أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مسجد جديد في ألمانيا يجذب الزوار ومسيحية تقوم بإرشاد زواره

لم يضع أحد من أبناء الجالية المسلمة في مدينة دويسبورج الألمانية في حسبانه قدوم هذا السيل العارم من الزوار إلى أروقة المسجد الجديد الذي يعد واحداً من أكبر المساجد في ألمانيا: فمنذ افتتاحه قبل أربعة أشهر جاء لمشاهدته أكثر من خمسين ألف شخص.

بل إن نحو أربعين ألف شخص جاؤوا لمشاهدة المسجد وهو لا يزال في طور البناء وتوافدوا على حي «ماركسلوه» الذي أقيم المسجد فيه.
وتقول سابرينا فوربيرج وهي تهز رأسها كالذي لا يصدق ما حدث: «لقد فوجئنا جميعاً بضخامة تيار الزائرين، فلم نتوقع أبداً هذا السيل من البشر».
وتقوم فوربيرج البالغة من العمر 26 عاماً بعمل المرشدة السياحية داخل أروقة هذا المكان وتقول: «بإمكان الجميع أن يأتوا إلى المسجد سواء كانوا أفرادا أم جماعات».
وهناك ثلاثة من العاملين بالمسجد يقومون بمهمة تنظيم مصاحبة وإرشاد الزوار.
ويصف زملاء فوربيرج المسلمون سابرينا بأنها «عصفور الجنة» لأنها مسيحية الديانة.
في البداية انتاب العجب بعض الزائرين المسلمين لكون الذي سيشرح لهم مكونات واحد من أكبر مساجد ألمانيا إحدى البروتستانتيات.
ولا تحمل هذه الشابة المسيحية حجاب رأس أثناء قيامها بجولة تعريف الزائرين على المكان والتي تستمر 45 دقيقة، وتقول: «في البداية ظننت أنني من باب الاحترام ينبغي أن ألبس غطاء للرأس ولكن لأنني لا أقوم هنا بالصلاة فليس من الضروري إذاً أن أرتديه».
لقد خبرت الطالبة فوربيرج التي تدرس العلوم الإسلامية المكان، وتعرفت على تفاصيل المسجد الكبير الذي بني على الطراز المعماري العثماني التقليدي بدقة تشبه دقة زملائها من المسلمين، وتشرح للزوار بصورة روتينية مكونات المسجد، فتتحدث عن القبة التي تتلألأ زرقتها بخطوط الكتابة الذهبية وعن المحراب القابع في مقدمة الصحن بل تتحدث كذلك عن السبب الذي يجعل المسلمين يدخلون صحن المسجد من دون أحذيتهم، فتقول فوربيرج موضحة: «عند الصلاة يضع المؤمنون جباههم على الأرض، لذلك ينبغي أن يظل المكان نظيفاً- فهذا من الأهمية بمكان».
ويقول مصطفى كيتشيك المتحدث باسم المسجد: إن عددا من الزوار جاؤوا من أماكن بعيدة جداً لمشاهدته حتى إن أسرة ألمانية جاءت من نورنبيرج خصيصاً لمشاهدة دار العبادة هذه» وتضيف فوربيرج: إلا أن أبعد الزوار وطناً جاؤوا إلينا حتى الآن من اليابان والبرازيل، أما العلماء اليابانيون فيبحثون الآثار الاجتماعية والمعمارية التي يمثلها بناء مسجد على حي من الأحياء، حيث يلاقي المسجد قبولاً كبيراً بين أبناء حي ماركسلوه وهو الأمر الذي يعطي أسوة حسنة في النزاع الدائر في أرجاء ألمانيا حول بناء المساجد بصورة ذات دلالات مجتمعية. وتثير الأمور المشتركة بين الإسلام والمسيحية دهشة الزائرة ليلو يلنجهاوس «77 عاماً» وتقول: «لقد فوجئت حقاً بوجود هذا الكم الكبير من المبادئ المشتركة بين المؤمنين، وبصفة خاصة إقامة الصلاة والجماعة المؤمنة وحب الآخرين ومراعاة مشاعرهم وحاجاتهم، باختصار أدهشني أن كل شيء مشترك بهذا القدر بين الإسلام والمسيحية.

(159)    هل أعجبتك المقالة (168)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي