أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قصة نجاح كفيف سوري من بانياس إلى كندا

يجهد الشاب القادم من مدينة "بانياس" الآن على إكمال دراسته في كندا - زمان الوصل

لم تمنع الإعاقة الشاب السوري الكفيف "أحمد خالد كمون" من أن يزرع ورود التفاؤل في رماد اليأس وأن يقدم أنموذجاً إنسانياً مشرفاً على قدرة الإنسان في التغلب على العجز والعزلة والظلام.

ويحقق تفوقاً لافتاً في تحصيله العلمي بكندا التي جاءها لاجئاً قبل سنوات، وتمكّن بوقت قياسي من تجاوز حاجز اللغة والاندماج، وينتمي "أحمد" إلى مدينة "بانياس" الساحلية، وكانت ولادته نادرة حيث ولد مع أربعة إخوة توائم وبسبب خطأ طبي في المشفى الذي ولد فيه فقد نظره مع أخته.

وروى "منصور محمد" قريب عائلته أن الشاب ورغم إعاقته امتاز بذكاء حاد جعله يثبت نفسه بين أبناء حيه ومدينته، فمنذ وعى الوجود واختلط مع أقرانه كانوا يعاملونه وكأنه شخص مختلف عنهم حتى جاء اليوم الذي استطاع أن يثبت لهم أنه لا يختلف عنهم بشيء.
وتابع محدثنا أن الشاب الكفيف "كان يشارك في لعبة كرة القدم في ملعب الحي، حيث لعب حارس مرمى، ولكن كانت فكرته بأن توضع الكرة في كيس وتربط بشكل جيد وكان يستخدم سمعه في وصول الكرة إلى المرمى".

بعد أن شبّ عن الطوق بدأ "أحمد" يتردد إلى مسجد حيّه ليتعلم القرآن الكريم، وتم تكريمه مرات عدة لحفظه كتاب الله، وبموازاة ذلك التحق بمدرسة للمكفوفين في مدينة حلب التي تبعد حوالي 4 ساعات عن مدينة بانياس.

وكان -حسب محدثنا- مضطراً لترك أهله رغم أنه لم يكن قد تجاوز السابعة من عمره، مما عزز الثقة في ذاته وشخصيته مبكراً، ودرس هناك حتى نهاية المرحلة الابتدائية وكان من المتفوقين وبسبب الظروف المحيطة بسوريا أُجبر على الدراسة في مدينته "بانياس" مع الاشخاص المبصرين سنة وكانت هذه فرصته لتغيير الصورة النمطية عن الكفيف في المجتمع.

مع بداية اندلاع الثورة انتقل "أحمد" إلى الأردن، حيث أكمل المرحلة الإعدادية هناك في مدارس خاصة بالمكفوفين، ومن ثم سافر إلى كندا ليتابع مسيرته التعليمية وفي السنة الأولى كان الأول على صفه -كما يؤكد- لافتاً إلى أن "أحمد" التحق بمدرسة للمبصرين في بلدة "أوكفيل" بمدينة "أونتاريو"‏ بعد دخوله إلى كندا بـ5 أشهر فقط. ونظراً لأن معظم الطلاب كانوا عرباً يتحدثون اللغة العربية لم يتمكن من تعلم اللغة الإنجليزية، فاضطر لتركها والانتقال إلى مدرسة خاصة بالمكفوفين ومع انتهاء الفصل الأول حقق الشاب السوري علامات عالية في المواد التي درسها.

وفي الفصل الثاني أكمل تعلم اللغة ودراسة مواد أخرى، ومع نهاية الفصل الثاني حقق المركز الأول على صفه متجاوزاً الطلاب الآخرين الذين يجيدون اللغة الإنكليزية، فتم تكريمه من إدارة المدرسة لتفوقه على الطلاب الآخرين، وكان للمعلمين دور كبير في نجاح "أحمد" الذي كان يستغل الفرصة ليطلب حصصاً إضافية تساعده في فهم الدروس أكثر. 

ويجهد الشاب القادم من مدينة "بانياس" الآن على إكمال دراسته في كندا حتى يصل إلى ما يتمناه ويحقق حلمه ليبرهن للآخرين أنه قادر على إثبات ذاته وتجاوز وضعه الصحي، طامحاً -كما يقول محدثنا- لدراسة الكمبيوتر علماً أنه منح شهادة خلال تكريمه تفيد بأنه من أكثر الأشخاص الذين يجيدون التكنولوجيا في المدرسة.

زمان الوصل
(289)    هل أعجبتك المقالة (345)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي