أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من هو الخائن؟.. فؤاد حميرة*

أرشيف

صمت في السابق كثيرا عن رسائل تصلني باستمرار من بعض المؤيدين تتراوح بين التهديد والشتيمة والاتهام بكل الصفات الأخلاقية السيئة ومعظمها تركز على وصفي بـ (الخائن) للوطن والأهل ...في الرد كل ما مضى وكل ما سيأتي من اتهامات أحب أن أوضح التالي:
1-هذه الرسائل لا تخصني وحدي وإنما تطال كثيرين غيري في مثل موقفي.

2-حين حذرنا القيادة (الحكيمة) من خطورة إغراق السوق السورية بالمنتجات التركية لأنها ستتسبب بإغلاق الكثير من الصناعات المحلية لا لعدم كفاءة بصناعتنا وعمالنا وإنما بسبب القوانين والضرائب التي أرهقت كاهل المصنعين ناهيك عن الرشى والمحسوبيات والشراكات الوهمية مع مسؤولين وكبار ضباط دون أن يدفعوا فلسا واحدا في هذه الشراكة والقصة كلها فساد بفساد.

إذا لم تكن شروط المنافسة مع المنتج التركي متوفرة ولا متكافئة، وبالتالي تم إغلاق الكثير من صناعاتنا (وهي بالأساس ورش صناعية، وقطاعنا الخاص يعتمد أساسا على نظام الورش كبيرة أم صغيرة، إلا ما ندر)، فكان أن ازدادت أعداد العاطلين وتضاعفت أرقام البطالة وهي في الأساس مرتفعة.

الأسد أيها الإخوة المؤيدون وضع الاقتصاد في خدمة السياسة وهذا عكس ما تقوم عليه كل اقتصادات العالم، بمعنى أن كل سياسات الدول يكون هدفها وغايتها الاقتصاد، وأنتم ترون أن حروب الضرائب على المستوردات بين أقوى دول العالم الصناعية.

وكما قال ماركس (السياسة هي الحديث المكثف عن الاقتصاد)، حذرنا وحاولنا التنبيه، ولكن الرد كان في الزجر والنهي بحجة أن القيادة الحكيمة تعرف كل شيء وهي أقدر على تقدير المواقف (ومن أنت حتى تنصح القيادة العبقرية).

فمن هو الخائن في هذه الحالة؟ من تسبب بضرب الاقتصاد وضخ أعداد جديدة في سوق البطالة أم نحن؟ من هو الخائن؟ من فتح أبواب سوريا للعثمانيين الجدد أم نحن الذين حذرنا من الغرق في هذا الوحل؟

3-على الصعيد الشخصي لم أكن أحتاج لتأييد الثورة فالله رزقني من غامض علمه منذ عملي في الدراما وكنت أعيش في بحبوحة يحلم بها معظمكم، ولكني قلت لا للحل العسكري لمعرفتي مسبقا أن فقراء العلويين سيكونون وقودها وأن دروايش الطائفة ومعدميها لا يملكون إلا الانخراط في حرب النظام لأسباب كثيرة أهمها أن كثيرا من شبابنا لا يملك عملا وقد وجدوا في الجيش ولجانه الشعبية ملاذا للهرب من البطالة..لأني كنت متأكدا أن أبناءنا سيذهبون للموت على جبهات القتال من أجل أن يذهب أبناؤهم للاستجمام في البرازيل وغيرها والمشاركة بمسابقات الرياضيات وغيرها من الأنشطة المخجلة لابن بلد يخوض حربا منذ ثماني سنوات وبلغ عدد ضحاياها المليون ومشرديها فوق العشرة ملايين. من الخائن يا إخوتي؟ من خاف عليكم وعلى أبنائكم أم من دفع بفلذات أكبادكم للموت في حرب هي خاسرة بكل المقاييس؟ من الخائن؟ من خسر أيامه بالعيش الرغيد والخدم والسيارات وغيره أم من زادت أرباحه الخاصة في هذه الحرب عبر صفقات توريد السلاح؟

4-هي رؤوس أقلام لا أكثر ففي فمي الكثير من الماء. 

*من كتاب "زمان الوصل"
(175)    هل أعجبتك المقالة (195)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي