أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حراشف السمك" مرض نادر يصيب ضحايا التعذيب في سجون النظام

من صور تسريبات قيصر لجثة أحد القتلى تحت التعذيب حاولت زمان الوصل تخفيف حدتها

بقع حمراء كامدة تلتصق بأنحاء مختلفة من جسم المعتقل وبخاصة في منطقة الساقين واليدين لتعطي مظهراً يشبه شكل السمك ورائحته، وهي الحالة التي ظهرت على أجساد آلاف ضحايا التعذيب في راحتهم الأبدية، إضافة للكثير من الأمراض التي خلّفها التعذيب على أجسادهم النحيلة، والبرد والجوع والرطوبة وعدم التعرض للشمس داخل الزنازين والأقبية، وهو ما بدا من خلال آلاف الصور التي سرّبها القيصر مطلع العام 2014، فيما لايزال مصير عشرات آلاف المعتقلين مجهولاً، وما تزال آلة التعذيب تطحن السوريين المغيبين في الزنازين وتسلب منهم حياتهم، فضلاً عن سلب آدمية من لايزال حياً منهم. 

"محمد حمادة" أحد المعتقلين السوريين الذين أصيبوا بهذا المرض بعد دخوله إلى فرع "حرستا" بعد أن مرّ بمراحل أمراض عدة، ومنها الإصابة بالقمل والصيبان والجرب، وصولاً لمرض "حراشف السمك" الذي ظهر لديه على شكل حبة أسفل الظهر تحتوي سائلاً أبيض ولكنه كالأسيد الحارق إذا لم تُفقأ، ولم يلبث المرض أن انتشر في أنحاء مختلفة من جسده النحيل.

وروى "حمادة" أن مرض الجرب بعد وصوله إلى مرحلة تسلّخ الجلد وتكوّن طبقات من العفن والقيح يتحول إلى ما يشبه جلد الأسماك وتنبعث منه راحة تشبه رائحة الأسماك، مشيراً إلى أنه اضطر لنزع جزء من جلده للتخلص من هذا المرض. 

وبدوره أشار طبيب الجلدية "سهيل نشيواتي" الذي تعرض لتجربة اعتقال في فرع "حرستا" إلى أن سبب مرض "حراشف السمك" هو التهابات وتقرحات بسبب عدم النظافة وعدم التعرض لأشعة الشمس والرطوبة.

وأردف أن بشرة الجسم تتحول حينها إلى قشور صلبة تحوي بداخلها سائلاً هلامياً وذلك جراء طفيل لا يمكن التعرف عليه إلا من خلال التحاليل التي لا يمكن إجراؤها داخل المعتقل.

وأكد "نشيواتي" أن هذا المرض خطير، وإن لم يتم تداركه وعلاجه يمكن أن ينتشر في جميع الجسم، والأخطر -كما يقول- إذا أصاب لأعصاب والجسم من الداخل. ولفت "نشيواتي" إلى أن مرض "حراشف السمك" ينتشر من خلال تضرر الجسم جراء التعذيب وسيلان الدماء وبسبب عدم العلاج والتعقيم، فيتحول إلى تقرحات وإنتانات من الدرجة الأولى.

والغريب -كما يقول- أن أجساد المرضى المعتقلين المصابين به تلتصق ببعضها البعض، مضيفاً أن أحد المعتقلين الشباب التصق جسده بالأرض بعد نومه لساعة واحدة فقط على أرض الزنزانة، وتم تدارك الموقف بسكب الماء عليه.

وتابع الطبيب، الذي ينحدر من مدينة حمص، أن مكان الإصابة عندما يجف عند إخراج المعتقل إلى التنفس (ساحة المعتقلين إذا حالفه الحظ) تتحول الحراشف إلى مادة صلبة ويبقى السائل الهلامي داخلها.

وروى المعتقل السابق أنه كان يتعامل مع هذا المرض بتثبيت المريض المصاب من قبل عدد من رفاقه المعتقلين (عوض عن المخدر) وتجريفه بشكل كامل وبعد عدة أيام -كما يقول- يرتاح المريض المعتقل قليلاً.

وأردف محدثنا أن أي أدوية لم تكن تتوفر لهذا المرض باستثناء ظرف كبسولات مضاد حيوي قليلة العدد لـ 300 معتقل، علماً أن المعتقل الواحد يحتاج إلى 3 كبسولات بشكل يومي.

وأكد نشيواتي أن المدة التي يحتاجها المريض للشفاء مرتبطة بحسب توفر جو ملائم وتفاقم الحالة.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(495)    هل أعجبتك المقالة (403)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي