• كل من يصالح خائن، وأنا مع اعتقال الضفادع ومحاربتهم لأن درهم وقاية خير من قنطار علاج.
نفى المنسق العام للمقاومة الثورية الشعبية في إدلب "ياسر الددو" الاتهامات التي وردت بحقه في سياق تقرير إعلامي حول عمالته واتصاله بشخصيات محسوبة على الروس، من أجل تمرير وعقد اتفاقات "مصالحة" تضمن سيطرة النظام على مناطق في محافظة إدلب، على غرار ما فعل في مناطق أخرى من البلاد.
وأكد "الددو" في حديث خص به "زمان الوصل" أن ما ورد في تقرير لقناة "أورينت" بهذا الصدد عار عن الصحة، وأن لا علاقة له على الإطلاق بالشخصيات الثلاثة الرئيسة التي ذكرها التقرير، وهي: خالد محاميد، أحمد جربا، فراس طلاس، ناعتا هذه الشخصيات بالخائنة وبالأشخاص الذين لا يتشرف بمعرفتهم ولا التواصل معهم، مكررا: هؤلاء خونة ومشاريعهم معروفة، أحدهم سلم درعا، والثاني سلم حمص، والثالث باع الثورة السورية برمتها، أما أنا فلم أغادر الداخل حتى يوما واحد، فمن أين جاء هذا الربط بيني وبين هؤلاء الأشخاص المشبوهين والمرتهنين للخارج.
وقال "الددو" إن المقاومة الشعبية عمل مستقل ليس له ارتباطات ولا امتدادات خارجية، ولا علاقة له بغرف العمليات، بل هو مؤسس في الداخل وبجهود ثوار الداخل.
وأبدى "الددو" ذهوله واستهجانه من سلوك "أورينت" ومن نشرها تقريرا مليئا بالمغالطات والأكاذيب، وهي القناة التي سبق لها أن انفردت بتغطية المجزرة التي رحاح ضحيتها أفراد عائلتي.
ولدى سؤاله عن الأشخاص الواردة أسماؤهم في تقرير "أورينت"، وعن علاقته بهم واحدا واحدا، وأولهم فراس طلاس، أجاب: فراس طلاس لم ألتقه ولا أعرفه ولا تشرفني معرفته، والمرة الوحيدة التي تواصل فيها معي كانت عندما قضت زوجتي وأطفالي في قصف روسي، حيث أرسل لي عبارات تعزية، وكان ذلك في شهر آذار/مارس 2017.
أما خالد المحاميد فليس لي أي علاقة به نهائيا، ولا أعرفه لا بشكل مباشر ولا غير مباشر.
وكذلك الأمر بالنسبة لأحمد الجربا، فلا علاقة لي بهذا الشخص الذي تسلق على الثورة السورية.
وهنا سألنا "الددو" إن كان بالفعل لم يلتق "الجربا" حتى عندما زار الأخير إدلب أيام كان رئيسا للائتلاف، والتقى حينها بـ"جمال معروف"، فرد محدثنا قائلا إن علاقته بـ"معروف" انتهت قبل اندلاع خلافه مع النصرة بنحو 6 أشهر.
وخلص "الددو" إلى القول: إذا تم إثبات اتصال أو لقاء واحد بيني وبين طلاس أو محاميد أو الجربا، فأنا أقر بأن كل ما ورد في تقرير "أورينت" صحيح، وإلا فإنا احتفظ بحقي في مقاضاة القناة وأنا ذاهب بالفعل نحو مقاضاتها.
وحول علاقته بالمقدم "أحمد قناطري"، أوضح "الددو" أن الرجل كان منذ بداية تشكيل المقاومة الثورية ضمن صفوفها، بصفته رتبة عسكرية، وحين هاجم النظام منطقة أبو ظهور في ريف إدلب، شكلت المقاومة الثورية غرفة عمليات وسلمتها لـ"قناطري" بعد استنكاف فصائل الصف الأول عن مواجهة النظام في هذا الهجوم.
وتابع: اشترطنا على "قناطري" أن لا يعلن نهائيا عن المقاومة الثورية ولا عن نشاطها، لأن هدفنا ليس الظهور الإعلامي بل ضرب النظام وإفشال مخططاته، ولكنه خالف الشرط، فضلا عن أنه فشل فشلا ذريعا في مهامه، ما جعلنا نصدر قرارنا بفصله من المقاومة الثورية.
ولكن القشة التي قصمت ظهر علاقة "قناطري" بالمقاومة الثورية، كانت ورود كثير من الشهادات إلينا بخصوص علاقته مع "مناف طلاس" الضابط المعروف في الحرس الجمهوري، علما أن "قناطري" نفسه كان يخدم في الحرس الجمهوري قبل انشقاقه.
وعن مصدر الدعم والإمداد الذي تتلقاه المقاومة الثورية الشعبية، قال "الددو" إن عناصر هذه المقاومة ليسوا منعزلين عن الثورة، وهم أصلا من الثوار الذي شاركوا في الطور السلمي من الثورة وانخرطوا في العمل المسلح خلال أطوارها العسكرية المتلاحقة، فبعد نشوب الاقتتال بين 2013 و2014، فضل البعض الخروج من سوريا نهائيا، فيما اعتزل آخرون العمل العسكري ولكنهم بقوا في الداخل وبقوا محتفظين بسلاحهم، وهذا الاعتزال إن صح التعبير استمر حتى سنة 2016، حين بدأنا نتأكد أن الفصائل المنخرطة في غرف عمليات مدعومة من الخارج، لابد أن تكون قراراتها مرتبطة بمن يدعمها، وربما تأخذ هذه القرارات مسلكا يغاير خط الثورة، ومن هنا بات اعتزال العمل العسكري والقناعة بما يخبأه الشخص أو المجموعة من سلاحا عارا لا يقبل به أحد، لاسيما أن المناطق بدأت تسقط من جديد في قبضة النظام.
وبناء عليه تم طرح فكرة تشكيل المقاومة الثورية الشعبية لتضم في صفوفها هؤلاء الذي اعتزلوا القتال في مرحلة من المراحل، من أجل إعادة حشدهم في وجه النظام، على أن تكون هذه المقاومة بعيدة عن الفصائل وعن المعابر وعن غرف العمليات وخلافاتها، وأن نكتفي بما لدينا من ذخيرة وسلاح دون أن نطلب المدد من أي جهة خارجية، وعندما انطلقنا في نشاطنا على الأرض وجدنا أناسا صادقين مدونا بأشياء مختلفة، كل حسب طاقته.
واستدرك: حتى أكون واضحا فقد اكتشفنا أن المعارك قد تستنزف ما بقي في جعبتنا من سلاح وذخيرة، ولهذا قررنا أن نكون بمثابة خط ثان وراء الفصائل الكبرى، لنكون إن جازت التسمية جيشا شعبيا، ورديفا يتولى الدفاع عن الخط الثاني، ويقوم بسد أي خلل على الجبهات إن وجد.
ورغم أن أفق الدعم بدا ضيقا أو شبه معدوم، فقد أصرينا على القطيعة الكاملة مع الخارج وبكل الأشكال، فنحن لا نتلقى دعما من الخارج أياً كان، وجميع عناصر المقاومة الشعبية موجودون في الداخل وليس بينهم عضو واحد في الخارج.
وسخر "الددو" مما ورد في التقرير بخصوص وجود حماية له قوامها 60 مقاتلا، قائلا: إن ليس عندي حماية إطلاقا، ولا حتى عنصر واحد، فأنا موجود بين أهلي وفي بلدتي ولست أمير حرب، وكل من يعرفني شخصيا يعلم أني أتنقل بين الناس كعامة الناس، حتى إني لا أحمل مسدسا.
ودافع "الددو" عن "خالد عبد الحفيظ" الذي ورد اسمه في سياق نفس التقرير، بدعوى تواطئه في ملف الدعوة لـ"المصالحات"، حيث أكد محدثنا أن "عبد الحفيظ" ناشط نزيه قدم للثورة وساهم بها حتى من ماله الخاص، والمقاومة الثورية تعتز بانضمامه لها، ولكنه ليس صاحب منصب قيادي فيها، ولا يدير مكتبها السياسي كما ورد في تقرير "أورينت".
وعن حقيقة الموقف من "المصالحات" ومروجيها، موقفه شخصيا وموقف المقاومة الثورية التي يتولى منصب منسقها العام، قال "الددو": أنا شخصيا أعتبر أي شخص ينخرط في المصالحات في أي بقعة من سوريا شخصا خائنا للثورة ودماء الشهداء، فنحن ما زلنا في ثورة، والمصالحات تنافي روح الثورة، وما دام الأسد باقيا في كرسيه فكل من يصالح خائن.
وتابع: لم نخرج في ثورة وتكبدنا مليون شهيد ودمار بلد كامل حتى نتصالح مع نظام خائن فاجر. خيارنا واضح منذ البداية ثورة حتى النصر، ونصر الثورة يكون بإسقاط النظام بكافة رموزه وهيكلياته، ورأس النظام ليس إلا جزءا منه، وعليه فلا بديل عن إسقاط النظام برمته وليس رأسه فقط.
أي عملية مصالحة قبل إسقاط النظام هي خيانة، ونحن في المقاومة الثورية الشعبية ضدها، ولتأت "أورينت" بأي دليل على أي شخص من المقاومة الثورية روج للمصالحة، علما أننا من أشد المحاربين لـ"الضفادع" ونحن نحث عل اعتقالهم ونشد على أيدي من يحاربهم، لأن درهم وقاية خير من قنطار علاج.
وفي ختام حديثه دعا "الددو" قناة "أورينت" من جديد لإثبات أي تواصل بينه وبين من الثلاثي محاميد، جربا، طلاس، مؤكدا أن المقاومة الشعبية لن تتخلى عن سلاحها، حتى بعد توصل أنقرة وموسكو لاتفاق حول إدلب، قائلا إن ما قامت به تركيا جهد مشكور جنب المحافظة ويلات قتل ودمار إضافي، ولكن ثقة السوريين معدومة في الروس وفي النظام، ولهذا فإن اليد ستبقى على الزناد لمواجهة أي عملية غدر من هذين الطرفين تحديدا (الروس والنظام).
حاوره: إيثار عبدالحق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية