قدم المخرج السوري سامر يماني عرضه المسرحي "عودة علي باي" في مدينة برشلونة الاسبانية ضمن فعاليات مهرجان - سانتا أوليليا - شباط 2009 .
وحضر العرض أبناء الجالية السورية في برشلونة ، حيث احتشدوا في شارع (لا رمبلا) لمشاهدة موكب العرض المكون من 30 راقص و موسيقي حملوا معهم العلم السوري دلالة على عودة علي باي من سوريا .
و علي باي العباسي هو (دومينغو باديا اي لبليش - مواليد برشلونة عام 1767) الرحالة الأسباني الشهير الذي خرج من مدينة برشلونة ليجوب العواصم العربية والإسلامية ، ويكون أول مسيحي يحج إلى بيت الله الحرام .ناسبا نفسه إلى مدينة حلب تحت اسم علي باي الأمير العباسي الحلبي
ويقول المخرج سامر يماني لزمان الوصل : حضر عدد كبير من الجمهور الاسباني والجالية السورية، ما يعتبر فرصة نادرة للترويج لسوريا في الخارج سياحيا و ثقافيا نظراً لأهمية المكان و المناسبة التي عرض فيها .
وأكمل يماني : عملت على هذا العرض لأنني أؤمن بمقولة الرحالة" أن معرفة الآخر توجب احترامه "و أننا في أمس الحاجة اليوم لمعرفة الآخر و فتح آفاق الحوار أملا في بناء الثقة و الاحترام المتبادل بين الثقافتين .
وفي البهو الداخلي لقصر الثقافة - بالاو بيريينا - رمز ثقافة مدينة برشلونة عرض الفيلم الوثائقي "عودة علي باي " الذي صور مسير رحلة العرض الصيف الماضي في دمشق و طرطوس و اللاذقية مبرزا أهم المواقع الأثرية التي زارها العرض ، كدمشق القديمة ، و قلعة المرقب ، وآثار عمريت الفينيقية .
وكان العرض الر سمي للفيلم افتتح بكلمة لممثل محافظة برشلونة أكد فيها أهمية العرض في خلق جو من التبادل الثقافي الراقي بين سوريا و إسبانيا و إغناء الحركة الفنية المحلية بأعمال الفنانين من سوريا
مدير المتحف الاثني في برشلونة جوزيف غارثيا قال: إنه لم يكن يتوقع هذا النجاح الكبير للعمل في كل من سوريا و برشلونة ، معتبرا ذلك دافعا للعمل على هذه النوعية من المشاريع التي تهدف للترويج الثقافي و مد جسور التعارف بين الشعبين .
يشار أن اختيار عرض عودة علي باي اختير كنموذج و حيد من سوريا على الأعمال التي تساهم في تطوير السياحة الثقافية.
وكان علي باي جاء بمهمة سرية من خلال (مانويل غودي) المقرب من العائلة الحاكمة ، فأرسل إلى المغرب العربي لوضع دراسة يحاول فيها إيجاد مصادر بديلة وحلول للمشاكل الاقتصادية التي كانت تعصف باسبانيا ، وقدم علي باي أيام حكم الجنرال فرانكو كبطل قومي إسباني له دور كبير في خلق مستعمرة إسبانية جديدة في إفريقيا. رغم جزم المؤرخين بأن علي باي لم يساهم في حل هذه المشاكل على الإطلاق.
وعندما زار علي باي مدينة دمشق أسرته بجمالها وطيبة أهلها وحسن معاملتهم ،لدرجة أنه وصف خبزها بأنه من ألذ أنواع الخبز التي ذاقها في حياته ، في حين نال الجامع الأموي الكبير والمياه والحلويات التي تشتهر بها دمشق وصفا رائعا من علي باي ، فدون ووثق كل ذلك في مذكراته عن الشرق . حتى أنها ترجمت لأكثر من لغة و أصبحت من أهم المراجع التي تناولت تلك المنطقة .
حظيت مذكرات علي باي باهتمام المؤرخين ، فقد شملت على وصف دقيق للسكان والمدن التي زارها نظرا لذاكرته الحادة وطلاقة لسانه وإتقانه عدد من اللغات وقوة تركيزه ومنهجه الإنساني والاجتماعي في التحليل .
يذكر أن مؤتمر "الثقافة والسياحة ودورها في التطوير" سيقام في التاسع عشر من الشهر الحالي في برشلونة بتنظيم من محافظة برشلونة وجامعتها ومعهد الدراسات المتوسطية ومحافظة فينانوفا ، حيث سيدرس خلاله التجارب الثقافية لسورية ولبنان والأردن .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية