أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سمنة ونقرس ودمامل.. أمراض بالجملة تفتك بجسد لاجئ سوري في الأردن

العقلة - زمان الوصل

في منزل مستأجر بمدينة "إربد" الأردنية التي لجأ إليها منذ سنوات يجلس اللاجئ السوري "يوسف ابراهيم العقلة" قعيد الفراش عاجزا على الحركة بسبب السمنة المفرطة التي أُصيب بها منذ 5 سنوات، إلى جانب إصابته بمرض "النقرس" الذي تحول إلى ما يشبه المرض المزمن، لم تنفع معه العلاجات والأدوية، ما أدى إلى مضاعفات صحية أخرى كالضغط والسكري والأمراض الجلدية، وينتظر "العقلة" يداً تمتد لمساعدته في العلاج وخصوصاً أنه يعيش وضعاً مادياً صعباً ويعيل 7 أبناء أكبرهم لم يتجاوز 16 عاما.

وكشف "العقلة" الذي ينحدر من قرية "أم ولد" بريف درعا لـ"زمان الوصل" أنه أصيب بداء "النقرس" المزمن منذ عام 1998 وكان يتناول العديد من الأدوية المسكنات إلى أن أصبح من المتعذر الحصول عليها بسبب ظروف الحرب.

و"النقرس" شكل شائع ومعقد من التهاب المفاصل، ويتسم بالشعور بنوبات مفاجئة وشديدة من الألم والتورم، والاحمرار في المفاصل، وغالباً ما يكون المفصل عند قاعدة إصبع القدم الكبير.

بتاريخ 7/2 /2012 لجأ "العقلة" مع عائلته إلى الأردن فزاد الألم في مفاصله وعاد لتناول الأدوية والمسكنات بكثرة، ما أدى لحصول حالة من المناعة ضد الأدوية والمسكنات فلجأ كما يقول لمضادات حيوية كـ"ديكلون" و"فولتارين" بشكل يومي للتخلص المؤقت من الألم، ولكن جسده لم يلبث أن اكتسب مناعة أيضاً مما اضطره لأخذ أبر "كورتيزون" لرفع المناعة.

وأشار "العقلة" إلى أن "الكورتيزون" أدى بدوره إلى مضاعفات أخرى كالتهاب العضلات والأعصاب، وترافق ذلك مع خروج دمامل من جميع أنحاء جسده وتقرحات والتهاب أنسجة ولم يعد بإمكانه الوقوف على قدميه أو المشي نهائياً وخصوصاً بعد أن تضاعف وزنه من 100 كغ إلى 200 كغ بسبب الكرتيزون.

وكشف تقرير طبي صادر عن "مستشفى إربد الإسلامي" اطلعت عليه "زمان الوصل" أن المريض العقلة 41 عاماً "يعاني من سمنة مفرطة إضافة إلى ارتفاع ضغط الدم والسكري وداء "النقرس" وهو مقعد سريرياً بسبب ازدياد الوزن"، وبحسب التقرير المذكور "تم إدخاله إلى المشفى لكونه يعاني من دمامل وتقرحات متكررة ملتهبة إضافة إلى آلام في المفاصل". 

تواصل "العقلة" مع العديد من المراكز الصحية والمنظمات ومنها "منظمة العون الطبي" و"منظمة أطباء بلا حدود" ولكن دون جدوى، حيث اقتصرت العلاجات التي تلقاها على المسكنات الخفيفة، بينما بات مضطراً لشراء المسكنات ذات الفعالية القوية وغالية الثمن على حسابه الشخصي -كما يقول- مضيفاً أن ملفه الطبي في مفوضية اللاجئين متوقف حالياً بسبب تغيير رقم مفوضيته.

وأكد محدثنا أن كل الأطباء والمراكز والمنظمات التي راجعها لم يشخصوا حالته أو يعطوه نتيجة واضحة، مضيفا، والحسرة تملأ عينيه، أنه كان قبل سنوات الحرب يخضع للمعالجة لدى طبيب في درعا كان يعرف تفاصيل حالته، ولكن ظروف الحرب حالت دون الاستمرار في العلاج، وبعد سفر الطبيب المذكور إلى أوروبا انقطعت أخباره ولم يعد بالإمكان متابعة حالته.

وأردف أنه لا يعرف إن كان بحاجة لعمليات أم لا، لأنه لم يراجع أطباء منذ زمن بسبب شعوره بعدم الجدوى، علاوة على عدم قدرته على تغطية تكاليف العلاج ومراجعة الأطباء.

وأبان محدثنا أنه بحاجة متابعة من مختصي أعصاب وباطنية ومفاصل وجلدية بسبب الدمامل والتقرحات التي تخرج من جسده، ولكن ليس باليد حيلة، حسب تعبيره. 

وأظهرت إحصاءات صادرة عن مفوضية اللاجئين عام 2017 أن 55 % من الذين يحتاجون إلى دواء لحالاتهم المزمنة لم يتمكنوا من الحصول على العلاج، بينما بلغت نسبة القادرين على جلب الدواء 45%.

وعرضت الإحصاءات أبرز الأسباب التي تحول اللاجئين السوريين خارج مخيمات اللجوء عن تلقي العلاج، مشيرة إلى أن 75% من السوريين لا يتلقون العلاج بسبب عدم قدرتهم على تحمل تكاليفه، بينما هناك 14 % من اللاجئين لا يتلقون العلاج بسبب عدم قدرتهم على تحمل أجور النقل.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(224)    هل أعجبتك المقالة (217)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي