل سجن الفرقة الرابعة، فإننا نذكر هنا الطريقة المتبعة في ازهاق أرواح بعض المعتقلين وهي طريقة تعتبر علامة فارقة لسجن الفرقة الرابعة- يسميها السجانون "اختراع المجرم أبو يوشع"،
وتعتمد هذه الطريقة أساساً على الوقت المراد تصفية المعتقل خلاله (ساعات قليلة- يوم- يومين- عدة أيام). 


*أدوات الجريمة:
•تنكة فارغة مفتوحة من جهة واحدة (تشبه تنكة زيت الزيتون التي يعرفها السوريون يتم فتحها من جهة واحدة فقط), أو برميل صغير الحجم مفتوح نصف فتحة من جهته العلوية فقط.
•سرير حديدي مجهز ليتم تثبيت المعتقل فوقه.
•قط جائع (تم تجويعه ليومين أو أكثر) وأحيانا قط غير جائع إذا كانت النية تعذيبه بالحرارة (يوجد لدى المساعد أبو يوشع عدة أنواع من القطط ولعل أشرسها قط يعتقد أنه بري بسبب شراسته وضراوته) 
•مصدر حراري لتسخين التنكة.

*إجراءات القتل:
•ربط المعتقل بشكل محكم إلى السرير الحديدي بحيث يصبح عاجزا عن الحركة نهائيا.
•وضع التنكة بحيث تكون الجهة المفتوحة على جسد المعتقل ويوضع قط بري (سنور صغير) بداخلها. وتربط وتثبت بشكل جيد.
•مكان وضع التنكة هو الذي يحدد مدة بقاء المعتقل تحت التعذيب حتى يفارق الحياة، فمثلاً فوق جهة القلب أو الأعضاء التناسلية لا يدوم التعذيب أكثر من ساعات قليلة حتى يفارق المعتقل الحياة، أما إن وضعت التنكة فوق ظهر المعتقل أو على بطنه فقد يتعذب ليوم أو يومين قبل أن يفارق الحياة.
•يبدأ القط البري الجائع بنهش لحم المعتقل حتى يسيل دمه ثم يبدأ بالنزيف نتيجة نهش القط للجسد.
•في بعض الأحيان يتم تسخين التنكة بمصدر حراري (شلمون حراري) أو (سيشوار صناعي) مما يضطر القط للهرب ولا مهرب إلا جسد المعتقل البارد الذي ينهشه بأنيابه وأظفاره مما يسبب نزيفاً كبيراً قبل ان يفارق الحياة.

•بعد تسليم المعتقل روحه لبارئها، تسلم الجثة لمشفى المزة العسكري (601) ليتم تسليمه لذويه وإجبارهم على التوقيع أنه قضى خلال المواجهات العسكرية، وفي أغلب الحالات كان يتم دفنه مباشرة في مقبرة "نجها" الجديدة التي تم إحداثها في المنطقة الواقعة جنوب دمشق.

زمان الوصل - خاص
(445)    هل أعجبتك المقالة (299)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي