بمشاركة وزير الخارجية وليد المعلم، يفتتح الرئيسان المصري محمد حسني مبارك والفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم مؤتمراً دولياً لإعادة إعمار غزة التي دمرها العدوان الإسرائيلي على مدى اثنين وعشرين يوماً وألحق خلالها دماراً كبيراً بالبنية التحية للقطاع ومؤسساته المدنية والصحية والخدمية المختلفة.
ويشارك في المؤتمر قادة ووزراء خارجية ومسؤولون من أكثر من ثمانين دولة وممثلون عن المؤسسات والمنظمات الإقليمية والدولية في تظاهرة دولية كبيرة من أجل جمع نحو ثلاثة مليارات دولار لإعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وأكدت مصادر دبلوماسية في شرم الشيخ أن المؤتمر سيشهد تسابقاً من قبل دول العالم سواء العربية أو الأجنبية على تمويل عمليات إعادة إعمار غزة. وتوقعت المصادر ألا يقل إجمالي تعهدات الدول لإعادة الإعمار عن 3 مليارات دولار.
وقالت المصادر إن هناك دولا عربية سوف تعلن خلال المؤتمر عن مساهماتها في إعادة إعمار قطاع غزة إضافة إلى ما أعلنه عدد من الدول العربية في وقت سابق مثل السعودية التي أعلنت تبرعها بمليار دولار وقطر بـ250 مليون دولار والجزائر بـ200 مليون دولار و100 مليون دولار من هيئات عربية وخيرية، إلى جانب 436 مليون يورو (556 مليون دولار) من جانب المفوضية الأوروبية.
كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود أمس أن واشنطن ستعلن اليوم خلال مؤتمر شرم الشيخ في مصر عن مساعدة بقيمة 900 مليون دولار إلى السلطة الفلسطينية بينها 300 مليون دولار للمساعدة الإنسانية العاجلة لقطاع غزة، يرجح أن تقدم إلى الأونروا.
ويتضمن المؤتمر بشكل أساسي شقين: اقتصادياً يتعلق بالمساعدات الإنسانية وإعادة إعمار غزة، وسياسياً يتمحور حول استئناف عملية السلام.
وتواجه الجهود المبذولة في هذا السياق صعوبات كبيرة تتمثل أولاً بالرفض الإسرائيلي المستمر لرفع الحصار عن قطاع غزة، واستمرارها بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى سكانه المنكوبين، إلى جانب خروقاتها وتوغلاتها المستمرة في القطاع، الأمر الذي ترد عليه المقاومة بإطلاق الصواريخ على المستوطنات والبلدات جنوب الأراضي التي تحتلها إسرائيل كان آخرها صاروخين أطلقا في وقت متأخر أمس الأحد، انفجر أحدهما في جنوب عسقلان، وانفجر الآخر في باحة منزل في سديروت، أسفر عن بعض الأضرار.
وعلى الجانب الفلسطيني، على الرغم من وجود مؤشرات ايجابية على قرب الوصول إلى فهم مشترك بين الأطراف الفلسطينية المتخاصمة بخصوص إمكانيات التوصل إلى حكومة وحدة وطنية، لم يستبعد محللون اقتصاديون اصطدام ملف إعادة الإعمار بعراقيل وعثرات أبرزها التنازع بين السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس والحكومة في غزة التي تتولاها حركة حماس حول أحقية كل طرف في الحصول على أموال إعادة الإعمار والإشراف على عملية البناء. وقدّرت حكومة حماس في غزة تكاليف إعادة إعمار القطاع بنحو مليارين و215 مليون دولار.
ووصفت الجامعة العربية مؤتمر شرم الشيخ لإعادة إعمار قطاع غزة بأنه مؤتمر اقتصادي يعتمد نجاحه على الروافع السياسية. وقالت على لسان أمينها العام للشؤون الفلسطينية والأراضي المحتلة السفير محمد صبيح إنه من دون الجهد السياسي ستبقى إعادة الإعمار حلماً وأرقاماً على الورق.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية