أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رجل "ديريك" الحديدي الذي انقطع الحبل به مرات أثناء إعدامه ظلماً

ولد "بيري" في مدينة ديريك (المالكية) عام 1968 ونشأ يتيماً في كنف جدته لأبيه - زمان الوصل

"ولد يتيماً ومات مظلوماً" هذه العبارة تختصر حياة "محمد بيري" الشاب العشريني صاحب القدرات الخارقة أو "الرجل الحديدي"، كما اعتاد معارفه وأصدقاؤه على تلقيبه، وانتهت حياته إعداماً على يد نظام الأسد بعد اتهامه ظلماً بحرق سجن الحسكة الذي كان مودعا فيه رغم أن الحريق كان بسبب تواطؤ إدارة السجن مع مجرمي المخدرات داخله بحسب شهود عيان آنذاك. 

ولد "بيري" في مدينة ديريك (المالكية) عام 1968 ونشأ يتيماً في كنف جدته لأبيه، ولعبت ظروف الفقر واليتم دوراً بارزاً في حياته، إذ يؤكد علم النفس أن الطفل عندما ﻻ تستطيع أسرته القيام بأداء وتلبية حاجاته، فإنه يلجأ إلى مختلف الطرق لتلبية حاجاته، وخاصة إذا ترافق ذلك مع التهميش وهي الظروف التي عاشها "بيري" ودفعته إلى تصرفات غريبة لمحاولة إثبات وجوده -كما يقول صديقه الباحث في التاريخ "بهجت أحمد" لـ"زمان الوصل"- مضيفاً أن "بيري" اعتاد على أكل الزجاج بشكل مستمر وشرب الكاز وطي المسامير الفولاذية بيديه وتمرير البراميل الممتلئة مع رجال على بطنه ومن غرائبه التي رافقته حتى موته أن حبل الإعدام انقطع أكثر من مرة أثناء تنفيذ حكم الاعدام به.

ولكن من أغرب الأشياء التي تُروى عن الرجل الحديدي أن الظروف دفعته إلى السرقة، ولكنه كان يسرق حسب حاجته من أي بيت يدخله ويتجنب بيوت الفقراء وجرّاء ذلك تم اعتقاله في سجن الحسكة الذي تعرض لسوء حظه إلى إحراق بتاريخ 24/ /3/1993، وراح ضحية الحادثة حوالي 61 شخصاً بينهم 25 شخصاً من الكورد، وتم اتهام الشاب العشريني آنذاك ظلماً بحادثة الحرق وإعدامه فيما بعد مع أربعة من رفاقه، وتبين -كما يقول بهجت- أنه بريء ولا علاقة له بما حصل وأُعدم ظلماً.

وبحسب شهود عيان ناجين من الحريق أن إدارة السجن وزعت مادة الكاز على السجناء الذي كان مفقوداً من قبل وأخبروا السجناء بأن الكاز سينقطع لذلك خزن السجناء كمية كبيرة من مادة الكاز التي تسببت في سرعة اشتعال المهجع.

وأضاف المصدر "بعد قيام تلك المجموعة التي كانت على علاقة مع إدارة السجن بافتعال الحريق، نشب الحريق في المهجع ورغم تعالي أصوات السجناء، إلا أن إدارة السجن لم تفتح الأبواب.

وكشف محدثنا أن "بيري" كان ملازما دائما للفنان الراحل "جمال سعدون"، والذي يعد أحد أهم الفنانين في مدينة "ديريك"، واضطرته ظروفه الصعبة للعمل في محل قصابة عند المرحوم "سليم حاج جاسم"، وكان معروفاً عنه طيبته وحسن معاملته ولم يسجل عنه أنه اعتدى على أحد كما عُرف عنه حبه لمساعدة الفقراء والمساكين من أهل مدينته، وكان يقيم استعراضاته الجسدية في أكثر من مكان من "ديريك"، ولكن أكثر الاماكن كانت عند مدرسة "رفعت حاج السري" وهي مدرسة ابتدائية تقع غرب المدينة وبعض الأمكنة الأخرى مثل ساحة التمثال وقرب مثلجات أديب.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(259)    هل أعجبتك المقالة (281)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي