أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

خميس ينقل المليارات للمنطقة الساحلية، ويستمع على مضض لهموم الآخرين في باقي المناطق

لم يطل استغرابنا عن سبب تأخر رئيس وزراء النظام عماد خميس عن زيارة المنطقة الساحلية لمدة ثمانية أشهر كاملة، وهو الذي عودنا على القيام بهذه الزيارة كل ثلاثة أشهر أو أربعة على أبعد تقدير، حتى طالعتنا وسائل إعلام النظام بخبر زيارة خميس إلى اللاذقية وطرطوس محملاً بمليارات الليرات، وبرفقة فريق حكومي كبير، وكما جرت العادة.

وجرت العادة كذلك، أنه عندما يزور خميس المنطقة الساحلية، فإنه يمضي فيها عدة أيام، بعكس زياراته لباقي المناطق التي يمضي فيها بضعة ساعات وعلى مضض، ويمارس فيها نزقه على "الأخوة المواطنين" كما حدث في درعا وداريا اللتين زارهما مؤخراً وأعلن فيهما بعجرفة عجز حكومته عن تقديم المزيد من الخدمات، بينما في الساحل، فإن صدره يصبح رحباً، ويحرص على الاستماع لكل شخص، وأحياناً يذهب إلى قرب هذا الشخص ويصغي إليه إذا كان صوته منخفضاً وغير مفهوم.

وقد سجلت له عدسات الكاميرا في اللاذقية وطرطوس الكثير من اللحظات "الإنسانية"، التي يظهر فيها تعاطفه مع محدثيه وعلامات التأثر والحزن التي تبدو على وجهه.

في زيارته الحالية للاذقية التي بدأها يوم الأربعاء الماضي، دشن خميس مشاريع بقيمة 15 مليار ليرة سورية، وهي عبارة عن طرق وأرصفة في منطقة جبلة، بالإضافة إلى تدشين مبنى جديد لكلية طب الأسنان في جامعة تشرين بتكلفة 2 مليار ليرة. بينما أعلن خميس ذاته عجز حكومته عن مد مدينة داريا بالخدمات سوى بمبلغ 3 مليارات ليرة، لتأهيل كافة المرافق والمنشآت في المدينة المدمرة بنسبة 70%، وفي درعا ذات الشيء، لم يستطع أن يخرج من جيب حكومته سوى بضعة مئات من الملايين، تم تخصيص أغلبها لتأهيل الطريق الدولي مع الأردن.

بكل تأكيد، خميس لا يملك القرار في صرف كل هذه المليارات التي يتم إغداقها على المنطقة الساحلية، كما أنه ليس صاحب القرار في منعها عن باقي المناطق، لكنه بدون شك يملك قرار التصرف بتعابير وجهه وسلوكه، على أقل تقدير.. وهو ما لم يحسن العمل عليه منذ أكثر من عامين وحتى اليوم..

اللهم إلا إذا كان ذلك بتوجيه من النظام أيضاً، أو من ضرورات الاستمرار بالمنصب..!

اقتصاد - أحد مشاريع "زمان الوصل"
(106)    هل أعجبتك المقالة (113)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي