أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بين معتقلي "صيدنايا" و"المزة".. رفيق زنزانة صائد الجاسوس "كوهين" يكشف لـ"زمان الوصل" تفاصيل جديدة

كوهين والصورة الثانية للرائد محمد وداد بشير - زمان الوصل

في الغرفة رقم (203) بمستشفى الأسدي بدمشق أغمض الرائد "محمد ودود البشير" أو ما عُرف بلقب صائد الجاسوس الإسرائيلي "كوهين" عينيه ظهيرة 22 تشرين الثاني نوفمبر/1989، وتم نقل جثمانه إلى مسقط رأسه في اللاذقية ليدفن في مقبرة "جامع المغربي"، ولتطوى بموته سيرة واحد من الضباط السوريين الذين عملوا في خدمة الوطن بشرف وإخلاص ودفع ثمن ذلك سنوات اعتقال طويلة في سجني "المزة" و"صيدنايا" على يد من ساعدوا "كوهين" ومهدوا له مهمته.

وكشف معتقل سابق، فضّل عدم ذكر اسمه لـ"زمان الوصل" قصة اختطاف "البشير" من بيروت سنة 1976 كما سمعها منه، حيث كان رفيقه في المهجع ذاته، إذ كان يسكن في شقة تحت طابق يسكن فيه السفير العراقي، وعندما أحس بعناصر المخابرات يدخلون البناء صعد إلى الطابق الذي فيه السفير ودق الباب، إلا أنه لم يتلقّ جواباً وفي هذه اللحظة ألقي القبض عليه من قبل المجموعة الخاطفة واقتيد إلى سجن "المزة" العسكري في سوريا.

أودع "البشير" بداية اعتقاله في زنزانة، وبعد فترة اُخرج إلى أحد المهاجع الذي كان يضم من 40 إلى 50 شخصاً، وعندها رآه محدثنا أثناء وضعه معه في مهجع واحد.

ويصف محدثنا "البشير" الذي كان -كما يقول- إنساناً مرحاً طيب المعشر محباً للنكتة، ولم يكن لديه أي مشكلة مع أحد.
وأردف: "في الشهر الأخير قبل إطلاق سراحه كان -رحمه الله- لا ينام في الليل إلا غفوة بسيطة، وكان متماسكاً رابط الجأش لا يشكو ولا يتألم، وكان يدخن ويتناول القهوة المرة".

وكشف رفيق المعتقل الراحل أن ضابطاً من قرية "السهو" في محافظة السويداء يُدعى "بيان حناوي" كان يلازمه ليلاً نهارياً ويقوم على تلبية طلباته. 

سنة 1984 أُبلغ المصدر أن الرائد "محمد ودود البشير" تم نقله الى الزنزانة الانفرادية هو والمقدم "خضر جبر" من مدينة "السلمية" بسبب حديث نقله أحد المخبرين داخل السجن.

وتابع محدثنا: "في العام 1987 نُقلت مع أبي هيثم (لقب البشير) وعدد من المعتقلين في سيارة واحدة إلى سجن صيدنايا، وكنا نظن أنه سيبقى معنا، ولكننا فوجئنا بعزله فور النزول من السيارة، وعلمنا فيما بعد أنه نقل إلى زنزانة انفرادية ثم إلى المهجع العاشر جناح -ب- في السجن المذكور". 

واستعاد محدثنا فترة ما قبل اعتقال "البشير"، كما سمعها من أصدقاء له، إذ إنه تعرض لمحاولة اختطاف في الطائرة أثناء قدومه من بغداد إلى بيروت، وعندما أصبحت الطائرة فوق دمشق قام قائدها بدورة للهبوط في مطار دمشق لإنزال بعض الركاب -حسب قول الطيار- ولكن ذلك لم يكن في برنامج الرحلة حسب قول آخرين، وهنا اقتحم "البشير" قمرة القيادة وهدّد الطيار بمسدس طالباً منه عدم الهبوط والاستمرار إلى بيروت وهذا ما كان.

وكان المصدر قد اعتقل بسبب رفضه الحرب مع العراق خلال حديثه مع عدد من الضباط عندما قامت الحشود بين الطرفين بسبب مياه نهر الفرات سنة 1975 ووقتها -كما يقول- لم تحصل الحرب واقتصر الأمر على الحشود العسكرية.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(266)    هل أعجبتك المقالة (248)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي